مضادات الأكسدة تسرّع انتشار سرطان الرئة

The dietary supplement echinacea is displayed in a shop Monday, Dec. 20, 2010, in Seattle. The largest study of the popular herbal remedy echinacea finds it won't help you get over a cold any sooner. The study of more than 700 adults and children suggests the tiniest hint of a possible benefit, about a half day shaved off a weeklong cold and slightly milder symptoms. But that could have occurred by chance.
undefined
كشفت دراسة سويدية حديثة نشرت نتائجها يوم الأربعاء عما قد يكون حلا للغز طبي عمره عشرات السنين بشأن السبب في أن مضادات الأكسدة، مثل فيتامين "هـ" والبيتا كاروتين، تسرع من نمو أورام الرئة في المراحل الأولى لدى الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة مثل المدخنين، بدلا من أن تحميهم من السرطان كما تقول النظريات.

وقال عالم الأحياء بير ليندال من جامعة جوتنبرغ السويدية وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة متحدثا للصحفيين، إن مضادات الأكسدة تسمح للخلايا السرطانية بتفادي نظام الدفاع الذاتي للخلايا ضد الأورام، مضيفا أن ذلك يسمح للأورام الموجودة بالانتشار دون سيطرة، بما في ذلك الأورام التي يتعذر اكتشافها بسبب صغر حجمها.

وأكد الباحث مارتن بيرجو من جامعة جوتنبرغ الذي شارك أيضا في الدراسة، أن النتائج تشير إلى أن تناولا زائدا لمضادات أكسدة قد يكون ضارا وقد يسرّع نمو الأورام، مضيفا أنه إذا كان لديّ مريض بسرطان الرئة فلن أنصحه بتناول مضادات الأكسدة.

‪النتائج لا تتعلق بأغذية مثل الفواكه والخضار الغنية بمضادات الأكسدة‬  (أسوشيتد برس)
‪النتائج لا تتعلق بأغذية مثل الفواكه والخضار الغنية بمضادات الأكسدة‬  (أسوشيتد برس)

نتائج تنطبق على المكملات
وشدّد الباحثون على أن النتائج لا تتعلق بأغذية مثل الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة بصورة طبيعية.

ولم تبحث الدراسة التي نشرت في دورية "ساينس ترانسلايشينال ميديسين" ما إذا كانت مضادات الأكسدة يمكن أيضا أن تسبب الإصابة بسرطان الرئة وليس فقط مجرد التعجيل بنمو الأورام الموجودة، ولم تفحص أيضا كل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة بصورة طبيعية.

وتتفق الدراسة مع عدد كبير ومتزايد من الأبحاث التي تتحدى الفوائد الصحية لتناول مكملات الفيتامينات باستثناء حالات سوء التغذية.

وفي الخلايا المستنبتة في المعمل، تعطل مضادات الأكسدة الشقوق الحرة (Free radicals) وتقضي عليها، وهي مواد كيميائية تفاعلية تنتج أثناء عملية التمثيل الغذائي (الأيض) ويمكن أن تضر بالحمض النووي (دي أن أي) وغيره من مكونات الخلية.

وبحلول الثمانينيات من القرن الماضي أدت هذه المعطيات إلى ظهور فكرة أن مضادات الأكسدة ربما يمكنها من خلال حماية الحمض النووي من الضرر أن تمنع السرطان وأمراضا أخرى، مما فتح المجال لسوق كبيرة لإنتاج مضادات الأكسدة.

وفي الدراسة الجديدة أعطى علماء جامعة جوتنبرغ فيتامين "هـ" وعقار ناسيتايلسيستين غير المسجل تجاريا، وهما من مضادات الأكسدة، لفئران لديها سرطان الرئة في مراحل مبكرة. وكانت جرعات فيتامين "هـ" مماثلة لتلك الموجودة في مكملات الفيتامينات في حين كانت جرعات ناسيتايلسيستين منخفضة نسبيا.

‪حين أضيفت مضادات الأكسدة لخلايا بشرية لسرطان الرئة في أطباق معملية عجلت أيضا بنمو السرطان‬ (أسوشيتد برس)
‪حين أضيفت مضادات الأكسدة لخلايا بشرية لسرطان الرئة في أطباق معملية عجلت أيضا بنمو السرطان‬ (أسوشيتد برس)

زيادة الأورام
وتسببت مضادات الأكسدة في زيادة أورام الرئة بنسبة 2.8 ضعف، وجعلت الأورام أكثر توغلا وعدوانية، وتسببت في وفاة الفئران بمعدل أسرع بالمقارنة مع فئران لم تعط مضادات أكسدة.   

وحين أضيفت مضادات الأكسدة لخلايا بشرية لسرطان الرئة في أطباق معملية عجلت أيضا بنمو السرطان.

والإنجاز المهم في الدراسة هو تحديد الكيفية التي يمكن أن يحدث بها ذلك، إذ ما يبدو أنه يحدث هو أن مضادات الأكسدة تقلل فعلا الضرر للحمض النووي حسب المتوقع، لكن الضرر يصبح محدودا لدرجة أن الخلية لا يمكنها اكتشافه وبالتالي لا تنشط الخلية نظامها للدفاع ضد السرطان والذي يعتمد على بروتين يسمى "بي53".

وفي الوضع العادي إذا اكتشف نظام "بي53" ضررا مهما في الحمض النووي مثلما يحدث من الأشعة فوق البنفسجية، فإنه يقتل الخلية قبل أن تصبح خبيثة. ووجدت الدراسة أنه من خلال السماح ببقاء خلايا السرطان تحت مستوى رادار "بي53" فإن مضادات الأكسدة فعليا تسمح للأورام بالنمو.

المصدر : رويترز