مبادرات فلسطينية صديقة للبيئة

منزل الحاج نبيل الزغير يعتمد على الهواء في توفير الكهرباء لمنزله - مبادرات فلسطينية لصداقة البيئة - عوض الرجوب-الخليل

منزل الحاج نبيل الزغير والذي يعتمد على الهواء في توفير الكهرباء (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-الخليل
 
اطلعت الجزيرة نت على مبادرات فلسطينية صديقة للبيئة من ضمنها تجربة لرجل أعمال استخدم فيها طاقة الرياح والطاقة الشمسية في توفير الكهرباء، كما قرر مواطنان آخران الاستغناء عن الوقود في تسيير مركبتيهما، إضافة إلى تخطيط السلطة الفلسطينية لإنشاء محطة لتوليد الكهرباء من الرياح.
 
بالتجربة الأولى استغنى المواطن عيسى العواودة عن محرك سيارته الذي يعمل بالوقود، واستبدله بمحرك كهربائي يعتمد الطاقة الشمسية والشحن الخارجي.
 
ويوضح العواودة أن سرعة السيارة المطورة تصل 100 كلم/ ساعة، وتعتمد على شحن مجموعة من البطاريات من مصدر خارجي لمدة ساعة، والسير لمسافة 200 كلم دون توقف وبتكلفة لا تزيد على دولارين.
 
وأضاف أنه يعتمد على مجموعة من الخلايا المثبتة على ظهر السيارة لتشغيل الإضاءة والنوافذ والكماليات، معربا عن أمله في تطوير سيارته لتعتمد على الطاقة الشمسية بنسبة 70%.

عيسى العواودة مع سيارته التي تعتمد تخزين الكهرباء (الجزيرة نت)
عيسى العواودة مع سيارته التي تعتمد تخزين الكهرباء (الجزيرة نت)

تخزين الكهرباء
أما التجربة الثانية، فهي للمواطن محمود مجاهد الذي تمكن من تطوير سيارة بسرعة غير محددة تعتمد على تخزين الكهرباء من الخارج في 88 بطارية صغيرة (9 أمبير/12 فولت).

 
وأوضح مجاهد أن فكرته تعتمد على استقبال الكهرباء المنزلية من خلال محول يقوم بتحوليها إلى جهاز حاسوب يقوم بدوره بتحويلها إلى كهرباء 3 فاز، ومن تيار متردد (AC ) إلى تيار ثابت (DC) وتحويلها إلى محرك 3 فاز بقوة 20 حصانا.
 
وقال إن الحاسوب يتحكم بسرعة السيارة دون حد أقصى، لكنه ثبتها في سيارته على سرعتين: الأولى 163 كلم/ ساعة والثانية 270 كلم/ ساعة. مشيرا إلى عدم تأثر السرعة بحجم الحمولة التي تبلغ حاليا أكثر من طن.
 
وكما بالسيارة السابقة، فإن سيارة مجاهد تعتمد على ناقل عادي للسرعة  للغيارات ودواسة كهرباء بدل البنزين، ودواستي مكابح وكلتش، ولا ترتفع حرارتها، ولا تحتاج إلى مراوح أو وقود أو زيت محرك، وليس بها عادم، وليس لها أي صوت.
 
لكن مجاهد أوضح أن مشروعه يحتاج مزيدا من التطوير لتحقيق هدفين، الأول تقليل سرعة الشحن من ثلاث ساعات إلى أقل من دقيقة، وتقليل وزن السيارة بالاستغناء عن أكبر عدد ممكن من البطاريات.

محمود مجاهد وسيارته التي قام بتصميمها (الجزيرة نت)
محمود مجاهد وسيارته التي قام بتصميمها (الجزيرة نت)

طاقة الرياح
أما التجربة الثالثة فهي لرجل الأعمال الحاج نبيل الزغير، وتتلخص بالاعتماد على الرياح لتوليد احتياجاته من الكهرباء المنزلية، مع الاستفادة من الموقع الجغرافي المميز لمسكنه في تشغيل مروحة توفر له 10 كيلو واط/ ساعة.

 
وتحدث الزغير، وهو صاحب  شركة صناعية، عن مشروع ثان هام وهو تركيب خلايا شمسية تتحرك مع اتجاه الشمس على سطح المصنع، بهدف توفير الطاقة اللازمة للمعرض وهو جزء من المصنع.
 
وأضاف أن المشروع هو الأول من نوعه في فلسطين فهو إقامة بناية بمدينة رام الله مكونة من 20 طابقا تعتمد بشكل كامل الطاقة الشمسية من خلال خلايات مثبتة بإحدى واجهاتها وأخرى مثبتة على السطح، ومروحتين احتياطيتين.
 
ووصف صبري صيدم مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا التجارب السابقة بأنها "إنجازات مهمة جدا" مشيرا إلى إمكانية الاستفادة من الطاقة البديلة خاصة وأن فلسطين تشهد "311 يوما شمسيا من أصل 365 يوما في العام".
 
وأضاف "الأفكار الخلاقة والخاصة بتوليد طاقة الكهرباء باستخدام الرياح أو تشغيل المحركات باستخدام الطاقة الشمسية، والاستغناء عن ملوثات البيئة، ليست عادة من مكونات الحياة الفلسطينية، ويجب السعي لنشرها".
 
وعلى الصعيد الرسمي، أوضح صيدم أن السلطة تعاقدت مع الحكومة اليابانية لاستحداث محطة في أريحا لتوليد الكهرباء من الرياح، مشيرا إلى "حسن نوايا وإرادة حقيقة للاستفادة من الطاقة البلدية، لكنها تحتاج ترجمة وخطوات عملية وسن تشريعات لحماية البيئة والاعتماد على المصادر البديلة للطاقة".
المصدر : الجزيرة