ليبرمان قنبلة في مسار السلام
خطأ سياسي
وحملت رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش على الجهاز القضائي، واتهمته بالضعف والتردد لعدم إدانته ليبرمان رغم توفر أدلة دامغة ضده، على حد قولها.
وفي حديث لإذاعة الجيش اليوم، كررت يحيموفيتش ما قالته بالكنيست أمس من أن تعيين ليبرمان خطأ سياسي جسيم لكونه شخصا فاسدا، وفق تعبيرها.
واعتبرت أن ليبرمان ألحق ضررا فادحا بإسرائيل من خلال منصبه في الخارجية، محذرة من أنه سيعمق مشاكل البلاد بدل التخفيف عنها.
وهذا ما تشدد عليه أيضا رئيسة حزب ميرتس اليساري زهافا جالؤون، حيث قالت إن تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية بمثابة وضع قنبلة بمسيرة المفاوضات مع الفلسطينيين.
وجالؤون التي كانت طالبت نتنياهو أمس بالعدول عن تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية، أكدت للجزيرة نت أن الأمر يدلل على أن وجهة إسرائيل ليست السلام.
وردا على سؤال الجزيرة نت حول تبعات التعيين بالنسبة لعلاقات وصورة إسرائيل بالعالم، توضح جالؤون أن ليبرمان شخصية غير مرغوب فيها بالعالم.
وتتابع "سبق أن دفع ليبرمان السياسة الخارجية لإسرائيل نحو الهاوية وحولها لدولة معزولة ومصابة بالبرص، والآن سيعمق أزمتها أكثر بالمحافل الدولية وسيسيء لعلاقاتها حتى مع حليفاتها".
وفي الجانب الفلسطيني، دعا رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي جمال زحالقة السلطة الفلسطينية لوقف المفاوضات فورا عقب تعيين ليبرمان وزيراً للخارجية مجددا.
وردا على سؤال الجزيرة نت، يرى زحالقة أن هذا التعيين يعبر عن الموقف الحقيقي للحكومة الإسرائيلية. وتساءل: هل يعقل الحديث عن سلام مع ليبرمان وأمثاله؟
وجه لإسرائيل
ويتوقع رئيس الحركة العربية للتغيير النائب أحمد الطيبي أن يكون ليبرمان أكثر تطرفا بعد تبرئته من بعض التهم الجنائية.
لكن الطيبي يعتبر أن تعيين ليبرمان يخدم القضية الفلسطينية لأنه يكشف عن الوجه الحقيقي لإسرائيل اليوم بعيدا عن "التزوير والرتوش".
كما يرجح الطيبي -في تصريح للجزيرة نت- أن يقوم ليبرمان بمناكفة نتنياهو والمزايدة عليه فيما يتعلق بالموقف من الفلسطينيين، طمعا في تعزيز مكانته كزعيم جديد لمعسكر اليمين.
لكن الناطق باسم الخارجية يغئال بلمور عقّب على الاتهامات لليبرمان بالقول إن الأخير تلقى اليوم تهاني من سفراء أجانب إضافة لوزيري خارجية فرنسا وألمانيا.
وتابع "من أصغى لليبرمان اليوم لاحظ أنه معتدل ولم يهاجم بكلمة واحدة مفاوضات السلام، واقترح على المعارضة التريث قليلا".
وحول ما إذا كانت إعادته للخارجية دليلا على توجهات سلبية لإسرائيل حيال المفاوضات مع الفلسطينيين، شدد بلمور أن ليبرمان يعكس رغبة الإسرائيليين الذين انتخبوه.
يُشار إلى أن ليبرمان كان قد انفصل عن حزب الليكود عام 1999 وأسس حزب "إسرائيل بيتنا" الداعي لترحيل الفلسطينيين.
وفي مطلع العام الحالي، أعلن عن اندماج حزبه مع الليكود وفازا بالانتخابات السابقة بـ31 مقعدا.
وسبق أن شغل ليبرمان عدة وزارات آخرها الخارجية عام 2009 قبل اضطراره للاستقالة منها العام الماضي بعد تقديم لائحة اتهام ضده، وظلت شاغرة حتى عودته لها بالأمس.