عبد ربه: إسرائيل تخطط لفصل غزة عن الضفة
وأوضح أن هذه الممارسات تندرج ضمن خطط إنجاز الفصل التام بين الضفة الغربية وقطاع غزة بحيث يصبح القطاع وكأنه مسؤولية مصرية وليس جزءا من الكيان الفلسطيني الوحيد، وذلك عبر التصعيد الأمني من جهة، وخلق الاتهامات بأن القطاع بؤرة إرهاب من جهة أخرى.
وتابع عبد ربه "هذه ألاعيب الحكومة الإسرائيلية الحالية ونحن نسعى من أجل ألا يقع أحد في قطاع غزة ضحية هذه اللعبة المكشوفة، والأشقاء في مصر يعرفون أهداف ونوايا الحكومة الإسرائيلية ولذلك سارعوا بعمل تهدئة ووقف إطلاق النار".
من جانبه، وصف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) موسى أبو مرزوق اتفاق التهدئة المعلن في قطاع غزة بـ"الهش"، وقال إنه لا تكاد تستمر التهدئة شهورا إلا ويتبعها تصعيد وشهداء وضحايا وخسائر.
وأقر أبو مرزوق في تصريحات نشرتها صحيفة "الرسالة" الصادرة في غزة على موقعها الإلكتروني بعدم رغبة حركته في تصعيد المواجهة مع إسرائيل قائلاً "من الصعب الذهاب بالقطاع إلى حرب جديدة بعد تلك التي شهدتها غزة نهاية 2008".
وأكد أن حماس لم تتخل عن المقاومة ولم تغير مواقفها ولا تزال مستمرة في الإعداد والتدريب والتسليح ورفع المستوى القتالي لعناصرها رغم تعرضها للحصار لثنيها عن مبادئها والاعتراف بالشروط "التعيسة" التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية، وتوقع أن تتمكن حماس خلال فترة من الزمان من "ردع العدو" عن مهاجمة غزة.
إدانة حقوقية
في سياق متصل، أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أدت خلال الأيام الخمسة الأخيرة إلى استشهاد 23 وإصابة 73 آخرين.
وأعربت المنظمة -في بيان، تلقت الجزيرة نت نسخة منه- عن إدانتها جرائم الحرب الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وأعمال القتل خارج القانون التي بادرت إليها باستهداف قيادات بعض فصائل المقاومة في قطاع غزة، الذي شمل المدنيين غير المنخرطين، بمن فيهم الأطفال.
وقال البيان "إن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لجرائمه اليومية، يشكل عملاً منهجياً يأتي ضمن مخططات الاحتلال العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني على جانبي الخط الأخضر، ويستهدف بصفة أساسية التأثير في مسيرة المصالحة الفلسطينية، التي واصلت تقدمها للشهر العاشر على التوالي رغم العراقيل التي زرعتها إسرائيل والأطراف الدولية المساندة لها".
وأوضحت المنظمة أن إسرائيل تستغل التوترات الإقليمية في المنطقة، خاصة في ظل تزايد المخاطر إزاء عدوان محتمل على إيران، وهو ما عكسته بوضوح أصوات قادة الاحتلال الإسرائيلي خلال زياراتهم المكثفة في واشنطن مؤخراً.
وطالبت المنظمة مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع طارئ لإدانة الجرائم الإسرائيلية، والاضطلاع بمسؤولياته لاتخاذ التدابير الواجبة لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته على كامل أراضيه المحتلة في عام 1967 بما في ذلك القدس الشريف.
كما طالبت المنظمة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعقد جلسة طارئة على هامش دورته الحالية للنظر في الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في الأراضي الفلسطينية، والدعوة لعقد مؤتمر للدول الأطراف في اتفاقية جنيف الرابعة، لضمان تطبيق أحكام الاتفاقية المتعلقة بمعاملة المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال.
وناشدت المنظمة الحكومات العربية باتخاذ مواقف أكثر عملية في مواجهة الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية، والإسراع بالضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، والعمل على تفعيل توصيات تقرير لجنة غولدستون لضمان محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على الجرائم والفظائع التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني.