أبحاث جديدة بندوة مغربية للإعجاز العلمي

أشغال الندوة الثالثة للإعجاز العلمي بالرباط
undefined

عمر العمري-الرباط

أنهى باحثون متخصصون في العلوم الدقيقة اليوم الأحد بالعاصمة المغربية الرباط ندوتهم الدولية الثالثة عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، حيث عكفوا طوال يومين على استنباط الآيات والأحاديث التي تتضمن إشارات علمية توافق -حسب رأيهم- ما توصل إليه العلم الحديث.

وناقشت الندوة، التي تنظمها كل سنة الهيئة المغربية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، محاور عديدة في علوم الأحياء والأرض والنبات والطب والتشريح، وأسفر اللقاء في نهايته عن إبرام مذكرة تعاون بين الهيئة ومركز دراسات الإعجاز العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود بالمملكة العربية السعودية.

ومن الأبحاث التي قدمت خلال اللقاء الدولي "معجزة الفرمونات في القرآن الكريم"، و"الرصد السمائي للزلازل الأرضية بين القرآن الكريم والعلم الحديث"، و"الجبال بين إشارات القرآن وحقائق العلم"، و"الإنبات في القرآن الكريم"، وقد أشرف عليها علماء من مصر وسوريا والسعودية وموريتانيا والمغرب.

الطوفان والجراد
وشاركت الباحثة في علم الأحياء الحيواني خديجة عباسي ببحث تحت عنوان "الجراد المسبوق بأمطار طوفانية"، رصدت فيه مناطق عدة باليمن ومصر والسودان والساحل الأفريقي تشكل "بؤرا نشيطة" للجراد تهدد شمال أفريقيا.

‪إحدى المحاضرات التي ألقيت خلال الندوة‬ (الجزيرة)
‪إحدى المحاضرات التي ألقيت خلال الندوة‬ (الجزيرة)

ولاحظت الباحثة أن الجراد يكون مسالما في المرحلة التي تتسم بالجفاف، ثم يحدث أن تجتاح أمطار طوفانية المناطق التي يرقد فيها مما يؤدي لاحتشاده في أسراب كاسحة تغزو مناطق شاسعة خارج موطنه.

واكتشفت خديجة عباسي أن هجمات الجراد تُسبق دائما بأمطار طوفانية، وقبلها يكون هناك جفاف ونقص في الثمرات، وهو التسلسل الزمني المحكم المشار إليه في الآية الكريمة "فأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّم آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ"، حيث رأت الباحثة أن الجراد يأتي دائما بعد الطوفان من حيث الترتيب، كما أن سنين القحط تكون قبلهما وهو ما تثبته الآية "ولَقَدْ َأخَذْنَا آل فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون".

الدماغ والقرآن
وفي مجال آخر، قدم المهندس أحمد راشيد عرضا عن "دماغ الإنسان وسر التكليف"، انطلق فيه من تقسيم العلماء دماغ الإنسان إلى ثلاثة أجهزة رئيسة، الجهاز الشمي (مصدر التصرفات عند الزواحف)، والجهاز الحوفي (عند الثدييات)، واللحاء (ويسمى الناصية في القرآن) الذي يمتاز به الإنسان عن باقي المخلوقات، وهو مركز القرار المنطقي لديه.

وحسب الباحث، فإن كثيرا من مصطلحات القرآن مثل "الحق" و"الباطل" و"الكذب" هي في حقيقة الأمر عبارة عن مجموعة من الخلايا العصبية تشتبك وتستقر في دماغ الإنسان، وصراع الحق مع الباطل وانتصار أحدهما مثلا هو بناء شبكة عصبية وهدم أخرى.

وهذا ما يشير إليه القرآن "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ على الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ"، فـ"الدمغ" الذي يوحي إلى كلمة الدماغ يشير إلى أن المعركة بين الحق والباطل ساحتها الدماغ أولا قبل أن تنتقل إلى المجتمع.

ويضيف راشيد أنه يمكن من خلال دماغ الإنسان التمييز بين الكافر والمؤمن مثلا، وأيضا فهم لماذا رفع القلم عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يبلغ وعن المجنون حتى يعقل، ولماذا ترث المرأة أقل من الرجل في الإرث. 

‪زايد: هناك مراتب في فهم القرآن حسب تطور الزمان‬ (الجزيرة)
‪زايد: هناك مراتب في فهم القرآن حسب تطور الزمان‬ (الجزيرة)

نقد ورد
وبالرغم من الجهود العلمية التي تبذلها هيئة الإعجاز العلمي، فما زالت تواجه انتقادا من جهات تعتبر أن القرآن هو "كتاب هداية وليس كتاب علم"، كما تخوف متحدثون في الندوة من "توريط" القرآن في علوم قابلة للتعديل أو الإلغاء.

غير أن رئيس الهيئة الحسين زايد قال إن العلم الحديث يعطي أفهاما جديدة للنص الديني، وإن كلمات القرآن "متحركة" في دلالاتها، مما يؤدي إلى "مراتب تصاعدية في فهم القرآن حسب تطور الأزمنة".

كما أكد المهندس راشيد -في حديث للجزيرة نت- أن المعجزات في القرآن هي مفاتيح للبحث العلمي، وأن الله علم الإنسان بالوحي، ثم علمه بالقلم بعد انقطاعه.

المصدر : الجزيرة