متمردو أفريقيا الوسطى يتقدمون للعاصمة
أعلن تحالف المتمردين في جمهورية أفريقيا الوسطى "سيليكا" أمس السبت أن قواته سيطرت على مدينتين أخريين في وسط البلاد أثناء تقدمهم صوب العاصمة بانغي، وذلك رغم نداءات من زعماء إقليميين بوقف تقدمهم وقبول محادثات سلام، وبعد تعهدهم بوقف عملياتهم العسكرية لإعطاء "فرصة" للحوار مع الرئيس فرانسوا بوزيزي.
وقال المتحدث باسم "سيليكا" إريك نيريس ماسي في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية، "الجمعة وصل رتل من آليات القوات المسلحة لأفريقيا الوسطى (القوات النظامية) إلى مشارف مواقعنا.. لقد رددنا عليه واضطررنا للسيطرة على أيبي (وسط).. نحن الآن متمركزون في نداسيم (وسط) التي استولينا عليها مساء السبت".
وأضاف أن الرئيس "بوزيزي لا ينوي احترام اتفاق وقف إطلاق النار، وإذا وصلت أرتال آلياته إلى مواقعنا فلن يكون أمامنا خيار سوى الرد"، متهما بوزيزي "بحشد رتل من آليات (قواته) على مقربة من بريا (المدينة الغنية بمناجم الألماس التي سيطر عليها المتمردون الثلاثاء الماضي) لشن هجوم".
وقال المتمردون في بيان لهم إن "شعب جمهورية أفريقيا الوسطى لا يملك هذا الوقت الكثير ليضيعه في مفاوضات طويلة ستفيد في نهاية الأمر الجنرال فرانسوا بوزيزي في رغبته في التشبث بالسلطة بعد عام 2016".
وأضافوا أن "هدفنا بسيط.. تغيير الحكم السيئ للجنرال بوزيزي بالقوة أو عبر الحوار، وإذا كان عبر الحوار فإنه سيكون حينئذ حلا توافقيا يضم كل عناصر الحياة السياسية والاجتماعية لبلادنا".
يشار إلى أن المتمردين سيطروا على مدن عدة في شمال البلاد خلال الأيام العشرة الماضية، وهم يطالبون خصوصا "باحترام" اتفاقات السلام العديدة الموقعة بين عامي 2007 و2010 والتي تنص على إجراءات عدة بينها نزع سلاح المليشيات ودمج عناصرها في المؤسسات الحكومية.
وشكا التحالف -الذي يضم منشقين عن عمليات تمرد سابقة- من أن الرئيس بوزيزي لم ينفذ بنود اتفاقية سلام أبرمت عام 2007 وتضمنت دفع تعويضات للجنود المتمردين.
واستولى المتمردون على تسع بلدات أثناء تقدمهم الذي بدأ قبل أسبوعين صوب العاصمة بانغي، من بينها بلدة بريا لتعدين الألماس في وسط البلاد، ولم يواجهوا مقاومة تذكر من القوات الحكومية ذات التجهيزات الضعيفة.
وكان زعماء دول كتلة وسط أفريقيا -التي تضم عشر دول- قد طالبوا الجمعة الماضية بأن يسحب المتمردون قواتهم إلى مواقعها الأصلية، ويقبلوا بإجراء محادثات مع الحكومة خلال أسبوع.