قبيلة سعودية تدعم البحث العلمي

إن شعور صاحب الجائزة العلمية بوجود فراغ دفعه لإنشاء جائزة الجزيرة نت.
undefined

ياسر باعامر-وادي الدواسر

في الطرف الجنوبي من هضبة نجد، وعلى بعد 670 كلم من العاصمة السعودية الرياض، وبتاريخ الثالث عشر من الشهر الجاري، كانت إحدى القاعات الخاصة بمحافظة وادي الدواسر تعج بالمحتفلين بجائزة الشيخ مران بن قويد للإبداع العلمي، شيخ مشايخ قبائل الدواسر بالجزيرة العربية، وللموسم الثاني على التوالي، وذلك بعيدا عن أضواء شبكات التلفزة والصحافة المحلية.

وحينما تلج إلى موقع الجائزة الإلكتروني تشعر منذ الوهلة الأولى أنك أمام جائزة نوعية تجاري في نظامها كبريات الجوائز الثقافية والفكرية والعلمية، من حيث التنظيم والفريق المتخصص لإدارتها والمجلس الاستشاري الذي يرسم محدداتها وتطورها المستقبلي، المكون من شخصيات رسمية وأكاديمية كبيرة.

غير أن الأمر الجديد في هذه الجائزة، هو دخول "المكون القبلي" على خط دعم البحث العلمي وتعزيزه وتنميته، ويرى المسؤولون عنها أنها تتجاوز طورها الحالي إلى بعد أكبر إستراتيجي مهم وهي أنها تعمل على تعزيز الروابط الاجتماعية بين مختلف القبائل السعودية.

محددات الجائزة
ورغم أن الجائزة تقام في إطار محافظتين صغيرتين هما وادي الدواسر والسليل وهما تتبعان إداريا منطقة الرياض، إلا أن أصحابها فضلوا ألا تكون مختصة بأبناء قبيلة سعودية دون أخرى، وفقا لرئيس اللجنة العليا للجائزة الدكتور محمد بن مران بن قويد الذي أكد أن المشاركة كانت متاحة لجميع أبناء القبائل من الجنسين لتحقيق الاندماج الوطني على حد تعبيره.

‪محمد بن مران بن قويد أكد أن المشاركة كانت متاحة لجميع أبناء القبائل‬ محمد بن مران بن قويد أكد أن المشاركة كانت متاحة لجميع أبناء القبائل
‪محمد بن مران بن قويد أكد أن المشاركة كانت متاحة لجميع أبناء القبائل‬ محمد بن مران بن قويد أكد أن المشاركة كانت متاحة لجميع أبناء القبائل

وفي ظل تحذير العديد من الدراسات والندوات السعودية مما أسمته "انكفاء المكون القبلي السعودي على ذاته" أشاد رئيس مركز ساس لاستطلاعات الرأي العام الدكتور محمد صنيتان بالجائزة، واعتبر ما قامت به قبيلة الدواسر وظيفة اجتماعية مهمة، وأن الجائزة أوصلت رسالة مهمة باعتبار القبيلة مكونا رئيسيا بالمجتمع، عبر المساهمة بالحركة الثقافية والعلمية.

ووفق الدكتور قويد فإن الجائزة تسعى لتعزيز روح التفوق والإبداع بين الطلاب والطالبات ورفع الروح المعنوية للمخترعين الشباب ورعاية المتميزين منهم، وتفعيل المشاركة المجتمعية في دعم ومؤازرة رسالة التعليم في شتى مراحله.

وأشار إلى أن المجلس الاستشاري للجائزة يدرس حاليا توسيع نطاقها على مستوى محافظات المملكة الفترة المقبلة، إلا أنه استبعد أن تكون في النسخة الثالثة القادمة.

من جانبه اعتبر عضو مجلس إدارة نادي المدينة الأدبي خالد الطويل، أن مثل هذه الجوائز تكشف عن الحاجة التي  يفرضها الواقع أمام المجتمعات النامية، التي تلاحظ كيف استطاعت دول صغيرة تجاوز الكثير من مآزق مرت بها حين تبنت المشاريع العلمية، وأفسحت لها المجال أن تتحرك وتحقق حضورها باستقلالية ومهنية كي تكون شريكا حقيقيا في صناعة الوعي.

وحذر مسؤولون بالجائزة من الوقوع في أخطاء جوائز المشاريع المعرفية المشابهة، وذلك إذا أرادت أن تكون رصينة وهادفة كأهمية الاستمرار على خط الهم المعرفي لا الوجاهي القبلي، "التي عادة ما ينشئها أفراد سرعان ما يتبلور خطابها وحتى نتاجها حول شخوصهم وهمومهم الضيقة".

يُذكر أن الأبحاث الفكرية شكلت المنطلق الأساسي للجائزة في موسمها الثاني، إضافة إلى بعض الجوائز التقديرية الأخرى كالمتفوقين دراسيا والحافظين لكتاب الله والسنة النبوية الشريفة.

المصدر : الجزيرة