إسرائيل تهوّد القدس في أجواء ربيع العرب

أنفاق أسفل الأقصى من عدة جهات
undefined

وديع عواودة-القدس المحتلة

تؤكد فعاليات مقدسية ومنظمات أن الاحتلال يستغل اهتمام العرب بـ"الربيع العربي" وانشغال العالم بالأزمة الاقتصادية لإحكام السيطرة على القدس.

كما تتحدث عن أن سلطات الاحتلال ضاعفت العام الأخير مساعي تهويد القدس على كل المستويات، محاولة خلق حالة اغتراب بينها وبين أهاليها بتغيير مناخها الثقافي وطابعها الحضاري، مستعينة بدائرة الآثار.

وتتواصل منذ الأسبوع الماضي حفلات ليلية راقصة وصاخبة ينظمها الاحتلال وأذرعه في جنوب الأقصى بمشاركة فرق إسرائيلية وأجنبية وآلاف من اليهود والمسيحيين الصهاينة ضمن فعاليات استقبال عيد رأس السنة العبرية الموافق للاثنين المقبل.

كما تواصل سلطات الاحتلال منذ نحو أسبوع الإعداد لاحتفال تهويدي كبير في منطقة قصور الخلافة الأموية المحاذية للأقصى.

ومن المتوقع أن يشارك آلاف اليهود ليلة الاثنين في شعائر تلمودية داخل ساحة حائط البراق.

حفلات رقص يهودية وأجنبية ليلية متواصلة بمحيط الأقصى (الجزيرة نت)
حفلات رقص يهودية وأجنبية ليلية متواصلة بمحيط الأقصى (الجزيرة نت)

برنامج احتفالي
وتفيد "مؤسسة الأقصى" أن الحفلات التي تشوّش صوت الأذان وصلوات المغرب والعشاء جزء من برنامج احتفالي ليلي يمتد لأشهر تتبناه بلدية الاحتلال بالقدس وشركات وجمعيات تهويدية.

وتشير إلى أن أذرع الاحتلال هذه تستغل انشغال العالم بالأزمات المختلفة وبالربيع العربي لاستكمال تهويد القدس والترويج لرواية صهيونية القدس في العالم.

وتوضح أن إسرائيل تستثمر "المواسم الدينية اليهودية" لاستجلاب أكبر عدد من المشاركين ولتغيير الطابع الحضاري الإسلامي العربي العريق للمدينة.

وتدين المؤسسة الحفلات الموسيقية الماجنة التي يدنس بها الاحتلال قدسية المقدسات والأوقاف، وعلى رأسها المسجد الأقصى.

من ناحية أخرى، تقوم "إلعاد" الاستيطانية بتنظيم "جولات الاستغفار" في منطقة سلوان وفي الأنفاق المحيطة بالمسجد الأقصى.

ويؤكد رئيس اللجنة الشعبية في بلدة سلوان المجاورة للحرم القدسي فخري أبو دياب للجزيرة نت أن الاحتلال يغير الشكل الخارجي لمنطقة الحرم القدسي بإعادة ترميم الأسوار وبناء أجهزة إضاءة وإقامة فعاليات ثقافية يهودية.

الاحتلال يحاول عبر حفلات يحضرها أجانب خلق حالة اغتراب بين المقدسيين ومدينتهم (الجزيرة نت)
الاحتلال يحاول عبر حفلات يحضرها أجانب خلق حالة اغتراب بين المقدسيين ومدينتهم (الجزيرة نت)

حالة اغتراب
ويشير إلى أن كل الأنشطة والفعاليات وانتهاكات المستوطنين تندرج تحت مخطط هدفه تهويد محيط المسجد الأقصى وخلق حالة اغتراب بين المسلمين والعرب وبين مقدساتهم.

ويوضح أبو دياب أن الاحتلال ضاعف انتهاكاته ومخططات تغيير ملامح وطابع المدينة بالتزامن مع الثورات العربية وانشغال العرب والمسلمين والعالم بقضايا ساخنة.

ويتابع "ولا شك أن الولايات المتحدة بصمتها ودعمها تشجع إسرائيل على المضي بتهويد القدس كما تبيّن في تصريحات الرئيس باراك أوباما حول اعتبارها عاصمة موحدة لإسرائيل والتي كانت تستحق وقفة غضب من قبل المسلمين انتصارا للمدينة الأسيرة".

وهذا ما تحذر منه حركة "السلام الآن" الإسرائيلية على لسان مديرة رصد النشاط الاستيطاني فيها  حجيت عوفران التي قالت إن "مخططات توسيع مستوطنات داخل القدس وفي محيطها بآلاف الشقق السكنية تشهد زخما غير مسبوق هذه الأيام". 

في غضون ذلك تكثفّ دائرة الآثار الإسرائيلية حفرياتها أسفل أساسات المسجد الأقصى المبارك خاصة المنطقة الممتدة من أقصى الزاوية الجنوبية الغربية وحتى أسفل المدرسة التنكزية، قرب باب السلسلة.

وتنبه "مؤسسة الأقصى" إلى أن هذه الحفريات تشكّل خطرا على المسجد الأقصى من الناحية العمرانية والأثرية والتاريخية.

ويدعي الاحتلال أنه عثر خلال حفريات التنقيب عن الآثار على موجودات أثرية تعود لفترة الهيكل الأول والثاني المزعومين من ضمنها مطاهر للاغتسال وأوان وشماعات فخارية وعملات" وأختام.

ويؤكد أبو دياب أن الحفريات الإسرائيلية تهدد منطقة غنية بالآثار الأموية في سبيل الكشف عن آثار الهيكل المزعوم.

كما يشير الناطق بلسان الأقصى محمود أبو عطا، الموجود منذ سنوات طويلة بالقدس والحرم القدسي، إلى أن هناك نفقا جديدا يمتد من منطقة حي وادي حلوة باتجاه منطقة باب المغارية وساحة البراق بطول مائتي متر، وهو جزء من نقق طويل طوله نحو 660 مترا يمتد من عين سلوان وحتى منطقة ساحة البراق، وسيتم ربطه بشبكة الأنفاق الممتدة أسفل وفي محيط المسجد الأقصى.

المصدر : الجزيرة