تنامي النزعة الفدرالية في ليبيا

من مظاهرات سابقة مناهضة للفدرالية،والتعليق كالتالي: أصحاب التوجهات الفدرالية يقولون إن نظامهم لايعني الانفصال ( الجزيرة نت- أرشيف).
undefined
خالد المهير-بنغازي

اتسعت دائرة المطالبات بتقسيم ليبيا إلى ثلاث فدراليات، هي طرابلس وبرقة وفزان على غرار الإرث الدستوري التاريخي الذي انطلق مع استقلالها عام 1951 إبان حكم الملك الراحل إدريس السنوسي.

بالموزارة مع ذلك شهدت مدن الشرق تأسيس تكتلات فدرالية في طبرق والبيضاء وبنغازي بالإضافة إلى تكتل فدرالي أمازيغي هو الأول من نوعه في الغرب الليبي.

وخرجت يومي الاثنين والثلاثاء منتصف الأسبوع الحالي مظاهرات في المدن السابقة تدعم النظام الاتحادي وتفكيك المركزية.

ودافع القيادي في تكتل طبرق محمد صالح عن هذا التوجه، وقال إن الفدرالية هي النظام الذي يضمن ليبيا دولة موحدة، معبرا عن خشيته من انقسام البلاد إلى عدة أجزاء، وليس إلى فدراليات تاريخية "إذا استمر تهميش بقية المدن".

وقال صالح للجزيرة نت إن الفدرالية بمفهومها الاتحادي هي بقاء ليبيا واحدة تحت "علم ورئيس وجواز سفر وعملة واحدة " متهما الإعلام الموجه بالوقوف وراء تشويه مفهوم الفدرالية خلال الفترة السابقة.

وأكد أنه أثناء حكم الملك إدريس السنوسي صُنفت ليبيا من أوائل الدول النامية إداريا إبان الستينيات، وبعد حقبة العقيد الراحل معمر القذافي حيث كان الحكم مركزيا، صنفت من أبرز الدول "الفاسدة".

‪‬ مظاهرة بمدينة البيضاء الاثنين طالبت بالفدرالية وكادت أن تتحول لأحداث عنف( الجزيرة نت)
‪‬ مظاهرة بمدينة البيضاء الاثنين طالبت بالفدرالية وكادت أن تتحول لأحداث عنف( الجزيرة نت)

وحدة وعدالة
ويؤيد تصريحات صالح عضو تكتل البيضاء خالد عبد الجواد فرج الذي قال إن المواطن العادي اكتشف الحقيقة حيث "لم يتغير شيء بعد الثورة" مشيرا إلى وجود "أياد سوداء لا تزال تلعب بمصير الدولة الجديدة".

ورأى في تصريح للجزيرة نت أنه "لا حل إلا بالفدرالية" داعيا الليبيين إلى مجابهة الحقيقة، والاعتراف بوجود مشاكل ديموغرافية بين سكان الغرب والشرق والجنوب.

وقال الناشط السياسي محمد بويصير، وهو فدرالي، بأن الحراك الأخير تطور طبيعي، مؤكدا أن الفدرالية هي النظام الوحيد الذي يكفل الوحدة الوطنية والعدالة بين الأطراف.

لكنه عرج على التطورات الأخيرة، وحذر في تصريح للجزيرة نت من انحراف المطالبات السلمية إلى منحى آخر بالسيطرة على المواقع الحيوية من مطارات ومؤانئ وحقول نفطية.

ودعا رئيسَ المؤتمر الوطني العام محمد يوسف المقريف للتحاور معهم بالربع الساعة الأخيرة، وفق تعبيره في إشارة إلى قرب موعد انتهاء مهلة الفدراليين للدولة ظهر الخميس بإرجاع مقرات النفط والخطوط الجوية إلى مقرها الرئيسي في بنغازي قبل نقلها إلى طرابلس إبان السبعينيات من القرن الماضي.

إبراهيم أبو شريعة: إذا ما انسجم أهل الجنوب وتصالحوا فيما بينهم على قلب رجل واحد فلن يوجد نظام يؤمن لهم حقوقهم كالنظام الفدرالي

أقوى فدرالية
وعزا إبراهيم أبو شريعة، مؤسس مؤتمر فزان الذي انعقد في 17 ديسمبر/كانون الأول 2011، أسباب تنامي النزعة الفدرالية بمدينته لأسباب سياسية وإدارية واقتصادية، مؤكدا أنها كانت مرفوضة إلى وقت قريب.

وقال أبو شريعة -وهو أكاديمي أيضا- للجزيرة نت إن الفدرالية في الحقيقة لم تكن جديدة على فزان فقد كانت ضمن الأقاليم الثلاثة قبل إلغاء النظام الفدرالي أواخر العهد الملكي.

وأوضح أن مخاطر الفدرالية التي لا يتقبلها أهالي فزان تكمن في عدم مقدرتهم على حماية فدراليتهم عسكريا وأمنيا، كما ليس بمقدورهم حماية المؤسسات الفدرالية كمصفاة النفط أو محطات الطاقة أو المنشآت الحيوية.

رجل واحد
وتحدث الأكاديمي الليبي عن "معضلة أخيرة "وهي عدم وجود وحدة وطنية حقيقية بين قبائل وأهالي الجنوب "فهنالك البدو والحضر والأمازيغ الطوارق والتبو والمستوطنون منذ عقود بلا هوية".

وقال "إذا ما انسجم أهل الجنوب وتصالحوا فيما بينهم على قلب رجل واحد فلن يوجد نظام يؤمن لهم حقوقهم كالنظام الفدرالي" مؤكدا في ختام حديثه أنها ستكون أقوى فدرالية بشرط قبول الليبيين للنظام الاتحادي بدستورهم المرتقب.

وبينما قال أمين عام حزب العدالة والبناء وليد ماضي للجزيرة نت إنه من حق الفدراليين تبني هذا الطرح مشددا على ضرورة الدخول في حوار وطني واسع لمعالجة القضايا الدستورية والتوافق على أجندة مشتركة، أكد القيادي باتحاد "ثوار ليبيا" ونيس الفسي أنه من الطبيعي اتساع دائرة الاقتناع بالفدرالية وكأنها عصى موسى التي ستنجيهم من أزماتهم.

وقال للجزيرة نت إن الدعوة وجدت بيئة مناسبة من دولة "هشة بسبب ظروف الحرب والثورة وعلى هذا الأساس استقبلت الخطاب التعبوي ضد المركزية".

من جهته يؤيد الناشط السياسي اللبرالي شعبان معيو "بقوة" النظام الفدرالي، وقال للجزيرة نت إنها تحول دون أية مغامرة انقلابية قد يفكر بها بعض العسكر والمتعسكرين الجدد من "أشباه الثوار".

المصدر : الجزيرة