الثورات تعزز تجربة التدوين الفلسطينية

المدون خالد الشرقاوي.


خالد الشرقاوي: التعاطف الخارجي مع فلسطين دفعني لمواصلة التدوين (الجزيرة نت)

أحمد فياض-غزة

شكلت تجربة المدونين العرب واستخدامهم شبكات التواصل الاجتماعي خلال الثورات العربية مصدر إلهام جديدا لكثيرٍ من الشباب الفلسطيني الصاعد، والمتحمس إلى مواكبة حركة التطور في عالم الإعلام والنشر.

ورغم حداثة تجربة التدوين الفلسطينية -التي تزامن انطلاقها مع اشتداد الحصار والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية العام 2008 ومطلع العام 2009- فإنها حظيت خلال الفترة الأخيرة باهتمام وانتشار لافت، ساهم في نقل معاناة الفلسطينيين وتجنيد التعاطف معهم.

ويقول المدون الشاب خالد الشرقاوي في هذا الصدد "نجحت من خلال مدونتي الخاصة في رسم صورة حقيقية وواقعية للحرب الأخيرة التي تعرض لها قطاع غزة ونقلها للعالم، من خلال التركيز على نقل ما يرافق الأحداث والأخبار من أحاسيس ومشاعر الناس".

وأضاف "تناولت في مدونتي التي حملت اسم (كلام)، معاناة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وغيرها من المشاكل التي يواجهها المحاصرون من أجل وضع المواطن العربي في صورة نمط الحياة القاسية التي تلف أهل غزة".

وذكر الشرقاوي للجزيرة نت، أن انقطاع التيار الكهربائي وضعف خدمة الإنترنت هي من أبرز المشاكل التي تعيق نشاط المدون وتعطل فرص تفاعله مع الأحداث المختلفة، ونقل الأخبار وتحميل الصور ومقاطع الفيديو في الوقت المناسب.

وأكد أن التعاطف الخارجي الكبير مع الفلسطينيين، دفعه إلى مواصلة التدوين، مشددا على الدور الهام الذي يلعبه المدونون في التوعية بالقضايا الوطنية.

سماح صالح: الممارسات العدوانية للاحتلال أبرز دوافع إنشاء مدوناتنا (الجزيرة نت)
سماح صالح: الممارسات العدوانية للاحتلال أبرز دوافع إنشاء مدوناتنا (الجزيرة نت)

حاجة ماسة
ولفت المدون الفلسطيني إلى أن تعيين حكومة الاحتلال لألف مدون إسرائيلي خلال فترة الحرب على غزة برواتب كاملة وإخضاعهم لإمرة جهاز الاستخبارات من أجل دحض الرواية الفلسطينية والتأثير على المدونين الفلسطينيين، تظهر مدى الحاجة الماسة إلى تجنيد كافة الطاقات الفلسطينية من أجل تعزيز هذه التجربة.

من جانبها تؤكد المدونة سماح صالح التي أنشأت مدونتها بالتعاون مع مجموعة من المدونين الفلسطينيين، "من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ورفع الظلم والحصار عنه"، أن "الممارسات العدوانية" للاحتلال ضد الفلسطينيين ومهاجمة قافلة أسطول الحرية نهاية مايو/أيار من العام الماضي كانت من أبرز الأسباب التي دفعتهم إلى إنشاء مدوناتهم.

ولفتت إلى أن المدونين الفلسطينيين حصلوا على دعم وتأيد كبيرين من العديد من المتضامين في الدول الأوروبية والعربية، بما في ذلك شخصيات برلمانية وفنية وأكاديميين في الجامعات، انضموا من أجل حشد أكبر عدد من المناصرين للقضية الفلسطينية في بلدانهم.

أبو شرخ: المدونون لعبوا -رغم قلتهم- دورا مميزا في نقل معاناة أهالي غزة (الجزيرة نت)
أبو شرخ: المدونون لعبوا -رغم قلتهم- دورا مميزا في نقل معاناة أهالي غزة (الجزيرة نت)

خطوات مشجعة
من جانبه قال منسق شبكة أمين الإعلامية في غزة محمد أبو شرخ -الذي أشرف على عدد من اللقاءات النقاشية بشأن التجربة الفلسطينية في التدوين- "رغم أن تجربة المدونين الفلسطينيين لا تزال في بدايتها، إلا أنهم خطوا خطوات مشجعة في مجال التدوين".

وأضاف أن تلك الخطوات ظهرت من خلال تغطية حراك 15 مارس/آذار الماضي بشأن المصالحة، وما أعقبها من تصعيد إسرائيلي على غزة، مشيرا إلى أن أدوات الإعلام الجديد أتاحت للمواطن سهولة الحصول على المعلومة وحررته من قيود الصحافة التقليدية.

وذكر للجزيرة نت، أنه رغم قلة المدونين الفلسطينيين فإنهم لعبوا دوراً مميزاً في نقل معاناة أهالي غزة، ونشر الرسالة بلغات عدة لنشطاء في الخارج، ونجحوا في جعلهم يتفاعلون مع ما يجري.

وأوضح أبو شرخ، أنه  في حال حدوث أي مواجهة مقبلة مع الاحتلال في غزة سيكون المدونون في الصف الأول لأنهم وجدوا في ما حدث في تونس ومصر والحرب على غزة تجربة غنية في تطوير قدراتهم ومهاراتهم في التعامل مع الأحداث بفضل تطويرهم لاستخدامات شبكات التواصل الاجتماعي في تغطياتهم الإخبارية.

وأكد أن جمهور المدونين هم نشطاء الإعلام الاجتماعي ومستخدمو الإنترنت، وهو ما جعل أعدادهم تتزايد بشكل ملحوظ، وطالب بضرورة تطوير قدراتهم وتدريبهم من أجل صقل تجاربهم وإكسابهم خبرات جديدة تجعل لهم دورا بارزا في المستقبل.

المصدر : الجزيرة