عرب النقب يواجهون قرارات الاستيطان
عنصرية وتمييز
وأكدت أبو ربيعة للجزيرة نت أن مشروع المصادقة على المستوطنات يندرج ضمن "مخطط برافر" لتهويد وعسكرة النقب لمنع أي تواصل جغرافي فلسطيني بين قطاع غزة والضفة الغربية، ويقضي المخطط -حسب المحامية- بمصادرة قرابة 800 ألف دونم وهدم 30 قرية لا تعترف بها إسرائيل، وتشريد وتهجير نحو مائة ألف من قاطنيها.
واستبعدت أن ينصف القضاء الإسرائيلي السكان البدو فغي معركة الأرض والمسكن، لكنها أكدت أن التوجه للقضاء يهدف إلى "توثيق التاريخ وفضح مشاريع التمييز والانتهاكات لحقوق السكان الأصليين"، مؤكدة أنها خطوة تندرج تحت النضال الشعبي لمواجهة السياسات الإسرائيلية العنصرية، خصوصا أن المصادقة على إقامة المستوطنات يعني فرض أمر واقع دون الاكتراث بمعارضة السكان أو البت في الاعتراضات التي قدمت والدعاوى التي تحرك بالمحاكمة.
التشريد الصامت
من جهته يواصل الشيخ صياح الطوري نضاله وصموده فوق أرضه في قرية العراقيب التي هدمت للمرة الحادية والأربعين في غضون عام ونصف عام، كان آخرها ليلة عيد الفطر. ويرى أن إقامة المستوطنات على حساب القرى العربية بالنقب مقدمة للتشريد الصامت، مؤكدا أن إسرائيل تراوغ وتتملص من مواجهة ومحاورة السكان البدو، وتسعى لمواصلة التهجير والتشريد بشكل تدريجي دون صدام مباشر.
وشدد -في حديثه للجزيرة نت- على أن المؤسسة الإسرائيلية تستغل الظروف الإقليمية للتفرد ببدو النقب، وتشريدهم ومصادرة أراضيهم وتركيزهم في مجمعات أشبه بمخيمات للاجئين، محذرا من أي تهاون أو تعاط مع الحكومة الإسرائيلية التي شرعت في جلسات حوار سرية مع بعض الشخصيات، سعيا منها للالتفاف على النضال، وتفتيت وحدة الجماهير الرافضة للمخطط الذي اعتبره "تطهيرا عرقيا".
وخلص إلى أن "أراضي النقب تعتبر الاحتياط الأخير لفلسطينيي 48، فهي ترمز لوجودنا نحن أصحاب هذا الوطن، فهي تاريخنا وحضارتنا ومستقبلنا، والتفريط فيها يعني القضاء على الوجود الفلسطيني، فإسرائيل تواصل سياسة الهدم والتشريد، ونحن نصر على البقاء والصمود وتعمير الأرض، فهذا هو موروث النضال والوجود الذي نرسخه في عقول أولادنا وأحفادنا لرفض أي مشاريع للمساومة على الأرض".
مكمل للنكبة
وبدورها، تقول النائبة العربية في الكنيست حنين زعبي إن الحكومة الإسرائيلية تطبق مخططها الصهيوني القاضي ليس فقط بضمان أغلبية يهودية في البلاد، بل وبضمان أغلبية يهودية في كل قطعة أرض من فلسطين.
وأكدت أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة "لم تكتف بأغلبية 80% ضمن حدود عام 48، وبأغلبية فوق الـ50% ضمن كل فلسطين التاريخية، بل تريد أغلبية يهودية بالنقب والجليل والقدس، وضمان 40% بالضفة الغربية من منطقة C المحتلة المحاذية لجدار الفصل العنصري، أو المتنازع عليها وفق تعبيرات أوسلو".
وأوضحت -في حديثها للجزيرة نت- أن سياسات التخطيط والبناء الإسرائيلية تهدف إلى ضمان أغلبية يهودية بالنقب بدرجة أولى، وضمان تواصل جغرافي للمدن والمستوطنات اليهودية في كل من الجليل والنقب، مما يعني "ليس فقط مصادرة أراضي فلسطينية وتطوير مستوطنات يهودية واستجلاب يهود للسكن فيها، بل يعني تطوير مستوطنات يهودية بجانب العربية أو مكانها لقطع التواصل الجغرافي الفلسطيني".
وأشارت إلى أن مخطط إقامة 10 مستوطنات في النقب يهدف إلى ضمان أغلبية يهودية بالمنطقة من عراد إلى بئر السبع وفق قرار اتخذ قبل 10 أشهر، يؤكد -لمن لا يريد أن يصدق من الإسرائيليين- أن "مخطط برافر" القاضي بتهجير وقلع 80 ألف فلسطيني من هذه المنطقة هو الأرضية لإنشاء هذه المستوطنات.