لوموند: تزايد مذهل لسكان أفريقيا

Illegal immigrants from Ethiopia attempting to cross into Yemen chew khat and sit outside their makeshift shelter in Bosasso, northern Somalia's breakaway Puntland region, April 14, 2015. More than 1,200 people fleeing conflict in Yemen have reached the Horn of Africa by boat in the past two weeks, using a route taken in the past by African refugees headed in the opposite direction, the U.N. refugee agency (UNHCR) said on Tuesday. REUTERS/Feisal Omar
سكان أفريقيا سيبلغون أربعة مليارات مع نهاية القرن الحالي (غيتي)
يعيش واحد من كل ستة من سكان العالم في أفريقيا، وبحلول العام 2050 يمكن أن تكون النسبة واحد من كل أربعة وربما حتى واحد من كل ثلاثة بحلول نهاية القرن، مما يعني تضاعف عدد سكان هذه القارة.

فسكان أفريقيا يتزايدون بسرعة كبيرة، إذ كان عددهم في العام 1900 يقدر بحوالي 140 مليون نسمة ووصل إلى مليار نسمة في العام 2010، وسيبلغ، حسب توقعات الأمم المتحدة، 2.5 مليار نسمة في العام 2050 وأكثر من 4 مليارات نسمة في العام 2100.

ورغم أن معدل المواليد آخذ في الانخفاض بصورة مطردة في القارة، فإن فائض الولادة لا يزال أعلى بأربعة أضعاف من عدد الوفيات.

هذا ما جاء في تحقيق للأستاذ بجامعة السوربون والباحث في المعهد الوطني للدراسات السكانية جيل بيزون نشرته صحيفة لوموند الفرنسية.

يقول بيزون إن معدل الخصوبة انخفض بالفعل في أفريقيا حيث بلغ متوسط عدد الأطفال المولودين في العام 2017 4.5 طفل، بعد أن كان 6.5 قبل 40 سنة و5.5 قبل 20 سنة.

وهذا يعني أن أفريقيا تشهد أيضا اتجاها نحو انخفاض الخصوبة كما حدث بالفعل في قارات أخرى تراجعت الخصوبة فيها بشكل كبير، فغدت النسبة في آسيا 2.1 طفل لكل امرأة في العام 2017 و2 في أميركا اللاتينية و1.9 في أميركا الشمالية و1.6 في أوروبا.

وتتطور القارة السمراء اقتصاديا ولكن ببطء، أي دون أن تصل إلى مستوى بلدان آسيا أو أميركا اللاتينية في الوقت الذي بدأت فيه خصوبتها تنخفض بشكل حاد.

بيد أن التنمية الاقتصادية وانخفاض معدلات الخصوبة كثيرا ما تسيران جنبا إلى جنب، وغالبا ما ينظر إلى هذه الأخيرة على أنها نتيجة للخصوبة.

‪)‬ اللاتي يلتحقن بالمدارس أقل إنجابا من اللاتي لم يلتحقن بها (رويتر
‪)‬ اللاتي يلتحقن بالمدارس أقل إنجابا من اللاتي لم يلتحقن بها (رويتر

تعليم المرأة
ويعد تعليم المرأة عاملا رئيسيا في هذه العملية، فالنساء اللاتي يلتحقن بالمدارس أقل إنجابا من اللاتي لم يلتحقن بها. وقد استثمرت بلدان آسيا وأميركا اللاتينية بكثافة في التعليم للجميع منذ بضعة عقود.

وفي حين ينمو التعليم في أفريقيا الاستوائية، لا سيما بين النساء، فإنه لا يزال متخلفا عن المستويات التي سجلت في آسيا وأميركا اللاتينية عندما انخفضت الخصوبة بين نساء تلك القارتين.

وتوجد برامج وطنية لتحديد النسل ولكنها غير فعالة، وتفتقر إلى الموارد، وتعاني قبل كل ذلك من انعدام الحافز لدى القادة والموظفين المسؤولين عن تنفيذها على أرض الواقع.

وتعتبر رواندا وإثيوبيا وملاوي استثناء في هذا الإطار حيث التزمت السلطات في هذه البلدان بتشجيع الأسرة الصغيرة وجعلت من تخفيض الخصوبة إحدى أولوياتها.

ويختم بيزون تحقيقه بالتأكيد أن أفريقيا لن تفلت من مضاعفة عدد سكانها بحلول العام 2050 بسبب الجمود الديموغرافي الذي لا يمكن لأحد أن يمنعه.

ووفقا لتطورها الاقتصادي في السنوات القليلة القادمة وتطور تعليم المرأة وسياساتها لصالح الأسرة الصغيرة، فإن سكان القارة سيتضاعفون ثلاثة أو أربعة أو حتى ستة أضعاف بحلول العام 2100.

المصدر : لوموند