دعوة لإضراب بتونس والنهضة تحذر

أهالي سليانة يحتشدون أمام مقر اتحاد الشغل المحلي للمطالبة برحيل المحافظ
undefined

دعا الاتحاد العام التونسي للشغل أمس الأربعاء إلى إضراب عام الخميس القادم احتجاجا على مواجهات اندلعت الثلاثاء بين أنصار الاتحاد وأنصار الحكومة، بينما اتهم رئيس حزب حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي قيادات في الاتحاد بالمراهنة على إسقاط الحكومة.

وقال بيان لاتحاد الشغل -وهو أكبر نقابة في البلاد- إن الهيئة الإدارية قررت الدخول في إضراب عام يوم 13 ديسمبر/كانون الأول المقبل "بعد الاعتداء على المركزية النقابية والنقابيين".

من جهته، دعا الاتحاد الجهوي للشغل في كل من سيدي بوزيد وقفصة وصفاقس إلى إضراب عام في اليوم نفسه.

وكانت الشرطة التونسية قد فضت الثلاثاء اشتباكا بين أنصار الاتحاد وأنصار حركة النهضة في ساحة محمد علي بالعاصمة أثناء احتفال عدد من نقابيي الاتحاد بالذكرى الستين لاغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد.

وقال الأمين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي في تصريح إذاعي عقب المواجهات التي سقط فيها جرحى إن "خفافيش الظلام وأعداء الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية كشروا عن أنيابهم"، وأضاف أن "باب المواجهة فتح".

ولم يتهم العباسي صراحة حركة النهضة، ولكنه أشار إلى وجود عناصر في السلطة تؤطر رابطات حماية الثورة -المتهمة بالاعتداء على نقابيين- وتقدم لها الحماية من العقاب.

لكن النهضة استنكرت في بيان تلك المواجهات، ودعت في المقابل إلى "إخلاء مقرات المنظمات الوطنية من وسائل العنف"، كما دعت إلى ضبط النفس ورفض كل استدراج إلى ردود الفعل.

‪الغنوشي: اتحاد الشغل يمارس عملا سياسيا وليس اجتماعيا‬ (الجزيرة)
‪الغنوشي: اتحاد الشغل يمارس عملا سياسيا وليس اجتماعيا‬ (الجزيرة)

النهضة تحذر
وردا على الدعوة للإضراب، قال الغنوشي في مؤتمر صحفي الأربعاء إن اتحاد الشغل هو منظمة نقابية وليس حزبا سياسيا راديكاليا، وهو شريك في إنجاح الانتقال الديمقراطي.

لكنه شدد على أن هذا الدور يتعين أن يكون بعيدا عن "أساليب العرقلة والتصعيد وإرباك التنمية التي تمارسها بعض قياداته ذات التوجه الأيديولوجي التي تراهن على إسقاط الحكومة".

واعتبر أن الأحداث التي شهدتها ساحة محمد علي هي أحداث مؤسفة، وأضاف أن أعمال العنف المذكورة مارستها مليشيات منظمة تابعة لاتحاد الشغل ضد من جاؤوا للاحتفال مع النقابيين بذكرى اغتيال حشاد.

وطالب رئيس حركة النهضة بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في تلك الأحداث الدامية ومحاسبة المذنبين، ولفت إلى أن اتحاد الشغل انتقل في ولاية سليانة بمطالبه الاجتماعية كمنظمة نقابية إلى مطالب بعزل الوالي وإسقاط الحكومة، ومعتبرا أن الدعوة للإضراب العام هي عمل سياسي وليس عملا اجتماعيا.

وكان الهدوء قد عاد إلى سليانة الأحد بعد مواجهات على مدى خمسة أيام متتالية بين قوات الأمن ومحتجين يطالبون بعزل الوالي المحسوب على حركة النهضة وبالتنمية الاقتصادية والإفراج عن 14 شابا اعتقلوا يوم 26 أبريل/نيسان 2011 عقب أعمال عنف.

المصدر : الجزيرة + وكالات