هل تخشى إسرائيل انتفاضة ثالثة؟

عمر غانم

 صفحة الانتفاضة الثالثة على فيسبوك قبل إغلاقها (الجزيرة نت)


عوض الرجوب-الخليل
يجمع سياسيون ومحللون على تضافر مجموعة عوامل تجعل إسرائيل قلقة من احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة أهمها ربيع الثورات العربية والتغيير الجاري في محيطها بالإضافة إلى السياسات الإسرائيلية العدوانية بحق الشعب الفلسطيني.
 
فقد حذر مسؤولون إسرائيليون -وآخرهم رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد-من انتفاضة ثالثة إذا استمر الجمود السياسي حتى سبتمبر/أيلول القادم.
 
وسبقت ذلك تحذيرات أطلقتها الصحافة الإسرائيلية من "تسونامي" محتمل في سبتمبر/أيلول المقبل، أي الشهر الذي ينوي الفلسطينيون فيه التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف بدولتهم المستقلة.
 
وكانت إسرائيل قد ضغطت أواخر مارس/آذار الماضي على إدارة موقع التوصل الاجتماعي على الإنترنت "فيسبوك" وأجبرته على إغلاق صفحة تدعو لانتفاضة فلسطينية ثالثة يوم 15 مايو/أيار المقبل، وجاء الرد على ذلك بإنشاء عشرات الصفحات الداعية لانتفاضة ثالثة ضد إسرائيل.
 
شراء الهدوء
من جانبه، يؤكد العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي أن إسرائيل باتت تخشى انفلات الأمور في الضفة الغربية واندلاع انتفاضة جديدة على غرار الثورات الشعبية في العالم العربي.
 
 زحالقة: مبررات الانتفاضة موجودة
 زحالقة: مبررات الانتفاضة موجودة

وأضاف جمال زحالقة في حديثه للجزيرة نت أن مبررات الانتفاضة موجودة وأهمها "المستوطنات وجدار الفصل العنصري"، موضحا أن إسرائيل تعرف تماما أن العالم سيتضامن مع أية انتفاضة من هذا النوع لأن الجدار والمستوطنات غير شرعيين بموجب قرارات المحكمة الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

 
وأوضح أن أولى الخطوات التي ستقوم بها إسرائيل لمنع أية انتفاضة جديدة هي "التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، والقيام بخطوات ضمن ما يسمى بالسلام الاقتصادي من خلال فتح بعض المعابر وإزالة بعض الحواجز وليس أكثر من ذلك".
 
وأضاف أن إسرائيل تريد أن تشتري الهدوء بثمن بخس دون أن تغير شيئا في سياساتها، لافتا إلى أن طبيعة الأمور في الضفة -حتى بدون الثورات العربية- تدفع إلى الاحتقان الفلسطيني إلى حد الانفجار بسبب ما يحدث في القدس وغزة.
 
وأضاف أن المتغير الجديد في السياسات الإسرائيلية بعد الثورات العربية هو أن إسرائيل تشدد شروطها في التسوية بحجة أن العالم العربي غير مستقر وعليها أن تضمن أمنها دون الارتهان أو الاتكال على التزامات الطرف العربي.
 
مع وضد
بدوره يرى الإعلامي المتابع للشأن الإسرائيلي محمود فطافطة أن إسرائيل تخشى انتفاضة شعبية جديدة خاصة بسبب استمرار الأزمة السياسية وتعطل المفاوضات من جهة، وبسبب تسونامي الثورات العربية من جهة أخرى.
 
ورفض فطاطفة التحذير من التأثيرات السلبية لأية انتفاضة جديدة لأن الذي يتحدث بذلك هم الذين يريدون للشعب الفلسطيني أن يبقى مستسلما، مشددا على أن الوضع الطبيعي هو "عدم الاستقرار في ظل الاحتلال".
 
أما اللواء المتقاعد سميح الصيفي -قائد منطقة الخليل سابقا- فاعتبر أي عمل من هذا النوع "دمارا للمشروع الوطني الفلسطيني وبالذات داخل الأراضي الفلسطينية"، مضيفا أن "الأوضاع العسكرية والأمنية والسياسية لا تسمح بهذا".
 
ولم يستبعد الصيفي تفكير البعض بانتفاضة جديدة، لكنه وصف ذلك بـ"الانتحار السياسي"، مطالبا بترك المستوى السياسي يعمل "لأن أي انتفاضة مسلحة ستدمر كل الإنجازات التي عملتها القيادة والحكومة الفلسطينية بهذا الاتجاه"، ومذكرا بأن انتفاضة الأقصى دمرت كل البنية التحتية للوطن الفلسطيني وأن ميزان القوى ليس في صالح الفلسطينيين، على حد تعبيره.

المصدر : الجزيرة