إسرائيل تماطل بتسليم رفات الشهداء

مهرجان الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لاحتجاز الشهيد مشهور العاروري
مهرجان الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لاستشهاد مشهور العاروري  (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-الخليل 
     

بدأت قضية رفات الشهداء الفلسطينيين المحتجزة في إسرائيل، تتفاعل على المستويات المحلية والعربية والدولية، لكن القلق يتزايد لدى ذوي الشهداء من احتمال إنكار جيش الاحتلال لوجود بعضها أو المماطلة في تسليمها.
 
وتمكنت الحملة الوطنية من إعداد ملفات نحو ثلاثمائة شهيد تُحتجز رفاتهم في الثلاجات ومقابر الأرقام، منتقدين تكرار إسرائيل لتجربة تحويل البشر إلى أرقام والتي عاشها اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.
 
وفي ذات السياق، نظمت (الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء) مساء الثلاثاء، مهرجانا حاشدا في قرية عارورة شمال رام الله، شارك فيه ذوو الشهداء ومسؤولون وناشطون حقوقيون، بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لاستشهاد مشهور عاروري الذي لا يزال جثمانه محتجزا  في مقابر الأرقام.
 

والدا الشهيد مشهور عاروري المحتجز جثمانه منذ عام 1976 (الجزيرة نت)
والدا الشهيد مشهور عاروري المحتجز جثمانه منذ عام 1976 (الجزيرة نت)

تحركات واسعة
يقول شقيق الشهيد مشهور عاروري الذي تحتجز إسرائيل جثمانه منذ 17 مايو/ أيار 1976 إن الجيش الإسرائيلي التزم أمام المحكمة بتسليم رفاته، لكن الجيش ماطل وحاول التهرب من هذا الالتزام.
 
وأوضح ماجد عاروري -وهو ناشط حقوقي- أن المحكمة العليا الإسرائيلية ضغطت على الجيش لتسليم رفات شقيقه، فبدأ الجيش إجراءات التسليم، وأخذ عينة من الحمض النووي للعائلة، وقبل شهرين أبلغهم أن نتائج الحمض النووي غير مطابقة لرفات أحضروها.
 
وأضاف للجزيرة نت أن هذه القضية أثارت قلق العائلة، ومخاوف كثير من المؤسسات الحقوقية، موضحا أن الاعتقاد السائد هو أن إسرائيل تماطل في تسليم الجرفات من أجل الضغط على ذوي الشهداء ودفعهم إلى التراجع عن المطالبة برفات أبنائهم نظرا لما يترتب على ذلك من أتعاب وتكاليف باهظة.
 
سالم خلة: العمل متواصل لاسترداد جثامين الشهداء (الجزيرة نت)
سالم خلة: العمل متواصل لاسترداد جثامين الشهداء (الجزيرة نت)

من جهته قال منسق (الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء) سالم خلة إن العمل متواصل لتدويل قضية الجثامين المحتجزة وقضية المفقودين بهدف "فضح سياسة الاحتلال العنصرية ومخالفتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف".

 
وأكد في حديث  للجزيرة نت أن الحملة تعتزم التقدم بشكاوى لمؤسسات حقوقية وبرلمانات عربية وإقليمية ودولية، على أمل أن تخرج قرارات "تطالب إسرائيل بالالتزام بالقانون الدولي، وليس إدانتها فقط".
 
وأضاف "إذا التزمت إسرائيل نكون قد حققنا انتصارات أخلاقية ووطنية وقانونية، وإذا لم ننجح نكون قد عرّينا إسرائيل وكشفنا كذبة تبنيها للديمقراطية"، مشيرا إلى استكمال توثيق ملفات 307 حالات من بين نحو 700 حالة لرفات فلسطينية وعربية محتجزة في إسرائيل.
 
حساسية الأرقام
بدوره قال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي محمد بركة "إن المشروع الصهيوني استثمر الكارثة التي حلت باليهود في الحرب العالمية الثانية، ومعسكرات الاعتقال ووشم الأرقام، لإقامة إسرائيل، وعليه يجب أن تكون إسرائيل الأكثر تحسسا من قضية الأرقام".
 
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن تحويل الإنسان إلى مجرد رقم في سجلات الأمن الإسرائيلي لا اسم له ولا تاريخ، مشهد يفزع أي إنسان، لكن بالنسبة لليهود يجب أن يكون أكثر إفزاعا لأنهم عانوا من الاضطهاد والترقيم.
 
محمد بركة حذر من ضياع جثامين الشهداء (الجزيرة نت)
محمد بركة حذر من ضياع جثامين الشهداء (الجزيرة نت)
وأكد بركة -الذي شارك في مهرجان عارورة- عدم وجود تفسير لاستمرار احتجاز رفات الشهداء.
 
وتساءل: هل تخفي إسرائيل شيئا ما فعلته بهذه الرفات؟ من حق أي إنسان أن يقول إنهم إما مثلوا بهذه الرفات أو سرقوا جزءا من أعضائها، وإلا فلماذا لا يقومون بتسليمها إلى ذويها؟
 
ورفض بركة ادعاء إسرائيل عدم مطابقة فحص الحمض النووي -كما حدث مع الشهيد مشهور عاروري قبل أسابيع- واصفا ذلك بأنه "استهتار بالعقل والقانون، لأن الشهيد مشهور عندهم وأقرت بذلك المحكمة العليا، لكنهم يبحثون عن حجة للتهرب من تسليم رفاته".
 
وحذر بركة من ضياع رفات الشهداء، مشيرا إلى أنه  شاهد في إحدى السنوات عظام الشهداء تطفو على المياه قرب جسر بنات يعقوب -شمال فلسطين- مما يتطلب جهدا مضاعفا لاستعادتها في أقرب وقت.
المصدر : الجزيرة