المغرب ينجح في القضاء على مرض التراخوما

أطلقت وزارة الصحة المغربية، اليوم الأربعاء، حملة وطنية من أجل تشجيع المواطنين على التبرع بأعضائهم وأنسجتهم البشرية، وذلك ظل ضعف أعداد المتبرعين في المغرب، والتزايد المستمر في احتياجات مرضى الحالات المستعصية لهذه الأنسجة والأعضاء لإنقاذ حياتهم. وقال وزير الصحة المغربي لحسين الوردي(في صورة)، خلال ندوة إطلاق الحملة، بالعاصمة المغربية الرباط، إنه "رغم تقدم بلادنا في مجال زراعة الأعضاء عربيا، إلا أن إنجازاتها في هذا الميدان لا تلبي حاجيات المرضى المتزايدة"، موضحا أن المتبرعين في المغرب مازالوا يبدون بعض التخوفات والتحفظات بشأن التبرع بأعضائهم.
وزير الصحة المغربي الدكتور الحسين الوردي: توافر الأزيتروميسين حفز أنشطة مكافحة التراخوما (الأناضول-أرشيف)

قالت منظمة الصحة العالمية إن المغرب نجح في التخلص من التراخوما كمشكلة صحية عامة، وذلك في بيان نشر أمس الثلاثاء على الموقع الإلكتروني للمكتب الإقليمي لشرق المتوسط.

وذكرت المنظمة أن التراخوما هي أهم مرض معد مسبب للعمى في جميع أنحاء العالم، وينجم عن ميكروب يدعى المتدثرة الحثرية، وينتقل المرض عن طريق التماس مع مفرزات العين والأنف للأشخاص المصابين بالعدوى، ولا سيما الأطفال الصغار الذين يشكلون مستودعا للعدوى، كما أنه ينتشر بواسطة الذباب الذي يلمس بعين أو أنف شخص مصاب بالعدوى.

وتصيب التراخوما السكان في 42 بلدا، وهي مسؤولة عن العمى أو ضعف البصر في حوالي 1.9 مليون شخص.

وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت تشان "إن هذا إنجاز مثير للإعجاب في مجال الصحة العامة للمغرب"، مضيفة "هذا يوضح أن بقوة الإرادة السياسية والتعليم والتوعية وترصد الأمراض، والأهم بمشاركة المجتمع المحلي يمكن هزيمة المرض المسبب للوهن".

وقال البيان إن المغرب بدأ في تسعينيات القرن الماضي تنفيذ إستراتيجية أقرتها منظمة الصحة العالمية ومعروفة بالاسم المختصر (SAFE)، والإستراتيجية تضم مجموعة شاملة من التدخلات من بينها جراحة إزالة الشعرة (النمو غير الطبيعي للرموش تجاه العين) وهي المرحلة المسببة للعمى، وإعطاء المضادات الحيوية لعلاج العدوى، والحفاظ على نظافة الوجه، وتحسين البيئة للحد من انتقال العدوى.

وقد أجريت العمليات الجراحية لعلاج آلاف المصابين في أقاليم الرشيدية وفكيك وورزازات وطاطا وزاكورة، وعالج العاملون الصحيون غالبية المصابين بالمضاد الحيوي الأزيتروميسين الذي تبرعت به المبادرة الدولية لمكافحة التراخوما.

وقال وزير الصحة المغربي الدكتور الحسين الوردي "إن توافر الأزيتروميسين قد حفز أنشطة المكافحة، وبإشراك المجتمعات المحلية وحشد العاملين الصحيين تمكنا من الوصول إلى كل فرد تقريبا سواء في القرى أو المدارس".

من جهته، قال مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور علاء الدين العلوان "لقد أسهم المغرب إسهاما كبيرا في تحقيق هدفنا الساعي للتخلص من التراخوما في العالم"، مضيفا "أن هذا النجاح في المغرب يعطينا الأمل في إمكانية تحقيق إنجازات مماثلة في إقليمنا من أجل التخلص من أمراض المناطق المدارية المهملة".

وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2015، تلقى أكثر من 185 ألف شخص مصاب بالشعرة الجراحة التصحيحية في جميع أنحاء العالم، وعولج 56 مليون شخص بالأزيتروميسين.

ويقدر أن يصل التمويل المطلوب على الصعيد العالمي إلى مليار دولار من أجل توسيع نطاق الأنشطة ومواصلتها حتى حلول عام 2020، من أجل التخلص من هذا المرض كمشكلة صحية عامة.

المصدر : مواقع إلكترونية