قتلى بالعيون ومفاوضات بنيويورك
9/11/2010
لقي ثلاثة من قوات الأمن المغربي مصرعهم وأصيب العشرات بجروح خلال محاولة تفكيك مخيم أقامه محتجون قرب مدينة العيون في الصحراء الغربية، وذلك في وقت بدأت في نيويورك جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو).
وأفادت عدة مصادر أن عنصرا من الدرك الملكي (قوات شبه عسكرية) وإطفائيا قتلا خلال تدخل قوات الأمن في المخيم، في حين لقي رجل أمن مصرعه بعد أن تعرض للطعن وسط مدينة العيون من قبل من وصفتهم السلطات المغربية بـ"المساهمين في أحداث الشغب".
ومن جهتها ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر للبوليساريو في الجزائر أن شخصا من المحتجين قتل وأصيب مئات آخرون، لكن مسؤولا أمنيا مغربيا نفى نبأ الوفاة.
ونقلت قناة الجزيرة عن شاهدي عيان قولهما في اتصال هاتفي من العيون إن الموقف لا يزال متفاعلا وإن بعض الأشخاص لا يزالون في المخيم.
تفاصيل المواجهات
وفي تفاصيل تلك المواجهات أفادت تقارير إعلامية أن قوات الأمن المغربية اقتحمت المخيم فجر أمس الاثنين، واستخدمت خراطيم المياه ضد سكان المخيم، وأن عدة سيارات إسعاف نقلت الجرحى إلى العيون.
وكان بعض سكان المنطقة أقاموا المخيم منذ 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي للاحتجاج على ما وصفوه بتدهور ظروفهم المعيشية وللمطالبة "بوظائف ومساكن"، واعتبرته لجنة مكلفة بالتنسيق مع السلطات المغربية "عملية احتجاج اجتماعية" لا تحمل أي بعد سياسي.
وبررت السلطات المغربية تدخل أمس بالقول إن رجال الدرك والقوات المساعدة شنوا الهجوم بأمر من النيابة العامة، موضحة أن العملية تهدف إلى "تفريق عصابة ترفض أن يغادر الناس المخيم بعد استفادتهم من مساعدة الدولة".
وقالت وزارة الداخلية المغربية -في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية- إنه تم خلال الهجوم اعتقال عناصر اتهمتها بممارسة "التهديد تجاه المتواجدين في المخيم".
وقال البيان إن السلطات كانت تتفاوض مع ناشطين في المخيم لكن آخرين من مثيري الشغب أجهضوا هذه الجهود، مضيفا أن السلطات تحركت بعد أن "استنفدت جميع الخيارات الممكنة لإجراء حوار جاد ومسؤول".
وأكد ممثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مدينة العيون حمودي إكليد -في اتصال مع الجزيرة- أن المخيم تم تفكيكه باستعمال القوة المفرطة، وأن حالة التوتر انتقلت إلى مدينة العيون.
وبدورها نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمني قوله إن الأشخاص الذين فروا من المخيم احتجوا بعد ذلك في شوارع مدينة العيون، وأغلقوا الطرق بإحراق إطارات وحرق سيارات ورشق الشرطة بالحجارة.
وخيمت أحداث العيون على الجولة الثالثة من المحادثات غير الرسمية بين المغرب وجبهة البوليساريو في ضواحي نيويورك بمشاركة الجزائر وموريتانيا.
وترافق بدء هذه المحادثات مع إعراب الأمم المتحدة عن أسفها البالغ عقب حادث الاشتباكات في مدينة العيون. وقالت المنظمة الدولية إن موظفيها ما زالوا يواصلون استقصاء حقيقة ما جرى.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي إنه "من المؤسف جدا أن هذه العملية والأحداث السابقة والتالية لها أثر على الأجواء التي تجري فيها هذه المحادثات".
وأضاف "ندعو جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في الساعات والأيام المقبلة".
ويعود الصراع حول الصراع إلى عام 1975 عندما ضم المغرب تلك المستعمرة الإسبانية التي تطالب بها جبهة البوليسايو مدعومة من الجزائر.
وتدعو البوليساريو لاستفتاء حول تقرير المصير برعاية الأمم المتحدة يفتح أمام الصحراويين المجال بين ثلاثة خيارات، إما الانضمام إلى المغرب، وإما الاستقلال، وإما الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وفي المقابل يقترح المغرب هذا الخيار الأخير رافضا فكرة الاستقلال.
المصدر : الجزيرة + وكالات