القسام تفرج عن قادة فتح والأجهزة المحتجزين

r_Hamas fighters walk inside Palestinian President Mahmoud Abbas' personal office after they captured it in Gaza June 15, 2007. Abbas dismissed the Hamas-led Palestinian

مسلحون من حماس يجولون بمكتب عباس الذي سيطروا عليه في غزة (رويترز)

أطلقت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عشرة قيادات أمنية في حركة التحرير الفلسطيني(فتح) والأجهزة الأمنية كانت قد اعتقلتهم في غزة إثر سيطرة مقاتليها على جميع مقار الأجهزة الأمنية هناك.

وتم تسليم المعتقلين العشرة إلى القيادي البارز في حركة فتح أحمد حلس في وقت أكد فيه القائد العام لكتائب القسام في غزة أبو عبيدة أن "عفوا عاما" صدر عن المعتقلين الذين سبق ووصفتهم الكتائب بأنهم "رؤوس الفتنة" وزعماء "التيار الانقلابي" في فتح.

كما دعا أبو عبيدة خاطفي الصحفي البريطاني آلان جونستون للإفراج عنه فورا، مشيرا إلى أن القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية ستباشر حفظ الأمن في قطاع غزة.

وقد خرج الآلاف من أنصار حماس إلى الشوارع احتفاء بإستيلاء مقاتلي الحركة على مقرات الأمن التابعة لفتح، مرددين شعارات مؤيدة لحماس وقادتها.

من ناحية أخرى أفاد مراسل الجزيرة في القاهرة أن نحو 100 فلسطيني من الذين فروا من الاشتباكات وصلوا إلى ميناء العريش المصري على متن قارب صيد ، ومن بين هؤلاء 30 من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح و29 شرطيا من الأجهزة الموالية لفتح و سبعة من أفراد المخابرات الفلسطينية.


مقاتلو حماس سيطروا على جميع مقرات الأجهزة الأمنية بغزة (الفرنسية)
مقاتلو حماس سيطروا على جميع مقرات الأجهزة الأمنية بغزة (الفرنسية)

هدوء حذر
يأتي ذلك فيما ساد قطاع غزة هدوء مشوب الخوف والحذر، بعد أن أحكم مقاتلو حماس سيطرتهم على مقار الأجهزة الأمنية التابعة لرئيس السلطة الوطنية محمود عباس بما في ذلك مقر إقامته.

واستفاقت غزة اليوم على حالة من الهدوء المشوبة بالخوف من القادم فيما رفرفت أعلام حركة حماس الخضراء على مقار الأجهزة الأمنية التي كانت تسيطر عليها فتح، وأفادت الأنباء باستسلام عدد من عناصر قوات الأمن ومقتل وهرب عدد منهم.

من ناحية ثانية قالت مصادر في مكتب عباس إن عناصر من حماس اقتحمت منزل الرئيس الواقع وسط مدينة غزة، وسيطرت عليه وعلى جميع محتوياته كما صادرت السيارات التابعة له.

وفي هذا الإطار قالت إسرائيل إنها لن تتدخل في الصراع الدائر في غزة رغم أنها سبق وأعلنت قلقها من سيطرة حماس عليه، فيما حفلت عناوين الصحف الإسرائيلية بعبارات تعبر عن الخوف من سيطرة حماس على القطاع.

وقال الوزير الإسرائيلي مئير شطريت "إنه لا توجد هناك نية لإعادة دخول غزة في هذا الموقف، فإسرائيل في هذه النقطة لا يوجد لها سبب للتدخل".

وكرد انتقامي أعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح أنها قتلت أنيس سالوس (30 عاما) أحد قادة حماس في مدينة نابلس بالضفة الغربية انتقاما لمقتل المدهون، وقال مسعفون إن سالوس أطلق عليه الرصاص مرتين في رأسه وصدره.
 
وفي الضفة الغربية هاجم مسلحون من كتائب شهداء الأقصى عشرات المقار والمؤسسات التابعة لحماس في أنحاء متفرقة من الضفة، خاصة في مدن رام الله وجنين ونابلس.
 
كما شنت أجهزة الأمن حملات دهم واعتقلت عشرات النشطاء من حماس في كل من جنين وبيت لحم وأريحا.

وفي هذا الإطار قالت وزارة الصحة إن عدد من سقطوا في معارك الأيام الخمسة الماضية في غزة بلغ 120 قتيلا و480 جريحا.


هنية في طريقه لأداء صلاة الجمعة بعد أن أقاله عباس (الفرنسية)
هنية في طريقه لأداء صلاة الجمعة بعد أن أقاله عباس (الفرنسية)

قرار عباس
وكان محمود عباس أصدر أمس ثلاثة مراسيم أقال بموجبها هنية وحكومته وأعلن حالة الطوارئ في أراضي السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأمر بتشكيل حكومة تنفذ حالة الطوارئ.

وبرر الأمين العام للرئاسة الطيب عبد الرحيم في بيان تلاه أمام الصحفيين هذه المراسيم بما حدث من "محاولة انقلابية عسكرية ضد الشرعية الفلسطينية وانتهاك القانون الأساسي الفلسطيني وقانون السلطة الفلسطينية" من قبل "مليشيات خارجة على القانون" في قطاع غزة.

وأشار المتحدث إلى أن عباس سيعمل على العودة إلى الشعب من خلال انتخابات عامة مبكرة "عندما تسمح الظروف بذلك".

ورفض رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية قرار عباس، ووصفه بأنه متسرع وستترتب عليه آثار سلبية لم يحسبها الرئيس والمحيطون به.

وذكر هنية في خطاب متلفز أن حكومته شرعية جاءت بإرادة شعبية وعبر صناديق الاقتراع وهي تمثل 96% من الشعب الفلسطيني، مشددا على أن أي قرارات منفردة بعيدة عن التوافق الوطني لن تكون مجدية.

كما أكد أن حكومته ستواصل ممارسة عملها ولن تتخلى عن مسؤولياتها الوطنية تجاه الشعب الفلسطيني، وقال إنها ستعمل على إنهاء الانفلات الأمني باستخدام الحزم والحسم وفرض القانون.