ما سر التفوق الألماني في التعامل مع كورونا؟

BAD HERSFELD, GERMANY - MARCH 20: An intensive care nurse looks for an artificial respiratory equipment at an anesthetic recovery room of the Klinikum Bad Hersfeld hospital on March 20, 2020 in Bad Hersfeld, Germany. The hospital is expecting the first Covid-19 patient at all times. The atmosphere is like the calm before the storm: the Klinikum Bad Hersfeld has prepared itself for the expected number of patients infected with the new corona virus and has created an intensive care unit with twelve units for artificial respiration as well as five fully equipped units in the recovery room and is holding another six intensive care units for artificial respiration in the surgery in reserve. Full-face masks with screw-on filters are available for staff who performs intubations, extubations and bronchoscopies as well as for CPAC (continus positive airway pressure ventilation). In doing so, the Klinikum exceeds the guidelines set by the Robert Koch Institute. According to the Robert Koch Institute Germany has approximately 11,000 registered infections and 20 people have died. (Photo by Thomas Lohnes/Getty Images)
ألمانيا تحلل 80 ألف عينة كورونا في اليوم الواحد (غيتي)

شكلت أزمة فيروس كورونا المستجد صدمة عالمية، وباتت دول العالم تبذل قصارى جهدها للتعامل مع تداعياته، في وقت تفوقت فيه ألمانيا في ذلك، فما السر؟

وبدأت ألمانيا في الأيام الأولى لأزمة كورونا بإجراء أعداد كبيرة من الفحوص، مما ساعد السلطات الصحية في التعرف على الحالات المبكرة، وبالتالي تتبع سلسلة العدوى بشكل أفضل.

ووفقا لوسائل إعلام عديدة، فإن سبب التفوق الألماني في التعامل مع كورونا هو عدد أجهزة التنفس الصناعي والأماكن المخصصة للرعاية المركزة للحالات الحرجة.

وحتى قبل أزمة كورونا، تفوقت ألمانيا أوروبيا في عدد أجهزة التنفس الصناعي وعدد الأماكن المتاحة بأقسام العناية المركزة في المستشفيات.

ففي حين يتوفر في ألمانيا الآن حوالي 28 ألف سرير مع أجهزة تنفس صناعي في أقسام العناية المركزة، تنوي الحكومة الألمانية إضافة أماكن جديدة في الفترة المقبلة لتصل إلى 40 ألف سرير، بحسب موقع "تاغس شاو" التابع للقناة العمومية الألمانية الأولى.

أما في بريطانيا، على سبيل المثال، فيوجد أربعة آلاف مكان فقط في هذه الأقسام، طبقا لما ذكرته محطة "أن تي في" الإخبارية الألمانية.

طلب المساعدة
ويقول تقرير في دويتشه فيله إن بريطانيا توجهت إلى ألمانيا طلبا للمساعدة في مواجهة كورونا، ونقلت صحيفة غارديان البريطانية عن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك -الذي تعافى حديثا من فيروس كورونا- تصريحه بأن هذه فترة "غير مسبوقة لنظامنا الصحي" في بلده.

وأضاف الوزير أن هناك تحديات عديدة تواجه بريطانيا في الأزمة الحالية، في مقدمتها عدم وجود الأدوات والقدرات التشخيصية المناسبة، على عكس ألمانيا التي تتميز بصناعة المعدات الطبية.

وقال الوزير البريطاني "لدينا أفضل المختبرات العلمية في العالم، لكن ليس لدينا السعة. ألمانيا على سبيل المثال كان لديها حوالي مئة مختبر مجهز عند بداية الأزمة، أما نحن تعين علينا البدء من مستوى أكثر انخفاضا".

وتحلل ألمانيا 80 ألف عينة كورونا في اليوم الواحد، في حين يصل العدد في بريطانيا إلى ثمانية آلاف عينة فقط، وفقا لصحيفة "ذي صن" البريطانية.

وأدى ذلك إلى طلب بريطانيا المساعدة من ألمانيا في تحليل نتائج الفحوص، حيث ذكرت "ذي صن" أن المختبرات في بريطانيا تظهر النتائج خلال أربعة أيام، في حين تقدم المختبرات الألمانية نتيجة التحليل في اليوم نفسه.

وكان عالم الفيروسات الألماني كريستسان دورستن، وهو أيضا قائد الفريق الطبي الذي طوّر أول اختبار لكورونا بجامعة "شاريتيه" في برلين، صرح لوكالة أسوشيتد برس بأن سبب انخفاض معدل الوفيات في ألمانيا مقارنة بدول أخرى، رغم ارتفاع نسبة الإصابات، هو أن ألمانيا تجري اختبارات فيروس كورونا على نطاق واسع جدا.

وبحسب تصريحات دورستن تجري ألمانيا حوالي نصف مليون اختبار فيروس كورونا في الأسبوع الواحد.

ومدحت صحيفة غارديان البريطانية النظام الفدرالي الألماني الذي يسهل من اتخاذ القرارات السريعة، ويعطي عددا أكبر من المختبرات حرية إجراء التحاليل والاختبارات اللازمة، على عكس النظام المركزي البريطاني.

حذر
وعلى الرغم من أداء ألمانيا المتميز في التعامل مع الجائحة، فإن مدير معهد روبرت كوخ الألماني لوتار فيلر دعا في مؤتمر صحفي الجمعة إلى الحذر في قراءة الأرقام.

وقال إن عدد الوفيات قد يزيد وإنه بالتأكيد "أقل" من الرقم الفعلي، رغم أن ألمانيا، التي لا يتجاوز فيها معدل الوفيات 1.2%، لا تزال تواجه الأزمة الصحية بشكل أفضل من الدول الأوروبية المجاورة.

واعتبر فيلر أن ذلك "مرتبط بواقع عدم التمكن من إجراء الفحص لكل شخص"، مشيرا إلى أن مستوى ذروة انتشار الوباء لم تصله ألمانيا بعد.

المصدر : دويتشه فيله