الحجاج غير النظاميين يؤرقون السلطات

Muslim pilgrims throw pebbles at pillars during the "Jamarat" ritual, the stoning of Satan, in Mina near the holy city of Mecca, on October 26, 2012. Pilgrims pelt pillars symbolising the devil with pebbles to show their defiance on the third day of the hajj as Muslims worldwide mark the Eid al-Adha or the Feast of the Sacrifice, marking the end of the hajj pilgrimage to Mecca and commemorating Abraham's willingness to sacrifice his son Ismail on God's command in the holy city of Mecca. AFP PHOTO/FAYEZ NURELDINE
undefined

ماجد أبو دياك-منى

تعيش منى هذه الأيام عيدا خاصا بها بعد تدفق الحجاج عليها من جبل عرفات منذ الساعات الأولى لليلة الماضية، ليرموا جمرة العقبة الكبرى ويذبحوا الهدي ويتحللوا من إحرامهم التحلل الأصغر.

ومع انتهاء هذا اليوم يكون حجاج بيت الله الحرام قد أنهوا رمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات جمعوها من مزدلفة، حيث تمت عملية "تفويج" الحجاج دون ازدحامات كبيرة وفي سلاسة لافتة ودون حوادث تذكر.

وسيبدأ الحجاج غدا السبت وخلال أيام التشريق رمي جمرات العقبة الصغرى والوسطى والكبرى على مدى ثلاثة أيام، ويومين لمن تعجل، قبل أن يتوجهوا إلى مكة للطواف والتحلل الأكبر من إحرامهم.

وفي الطريق إلى منى من مزدلفة ظهرت مشكلة الحجاج غير النظاميين الذين ينوف عددهم على المليون حسب أقل التقديرات، إذ لم يلتزم هؤلاء بخط السير المحدد لهم وبدؤوا بمزاحمة وسائل النقل وتعطيل حركتها، بينما توجه مئات الآلاف إلى قطار المشاعر الذي كان يروح ممتلئا إلى منى ويعود فارغا قبل أن يحمل ركابا جددا.

‪الحجاج أثناء مغادرتهم عرفات إلى مزدلفة‬ (رويترز)
‪الحجاج أثناء مغادرتهم عرفات إلى مزدلفة‬ (رويترز)

الحجاج غير النظاميين
وقد تحدثت الصحف السعودية اليوم عن مشكلة الحجاج غير الملتزمين بحملات، وبينما أرجعها بعضها إلى ارتفاع تكاليف حملات الداخل التي بلغت 15 ألف ريال (نحو 4500 دولار)، تحدثت صحف أخرى عن ضرورة ضبط هؤلاء الحجيج الذين يعدّون أكبر المشاكل التي تواجهها السلطات السعودية خلال موسم الحج.

واليوم أُعلن عن موافقة الملك عبد الله بن عبد العزيز على مشروع تسوير المشاعر (إحاطة المشاعر بسور يمنع تسلل الحجاج غير النظاميين)، حيث باشرت الأمانة العامة لمكة المكرمة إجراء الدراسات اللازمة لتنفيذ هذا المشروع.

ورغم تواجد عناصر الشرطة والأمن على طول الطريق من مزدلفة إلى منى، فقد شهدنا مناظر كثيرة تدل على إهمال هؤلاء الحجاج ومخاطرتهم بحياتهم عبر القفز أمام السيارات وحمل الأطفال بطريقة غير آمنة، مثل تسلق سقف الحافلات وبيدهم أطفال لا يتجاوز عمر الواحد منهم ستة أعوام.

وقد ابتكر هؤلاء الحجاج طرقا كثيرة ليبقوا على تواصل فيما بينهم، مثل رفع عبوات الماء البلاستيكية الفارغة على عود يبلغ طوله مترين أو ثلاثة، مع علامة معينة تدل غيره على مكانه.

ولاحظنا عائلات بأكملها تسافر على الأقدام حيث تتمسك الزوجة بطرف رداء زوجها أو أخيها أو أبيها الحاج من الخلف حتى لا تفقده، بينما وضع البعض أطفالهم الصغار على عربات وسار آخرون مشيا على الأقدام مع ذويهم.

ومن أطرف طرق التواصل بين عدة أشخاص مسافرين برا، أن يسير قائد القافلة بينما يلتصق به الذي خلفه عبر طرف العكاز المعقوفة، وهكذا يفعل الذي خلفه.

أما أكثر ما يؤلم من تلك المناظر التي تراها على طريق منى، فهي افتراش الحجاج الأرض وسط القمامات والأوساخ، حتى إنك لا تكاد تميز أن هناك شخصا يفترش الأرض. ومنها أيضا افتراش الحجاج الأرض قرب إطارات الحافلات، مما يجعلهم عرضة للخطر عند تحركها.

‪مئات الآلاف من الحجاج‬  (الجزيرة نت)
‪مئات الآلاف من الحجاج‬  (الجزيرة نت)

جهود أمنية
وعلى صعيد الجهود الأمنية، تواجد نحو ثلاثين ألفا من قوات الشرطة والأمن لتسهيل نفرة الحجاج إلى مزدلفة، وهي الأصعب في مشاعر الحج لأن الحجاج يسيرون في أوقات متقاربة مخافة فوات رمي الجمرات بمنى في يومه الأول.

وأولت الأجهزة الأمنية جزءا من اهتماماتها للجرائم التي ترتكب خلال هذا الموسم، وعلى الأخص جرائم السرقة التي تقوم بها عصابات متخصصة من الرجال والنساء، حيث عملت عناصر نسائية مع أجهزة الأمن للإيقاع بهؤلاء وتسليمهم للأجهزة المختصة.

وشهد تواجد الحجاج بمزدلفة حالات ضياع لبعض الأفراد عن حملاتهم أو أقاربهم إن كانوا من الحجاج غير النظاميين.

وتزود الأجهزة المختصة كل حاج بسوار من لون معين فيه اسمه ورقمه وإلى أي حملة ينتمي، حتى يتسنى إرجاعه إلى حملته في حال ضياعه. أما الحجاج غير النظاميين فليس لديهم مثل هذه الأساور.

المصدر : الجزيرة