تفشي ظاهرة الرقيق الأبيض في إسرائيل

Israeli policemen stand on guard in the center of Jerusalem 12 May 2003, following high alert against possible Palestinian attacks. The Israeli army also announced today that it closed off the Gaza Strip before dawn, several hours after reopening the borders. The measure in particular will hit 15,000 Palestinian workers who on Sunday had received authorization to return to work in Israel. AFP PHOTO/Eitan ABRAMOVICH

منى جبران- القدس

لم يعد سرا عمليات بيع الفتيات في إسرائيل، خاصة اللواتي يأتين من دول الاتحاد السوفياتي السابق تحت مغريات العمل والمال ليجدن أنفسهن لا حول لهن ولا قوه إلا الانصياع لأسيادهن الجدد، والعمل في مجال الدعارة، حيث يصل ثمن الفتاة لما بين 15 و30 ألف دولار.

يقول عوفر صاحب ناد ليلي إنه اشترى فتاة بـ15 ألف دولار وخلال أقل من عام استرجع رأس ماله، إذ من المعروف أن رجال أعمال وأصحاب مصالح في إسرائيل يبتاعون فتيات لمرافقتهم وخدمتهم وتسيير بعض مصالحهم الخاصة جدا.

وحسب مصادر في الحكومة الإسرائيلية فإن هذا الموضوع يثير قلق أوساط الشرطة الإسرائيلية التي تتابع هذه الظاهرة وهي على علم تام بالأمر، إذ قامت مؤخرا باعتقال مجموعة من بدو بئر السبع الذين يتعاونون مع بدو صحراء سيناء وبالتنسيق مع أعضاء شبكة دولية والمافيا لتهريب فتيات روسيات إلى داخل إسرائيل تحت مسمى السياحة.

وفي هذا السياق اعتقلت الشرطة الإسرائيلية عدة ضباط بدو يعلمون في حرس الحدود كـ"قصاصي أثر" ومسؤولين بالحدود سهلوا عمليات تهريب فتيات إلى داخل إسرائيل.

وتشير إحصائيات إسرائيلية رسمية نشرت من مكتب الإحصاء الحكومي الإسرائيلي إلى أن عدد الفتيات الروسيات اللواتي يعملن في الدعارة وقدمن إلى إسرائيل بطريقة غير قانونية وصل إلى 16 ألف فتاة، وأن عدد النوادي الليلية غير المرخصة يصل إلى 3600 ناد ليلي.

وحذرت وزارة الصحة الإسرائيلية من هذه الظاهرة وإمكانية انتشار الأمراض عبرها بين الفتيان والفتيات في إسرائيل، خاصة فيروس الإيدز وغيره من الأمراض.


undefinedضحية تعترف

ويحكي سامر -وهو اسم مستعار لشاب من القدس- للجزيرة نت إنه تعرف على فتاة جاءت من مولدافيا اسمها جودي عبر صحراء سيناء وبئر السبع ثم تل أبيب، مشيرا إلى أن الفتاة طلبت منه أن يأخذها معه وألا يبقيها في المكان التي هي فيه.

ويقول سامر إن الحمية أخذته واتفق معها على مكان للقاء ومن ثم أخذها معه إلى القدس وتزوجها، لكنه الآن لا يستطيع الخروج بها لأنها لا تملك أي وثيقة ولا يستطيع مساعدتها أكثر من ذلك.

من جانبها قالت جودي -التي تعلمت العربية- إنها جاءت إلى إسرائيل للعمل في فندق أو مصنع وليس لبيع جسدها وهي تحاول الآن الاتصال مع سفارة بلادها في تل أبيب ولكن دون جدوى.

وأشارت جودي إلى أن الرحلة من بلادها حتى إسرائيل كانت رائعة وأن مرافقيها كانوا يعاملونها باحترام إلى أن وصلت إلى إسرائيل، حيث انقلبت الصورة وقالت "لقد تعاملت مع وحوش، نعم وحوش اغتصبوني وضربوني وجوعوني، حتى وافقت على مطالبهم". وتشكر الله أنها التقت سامر فهي تعتبره حاميها ومنقذها براثن هذه العصابة.
____________
مراسلة الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة