غانم السليطي.. فنان أحب الخليج وانتقد سياساته

غانم السليطي

فنان قطري بامتدادات خليجية حاز كفاءات ومهارات عدة، فهو ممثل ومذيع كوميدي ومسرحي، عرف بمهارته في كوميديا النقد الاجتماعي والسياسي، مسكون بحبّ الخليج ويطالب بإبعاد الخلافات السياسية عن الشعوب، وهو ينتقد مجلس التعاون ويعتبره منتهي الصلاحية بشكله الحالي.

المولد والنشأة
ولد الفنان غانم السليطي في 1 يناير/كانون الثاني 1956 بالعاصمة البحرينية المنامة.

نشأ في عائلة قطرية ذات امتدادات خليجية؛ فأبوه قطري، وأمه إماراتية، وجدته سعودية، وله أهل في الكويت، وأقام في البحرين خلال السنوات الأولى من حياته.

التجربة الفنية
بدأ الفنان غانم السليطي مساره الفني في وقت مبكر من حياته، حيث كتب ومثل أول مسرحية له "بيت الأشباح" عام 1972 وعمره لا يتعدى 16 عاما، وهي المسرحية التي استوحى فكرتها من موقف حدث لأحد أفراد أسرته.

وبعد نجاح تجربته المسرحية الأولى، مثل السليطي أربع مسرحيات أخرى في قطر، قبل أن يلتحق بمعهد العلوم الفنون المسرحية في مصر ويتخرج فيه عام 1978.

شارك في كثير من الأعمال المسرحية في قطر بعد عودته من مصر، ثم قدم عروضا مسرحية في الكويت والبحرين عام 1981، ثم في مدينة قرطاج بتونس عام 1985 حيث فاز فيها بجائزة أفضل تمثيل مسرحي.

أسس أول مؤسسة إنتاج فني قطرية عام 1986، وحققت أول مسرحية أنتجها -وهي "عنتر وأبله"- نجاحا كبيرا شجعه على المضي قدما في مجال الإنتاج الخاص.

وكان حضور الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني العرض الأول لمسرحية الزلزال في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، دافعا ليقدم غانم السليطي مزيدا من العروض الناجحة التي تجاوز بها مسارح قطر إلى مسارح الكويت والبحرين ودبي والشارقة وأبو ظبي والعين وعُمان.

لم يقف عند حدود الخليج بل قرر عام 1997 أن يقتحم المسرح المصري بعرض مسرحيته الساخرة "هلو غلف" في القاهرة، ولكن قرارا سياسيا قيل إن حسني مبارككان وراءه منع عرض المسرحية، بعد أن امتلأت شوارع القاهرة بالدعاية والترويج لها.

لم يمنع ذلك السليطي من طرق أبواب القاهرة مرة أخرى، فأعاد الكرّة بمسرحية "أمجاد يا عرب" وحصل على موافقة السلطات على عرضها بعد أن أحرج صحفيٌّ مصري حسن مبارك في مؤتمر صحفي، بسؤاله عن أسباب منع فنان خليجي من عرض أعماله الفنية في القاهرة.

عرض السليطي مسرحيته "أمجاد يا عرب" على مسرح الريحاني أعرق مسارح مصر في صيف عام 1999، منافسا وقتها نجوم الفن المصري كعادل إمام وسمير غانم ومحمد نجم وغيرهم من نجوم الكوميديا الذين كانوا يقدمون عروضهم المسرحية على مسارح أخرى في الوقت ذاته.

وقد عرضت مسرحية "أمجاد يا عرب" على مسرح الريحاني لمدة 38 يوما، بالتوازي مع 23 مسرحية مصرية كانت تعرض بالتزامن معها.

ومن أهم المسرحيات السياسية التي أنتجها غانم السليطي مسرحية "هلو غلف" التي عرضت عام 1995، ومثلت أطول عرض مسرحي في تاريخ المسرح القطري حيث قدمها السليطي في 112 ليلة متتالية، وناقشت بنظرة نقدية موضوع مجلس التعاون الخليجي ومحدودية إنجازه بعد 15 عاما من إنشائه.

ثم عاد الفنان السلطي لاحقا إلى مجلس التعاون عبر مسرحية "مجلس التهاوش الخليجي" التي قدمت عام 1989، قبل أن يقرر بيعه والتخلص منه بشكل نهائي في مزاد علني عام 2017 خلال حلقة من مسلسل "شللي يصير" بحكم "انتهاء صلاحيته". ولكنه لم يحصل على الأثمان المطلوبة رغم عرضه مقتنيات المجلس وأدواته بثمن بخس، مع هدية مجانية لمن يشتريه تتمثل في كرسي الأمين العام للمجلس.

أطلق السليطي مسلسل "شللي يصير" خلال الأزمة الخليجية عام 2017، وقال إنها تعبر عن صدمته كفنان من الأزمة الخليجية، ولا سيما أنه عاش سنوات طويلة يحلم بأن تساهم منظومة مجلس التعاون في تعزيز وحدة الشعوب الخليجية.

وأكد في حلقة من برنامج "بلا حدود" أنهم تمكنوا في حلقات المسلسل -رغم الألم والصدمة- من كبح جماح أي إساءة أو خطأ غير مقصود، لأننا لا نريد الإساءة لأحد، وهدفنا تقديم قيم -سواء داخلية أو خارجية- من خلال تناول موضوع اللحمة الخليجية والترابط الأسري.

ونفى السليطي بشدة أن يكون هاجم السعودية أو الإمارات أو البحرين في حلقات "شللي يصير"، مشددا على أن حلقات المسلسل تعالج أفكارا وقضايا، وتقارع الحجة بالحجة وتسخر من فكرة تجرّم التعاطف مع قطر.

وأشار إلى أن الشعوب الخليجية تريد مجلس تعاون جديدا، لأن المجلس بوضعه الحالي انتهت صلاحيته من فترة طويلة، وفشل في تحقيق أحلام الخليجيين بداية من الكونفدرالية والعملة الموحدة.

الجوائز
نال السلطي جوائز كثيرة كانت آخرها جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي التي استلمها عام 2016، وكتبت عنه عشرات المقالات في الصحف العربية.

كما صدر عنه وعن فنه أكثر من كتاب، من بينها كتاب "كوميديا النقد الاجتماعي والسياسي في مسرح غانم السليطي" لمؤلفه زهير غزال، وكتاب "غانم السليطي فنار المسرح الخليجي الرأس المسكون بالناس" الذي صدر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة وأعده صالح غريب ومحمود سليمان وعبد الستار ناجي، وشارك في كتابته العشرات من النقاد والفنانين والمبدعين والصحفيين العرب.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية