تدخين الأم يقلل قدرة طفلها على تحمل ضغوط الحياة

كشفت دراسة أميركية حديثة عن آثار سلبية إضافية لتدخين الأمهات أثناء الحمل على أجنتهن، إذ وجدت الدراسة أن هذه العادة السيئة تؤثر على هرمون "كورتيزول" -وهو هرمون مقاومة التوتر- عند الأجنة، مما يجعلهم غير مستعدين لتحمل ضغوط الحياة اليومية عند الكبر.

وأوضح الباحثون في مستشفى "ميريام" الأميركي -في دراستهم التي نشروا تفاصيلها يوم الجمعة في دورية "الغدد الصماء العصبية النفسية"- أن تدخين الأم السجائر أثناء الحمل يخفض مستويات هرمون "كورتيزول"، ويُحدث تغييرات في الحمض النووي للجين الذي ينظم مرور هذا الهرمون من الأم إلى جنينها.

وللتحقق من آثار التدخين على الحمض النووي للجنين، أخضع الباحثون مائة من الأطفال حديثي الولادة للدراسة، مع إجراء قياس مستويات النيكوتين لأمهاتهم أثناء الحمل.

وتم جمع المشيمة الخاصة بالأطفال حديثي الولادة لإجراء تحليل الحمض النووي لها، كما قام الباحثون بقياس الاستجابات السلوكية العصبية، التي تشمل الاستجابات السلوكية للمؤثرات المختلفة، واختبار رد الفعل، والمراقبة سبع مرات خلال الشهر الأول من عمر الأطفال.

القلب والمناعة
وأظهرت النتائج أن الأطفال الرضع الذين تعرضوا للتدخين أثناء حمل أمهاتهم انخفضت لديهم مستويات هرمون "كورتيزول"، الذي ينظم ضغط الدم والقلب وجهاز المناعة، كما وجدوا تغييرات في الحمض النووي الذي ينظم مرور هرمون الكورتيزول من الأم إلى الجنين.

وقال الباحثون، إن هذه التغييرات في هرمون "كورتيزول" والحمض النووي قد تفسر العلاقة بين تدخين الأمهات أثناء الحمل وخطر تعرض أطفالهن لمشاكل سلوكية وإدمان النيكوتين عند الكبر.

وقال الباحثون إن نتائج الدراسة تشير إلى أن المواليد الجدد لأمهات مدخنات قد لا تتكون لديهم استجابة كافية لمواجهة ضغوط الحياة اليومية في ما بعد.

وتشير الإحصاءات الصحية الوطنية في أميركا إلى أن الأطفال الذين يولدون لأمهات مدخنات يتعرضون لخطر مضاعفات طبية كثيرة، منها الإصابة بالربو وإدمان النيكوتين واضطرابات في السلوك والتركيز.