سارة نتنياهو تشغل الصحف العبرية

سارة نتانياهو على غلاف الملحق الاسبوعي لصحيفة يديعوت احرونوت
سارة نتنياهو على غلاف الملحق الأسبوعي لصحيفة يديعوت أحرونوت (الجزيرة نت)

وديع عواودة-حيفا

 
باتت سارة زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مادة مهمة للصحف العبرية الرئيسية, وسط تساؤلات عن دوافع المتابعة المكثفة التي اختلط فيها السياسي بالتجاري, على خلفية توقعات بإمكانية تأثير "الفضائح" على محاولات إسقاط الحكومة ومستقبل رئيسها.
 
وبعد نشر "فضيحة استعباد سارة لمساعدتها" تواصل الصحف اليومية الثلاث يديعوت أحرونوت ومعاريف وهآرتس نشر تقارير ناقدة وقاسية عما تصفها بـ"تصرفاتها المحرجة وتدخلاتها المضرة بعمل زوجها وبإدارة شؤون ديوانه بفظاظة".
 
وفي السياق, كرست يديعوت أحرونوت تقارير ومقالات حول "فضائح سارة" واعتبرتها خطيرة، وتوقعت أن تترتب عليها نتائج مضرة تستنزف عمل كبار موظفي رئاسة الحكومة وأوقاتهم وطاقاتهم.
 
الخبيرة بالشؤون الحزبية سيما كدمون ترى بمقالها أن سارة تتصرف منذ ولاية زوجها الأولى (1996-1999) "بطريقة غير سوية ومحترمة وتصاب بانفعالات شديدة".
 
وفي واحد من التقارير اللاذعة الكثيرة نشرت يديعوت أحرونوت تقريرا بعنوان "الملكة سارة" يشمل صورة زوجة بنيامين نتنياهو وهي تظهر بمظهر الملكة. وقالت "هي تتدخل بما لا يعنيها لحد تعديل أجندة زوجها وتعيين موظفين أو منع آخرين وتلهث وراء مظاهر التبجيل والتعظيم وما تلبث تتهم الصحافة باستهدافها، والظهور بلبوس الحمل".
 
أما معاريف فتواصل حملة الانتقادات القاسية. وفي تقرير قالت، إن سارة "سرقت بدلة رجالية ارتداها زوجها اقتناها حزبه خلال الحملة الانتخابية عشية انتخابات الكنيست الأخيرة". واستعادت الصحيفة "فضائح" عائلة نتنياهو منذ عام 1996.
 

مستقبل نتنياهو السياسي قد يتأثر بالفضائح الحالية (رويترز)
مستقبل نتنياهو السياسي قد يتأثر بالفضائح الحالية (رويترز)

استهداف نتنياهو

ويروج بأوساط إسرائيلية واسعة اعتقاد بأن الصحف اليومية الثلاث تستهدف نتنياهو من خلال زوجته أيضا بعد تراجع مبيعاتها عقب صدور صحيفة "يسرائيل هيوم" المجانية عام 2007 من قبل شلدون إديلسون وهو رجل أعمال صديق مقرب لرئيس الوزراء.
 
وأرجع رئيس قسم الاتصال بجامعة حيفا جابي فايمان متابعة الصحف المطبوعة خاصة يديعوت ومعاريف تلك القضية إلى كونها "عملية مشروعة كون سارة شخصية مؤثرة جدا على رئيس الوزراء وبالتالي على كافة الإسرائيليين وربما على الشرق الأوسط علاوة على كونها قصصا مثيرة".
 
بالمقابل يشير لرواية معاكسة عن رغبة الصحف الثلاث بالانتقام على خلفية علاقات وصداقة نتنياهو مع مالكي صحيفة "يسرائيل هيوم" اليومية التي توزع مائتي ألف نسخة مجانية يوميا وتمتدح نتنياهو وحكومته وزوجته.
 
صحف مؤثرة
ويقول فايمان للجزيرة نت إنه لا يملك القدرة بعد للحكم على الروايتين، ويضيف أن ذلك يحتاج للتريث ومتابعة كيفية تغطية الصحف المكتوبة لشؤون نتنياهو بغية التثبت من حقيقة دوافعها.
 
وبخلاف مراقبين كثر، يرى فايمان أن الصحف العبرية تؤثر على ديمومة الحكومات في إسرائيل لعدة أسباب منها كما يقول استمرار نحو 90% من الإسرائيليين بقراءة الصحف المطبوعة يوميا علاوة على كونها تؤثر على أجندة وسائل الإعلام الإلكترونية.
 
كما رأت الصحفية ياعيل جفيرتس التي أنهت العام الماضي 25 عاما من العمل في يديعوت أحرونوت أن الصحيفتين (يديعوت أحرونوت ومعاريف) تبالغان جدا في انتقاد سارة بدوافع  "غير موضوعية".
 
وقالت جفيرتس للجزيرة نت "من المهم الفصل بين التغطية المشروعة لفعاليات عقيلة رئيس وزراء وبين حملة منظمة ضدها تنبع من اعتبارات غير شرعية وترتبط بالصراع الدائر مع صحيفة (يسرائيل هيوم) المنافسة".
 

جابي فايمان: الصحف العبرية تؤثر على استمرار الحكومات بإسرائيل (الجزيرة نت)
جابي فايمان: الصحف العبرية تؤثر على استمرار الحكومات بإسرائيل (الجزيرة نت)

دوافع تجارية


كما اعتبرت الصحفية أن الصراع تجاري وليس سياسيا وأن الحملة تهدف للنيل من صورة رئيس الوزراء, لكنها شككت بقدرة الصحف العبرية على التأثير على بقائه بالسلطة.
 
وأشارت جفيرتس -وهي كاتبة مقالات رأي بارزة- إلى أن الحملة ضد سارة ليست جديدة أو غريبة في المشهد الإسرائيلي, وقالت إن صحيفة يسرائيل هيوم أقيمت بهدف رعاية حملة يومية تمجد نتنياهو.
 
واعتبرت أيضا أن الظاهرة تعكس بالأساس ضعف الصحافة والصحفيين في إسرائيل, وقالت إنهم جندوا لخدمة مصالح تجارية للناشرين, وأضافت "هذه مرآة لصحافة في حالة ذعر تخون وظيفتها وتتسبب بتراجع ثقة القراء بها".
 
في المقابل اتهم الكاتب اليساري غدعون ليفي في صحيفة هآرتس الانتقادات "القاسية" الموجهة لسارة، ورأى أنها "مفرطة وتأتي بدوافع شوفينية كونها سيدة وإن من حقها أن تحاول التأثير على زوجها ومساعدته".
المصدر : الجزيرة