رباط بالأقصى في ذكرى المولد النبوي

مشاركة واسعة للنساء والأطفال بالرباط بالأقصى

مشاركة واسعة للنساء والأطفال بالرباط بالأقصى (الجزيرة نت)

محمد محسن وتد-القدس المحتلة

استجاب آلاف من عائلات الداخل الفلسطيني مساء أمس لنداء أطلقته مؤسسة "مسلمات من أجل المسجد الأقصى" للنفير والرباط بالمسجد الأقصى لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف ولتدعيم صمود المقدسيين وتنشيط الحركة التجارية والسياحية بالمدينة المحتلة.

وحركت مؤسسة "مسيرة البيارق" قرابة 120 حافلة نقلت الحشود من الشيوخ والرجال والشباب والنساء والأطفال لرحاب المدينة المقدسة، بمسعى منها لتكثيف تواجد المرابطين على مدار الساعة بالأقصى وتخومه للتصدي للوفود السياحية اليهودية التي تمادت باقتحامه. وتزينت ساحات الحرم بالعائلات والأطفال، فيما أحتضن الأقصى الرجال والشباب للصلوات والاحتفاء بالمصطفى، وخصصت قبة الصخرة للعائلات, بينما المسجد المرواني شهد احتفالا للنساء والفتيات.

وتزداد المخاطر على الأقصى يوميا فمشاريع التهويد باتت على أسواره وبناء "الهيكل المزعوم" بات مطلب وحديث الساعة للجماعات اليهودية، كما يضيق الخناق على البلدة القديمة وأسواقها التي تشهد شللا تجاريا واقتصاديا، وعزل جدار الفصل العنصري أحياء مقدسية كاملة عن المدينة والأقصى.

جانب من المصلين بالمسجد الأقصى أثناء الرباط احتفاء بذكرى المولد النبوي (الجزيرة نت)
جانب من المصلين بالمسجد الأقصى أثناء الرباط احتفاء بذكرى المولد النبوي (الجزيرة نت)

مشاريع التواصل
وأثنى رئيس مؤسسة "مسيرة البيارق" ناصر اغبارية على العائلات التي تحملت مشاق السفر واصطحبت أطفالها ولبت النداء للرباط والتواصل مع الأقصى بذكرى المولد النبوي، حيث تحرك المؤسسة سنويا ما معدله ثمانية آلاف حافلة إلى القدس.

وقال للجزيرة نت إن المؤسسة شرعت بالعديد من المشاريع الهادفة إلى جلب المرابطين للأقصى، أبرزها مشروع رباط يوم وليلة للمبيت بالقدس، ومشروع السياحة بأرض الرباط للمجموعات والعائلات، ومشروع الإحرام من الأقصى للمسجد الحرام للمعتمرين والحجيج.

ولفت إلى أن المؤسسة الإسرائيلية عدا عن مشاريعها التهويدية عزلت الأقصى والمقدسات عن الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما استلزم تكثيف مشاريع التواصل لفلسطينيي 48 لسد الفراغ والوقوف سدا منيعا أمام المشاريع السياحية التهويدية الإسرائيلية.

روح الانتماء
وأوضح أن إحياء المناسبات الدينية ومختلف المشاريع بحشود المصلين تمكن المرابطين كما العائلات من زيارة المقدسات والمعالم التاريخية والأثرية للمدينة المحتلة وتعزز لديهم روح الانتماء للأقصى ونصرة له، وكذلك تدعم صمود المقدسيين لتثبيتهم على أرضهم ومنازلهم التي تعتبر صمام الأمان للمدينة المقدسة.

وقال أيضا "رغم الموانع والعراقيل التي يضعها الاحتلال، إلا أن أهل الداخل الفلسطيني مصرين على مواصلة مسيرة التواصل مع القدس والأقصى حتى لا يفرغ من الزائرين والمصلين وحتى لا يترك يعاني الحصار والتهويد والتضييق منعا من الاستفراد به من قبل الاحتلال".

حضور بارز للأطفال مع ذويهم للرباط والصلاة (الجزيرة نت)
حضور بارز للأطفال مع ذويهم للرباط والصلاة (الجزيرة نت)

جيل المستقبل
وبينت علا حجازي رئيسة مؤسسة "مسلمات من أجل الأقصى" أن الأهداف من وراء الاحتفاء بذكرى المولد النبوي والمناسبات الإسلامية بالمسجد الأقصى تتلخص بإحياء الأيام الخوالي والدور الريادي للمسجد عبر وجود المرابطين فيه وإعماره وترشيد وجود النساء والأطفال ليكونوا جيل المستقبل المدافع عن الأقصى والقدس.

وشددت في حديثها للجزيرة نت على أهمية دور المرأة إلى جانب الرجل بالدفاع عن المقدسات، لتأخذ من الأقصى بوصلة لها بتربية جيل يكون بمقدوره حماية الأقصى والدفاع عنه لحين تحريره، وانطلاقا من ذلك يتم الاهتمام بتحفيز المرأة وأطفالها للرباط وشد الرحال للقدس.

ولفتت إلى أن المؤسسة تواصل على مدار العام حشد النساء والعائلات للمساهمة بمشاريعها التواصلية مع القدس والأقصى التي تمول من تبرعات من قبل النساء "وكثيرا ما يشارك الأطفال بمصروفهم بالدعم والتمويل، لتوظف بأيام النفير للصلاة والعبادة ومعسكرات الطهارة والنظافة بالمسجد وتخومه".
 
ووجهت رسالة لكل امرأة للتواصل مع الأقصى وشد الرحال إليه وتربية جيل يحب المسجد ويرابط به تلبية لوصية الرسول محمد، "فمن الضروري إثبات دور النساء بالأقصى خصوصا في ظل إبعاد الرجال والشباب عنه".

المصدر : الجزيرة