مستوطنون يحرقون الزيتون بنابلس

جنود اسرائيليون خلال تصديهم باوقات سابقة للمواطنين قرية عراق بورين جنوب غرب نابلس-وبالاعلى امتداد مستوطنة براخاه المقامة على اراضي القرية والقرى المجاورة-الجزيرة نت1 - ارشيف

جنود إسرائيليون خلال تصديهم سابقا للمواطنين بقرية عراق بورين (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس

أضرم مستوطنون إسرائيليون ظهر اليوم الجمعة النار في أراضي مواطنين فلسطينيين من قرية بورين جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، مما أدى إلى احتراق مئات الدونمات المزروعة بآلاف أشجار الزيتون.

وأكد شكري زين من الدفاع المدني بقرية بورين للجزيرة نت أن المستوطنين -وهم من مستوطنة يتسهار المقامة على أراضي القرية- هاجموا منطقة جبل سلمان والجبل المحاذي له جنوب القرية، وأشعلوا النيران التي شبت بمساحات واسعة من الأرض، لا سيما في ظل موجة الحر التي تشهدها المناطق الفلسطينية.

وأضاف أنهم أحرقوا قرابة 500 دونم (الدونم=1000 متر مربع) من أراضي المواطنين وما يزيد على ثلاثة آلاف شجرة من الزيتون.

جيش الاحتلال الموجود بالمنطقة لم يمنع المستوطنين من ممارسة أعمالهم العدائية

وأشار زين إلى أن جيش الاحتلال الموجود بالمنطقة لم يمنع المستوطنين من ممارسة أعمالهم العدائية، وأضاف أن المستوطنين رشقوا بالحجارة أيضا المواطنين الذين جاؤوا لإخماد النيران.

من جهته، قدر عضو اللجنة الزراعية في القرية والناشط ضد الاستيطان بلال عيد عدد المستوطنين بأكثر من عشرين، ووصف عدوانهم بأنه الأخطر منذ بدء أعمال القمع التي يقومون بها ضد أهالي القرية منذ عدة سنوات.

وقال عيد للجزيرة نت إن مواطني القرية خرجوا لحماية ما تبقى من أراضيهم، إلا أن المستوطنين وجيش الاحتلال تعامل معهم بعنف، بل وفر الحماية للمستوطنين الذين اعتدوا مباشرة على المواطنين.

ولفت إلى أن عمليات الإحراق التي نفذها المستوطنون كانت منسقة، بحيث إنهم أحرقوا أشجارا في مناطق متفرقة وبطريقة يصعب على المواطنين إطفاؤها.

منطقة جبل سلمان قبل أن يتم حرقها(الجزيرة نت)
منطقة جبل سلمان قبل أن يتم حرقها(الجزيرة نت)

بدوره، أكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن النيران التي قال إنها اشتعلت بشكل سريع بسبب ارتفاع درجات الحرارة، امتدت لتشمل عشرات الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون.

وقال شهود عيان من قرية بورين إنهم شاهدوا مجموعة من المستوطنين وهم يشعلون النار في أراضي القرية عن طريق إشعال إطارات السيارات ثم يقذفونها من مناطق مرتفعة باتجاه أراضي الفلسطينيين مما أدى إلى انتشار النيران بمساحات أوسع.

وأضاف الشهود أن المستوطنين اعتدوا على منازل الفلسطينيين بين بلدتي حوارة وبورين ورشقوها بالحجارة.

وأظهرت لقطات سجلها فلسطيني في قرية بورين القريبة يوم 30 يونيو/حزيران الماضي مستوطنا يشعل النيران في حقل، مما جعلها تنتشر بسرعة وتجتاح الحشائش البرية التي جفت بفعل حرارة شمس الصيف، ووصل الحريق إلى حوارة المتاخمة لبورين.

ووصف الفلسطينيون وقتها ذلك الفعل بأنه أكبر حريق منذ أكثر من خمس سنوات، في حين قدر المزارع الفلسطيني زيبان خسائره في ذلك اليوم بمائة شجرة زيتون.

وقال لوكالة رويترز وهو يتفقد شجرة محترقة متحسرا "ما الذي فعلته شجرة الزيتون هذه لهم؟"، مشيرا إلى أنها استغرقت 20 عاما لتنمو وستحتاج 20 عاما أخرى لتتعافى.

لا تحرك للجيش

حتى الآن تم رشق 178 فلسطينيا بالحجارة أو دهسهم بالسيارات أو إصابتهم بالرصاص على أيدي مستوطنين، مقابل ما مجمله 176 في 2010 بكامله، وقتل مستوطنون ثلاثة فلسطينيين حتى الآن هذا العام

ويشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الذي يوثق أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية، إلى أن الحوادث المرتبطة بالمستوطنين التي أسفرت عن إصابات بين فلسطينيين أو أضرار بممتلكاتهم ارتفعت بنسبة 57% هذا العام.

كما قال الوزير بالسلطة الفلسطينية الذي يتابع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية ماهر غنيم لوكالة رويترز إن الإصابات التي أحدثها مستوطنون لفلسطينيين هذا العام هي ضعف ما كانت عليه العام الماضي، مشيرا إلى أنه حتى الآن تم رشق 178 فلسطينيا بالحجارة أو دهسهم بالسيارات أو إصابتهم بالرصاص على أيدي مستوطنين، مقابل ما مجمله 176 في 2010 بكامله، وقتل مستوطنون ثلاثة فلسطينيين حتى الآن هذا العام.

وقالت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي عادة لا يتحرك أو لا يفعل شيئا يذكر لحماية الفلسطينيين وممتلكاتهم من المستوطنين، وإذا تم إلقاء القبض على المستوطنين فإن النظام القضائي الإسرائيلي يعاملهم برأفة.

المصدر : الجزيرة + وكالات