تحريض ضد الروهينغا المسلمة بميانمار

تثير قضية أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار جدلا في الأوساط الدينية والسياسية داخل البلاد وخارجها في دول الجوار بجنوب شرق آسيا.

وبينما يطالب كهنة بوذيون وبعض القوميين الراخين بطرد الروهينغا، يرفض رجال دين بوذيون آخرون دعوات التحريض على الكراهية ضد المسلمين.

والبوذيون الرافضون طرد مسلمي الروهينغا هم الذين قاموا قبل خمس سنوات باحتجاجات تطالب بالتغيير في ميانمار وسجنوا من أجل ذلك.

وبشأن هذا الجدل، يقول الدكتور إحسان الدين نورسي -أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة أيرلانغا- أن هناك أطرافا دولية تريد توظيف الصراع بين الروهينغا والبوذيين للتأثير على ميانمار سياسيا وإضعافها حتى يسهل التعامل معها.

وأضاف الأستاذ الجامعي أن من يقف وراء هذا الصراع هي القوى الاقتصادية العالمية التي تعلم أنه لو بقيت ميانمار غير متماسكة فإن موقفها التفاوضي مع العالم سيكون ضعيفاً.

من جانبه، يؤكد المدعي العام في ولاية أراكان، يوهلا ثين أن البنغاليين وصلوا إلى ولاية راخين (أراكان سابقا) بعد الحرب البريطانية الميانمارية عام 1824 وتركزوا في بلدة مانغدوا كمزارعين ولم يكونوا مقيمين دائمين.

وأضاف أن بعض هؤلاء البنغاليين لم يعد إلى بلاده، مشيرا إلى أنه منذ ذلك الحين والصراع والعنف دائر بين الطرفين.

وتتركز أقلية الروهينغا المسلمة في ولاية راخين وتشكل 40% من سكانها، غير أن عاصمة هذه الولاية تبدو خالية تماما من هؤلاء المسلمين، بسبب أنهم رحلوا أو رحلوا منها إثر الأحداث التي شهدتها المنطقة قبل ثلاثة أشهر.

ويقول المسلمون في الولاية إن البوذيين الراخين يعملون على تطهير الولاية من أقلية الروهينغا، ويؤكد ناشط سياسي من هذه الأقلية إن القتل والاغتصاب مستمر في الولاية، إضافة إلى الاعتقالات والمعاناة، واصفا الوضع هناك بالسيء جدا.

وتعاني مخيمات اللاجئين والمقدرة بعشرات الآلاف من حصار خانق، مما جعل المنظمات الدولية تطالب بتوفير الحماية للمسلمين المضطهدين في ميانمار.

كما أن رئيس ميانمار ثين سين اتهم في تقرير له للبرلمان الشهر الماضي رهبانا بوذيين ووجهاء في ولاية راخين بتأجيج مشاعر العداء ضد مسلمي الروهينغا.

المصدر : الجزيرة