من إيبرفييه لبرخان.. عمليات عسكرية فرنسية بأفريقيا

This photo taken Feb. 4, 2013, and released on Feb. 7, 2013, by the French Army Communications Audiovisual office (ECPAD) shows a Mirage F1CR (top) and a Rafale jetfighters flying over Mali. Troops from France and Chad moved into Kidal in an effort to secure the strategic north Malian city, a French official said Tuesday, as the international force put further pressure on the Islamic extremists to push them out of their last major bastion of control in the north.
عمليات القوات الفرنسية على الأرض كانت مسنودة في الغالب بالمقاتلات العسكرية (أسوشيتد برس)

قادت فرنسا سبع عمليات عسكرية رئيسية في أفريقيا خلال الفترة 2006-2016، البعض منها يندرج ضمن المبادرات الدولية، والبعض الآخر يشكّل مبادرات فرنسية، غير أنها تختلف، جميعها، عن القواعد العسكرية وغيرها من البعثات المنتشرة بالقارة، ومن ذلك بعثة "كوريمب" في خليج غينيا، والهادفة إلى دعم العمليات العسكرية الغينية في مواجهة القرصنة البحرية.

يندرج بعض تلك العمليات في إطار المبادرات الدولية، مثل "سانغاريس" (في أفريقيا الوسطى)، أو "هارمتان" في ليبيا (جزء من العملية العسكرية الدولية لحماية المدنيين الليبيين من هجمات قوات الرئيس الراحل العقيد معمر القذافي).

أمّا البعض الآخر، فيندرج ضمن المبادرات الفرنسية، ويضم خمسا من أبرز العمليات العسكرية، وهي "برخان" في الساحل الأفريقي، و"سرفال" في مالي، و"إيبرفييه" في تشاد، إضافة إلى "ليكورن" في كوت ديفوار، و"بوالي" في أفريقيا الوسطى.

وفي ما يلي أبرز العمليات الفرنسية في أفريقيا:

1- "برخان"
استلمت عملية "برخان" المشعل من عمليتي "سرفال" و"إيبرفييه"، في كل من مالي وتشاد، في الأوّل من أغسطس/آب 2014، لتتّخذ بعدا إقليميا برّرته مصالح فرنسا الإستراتيجية في الساحل الأفريقي والتهديدات التي تواجهها المنطقة، وعلى رأسها محاربة "الإرهاب".

وترتكز المقاربة الإستراتيجية لهذه العملية العسكرية التي تغطي خمسة بلدان أفريقية هي بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد، على "منطق الشراكة" بين هذه البلدان.

وتضمّ هذه القوّة نحو ثلاثة آلاف وخمسمئة جندي مكلّفين بمطاردة المجموعات "الإرهابية" الناشطة في الساحل الأفريقي، وموزّعين على خمس قواعد متقدمة مؤقتة، وثلاث نقاط دعم دائمة ومواقع أخرى، سيّما بالعاصمة البوركينية واغادوغو، وعطار الموريتانية، وفق وزارة الدّفاع الفرنسية.

وإلى ما تقدّم، تنضاف نحو عشرين مروحية ومئتي مركبة لوجستية ومئتي مدرعة وست طائرات مقاتلة وثلاث طائرات بدون طيار وعشر طائرات نقل، وفقا للمصدر نفسه.

2- "سانغاريس"
في ديسمبر/كانون الأول 2013، انطلقت عملية "سانغاريس" في أفريقيا الوسطى، في إطار الأزمة الطائفية التي هزت البلد الأخير، وذلك بقرار من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وبموافقة من منظمة الأمم المتحدة، لتتسلّم المشعل عن عملية "بوالي".

وطبقا للقرار الأممي الصادر بشأنها، فإنّ مهمّة هذه العملية تشمل "دعم البعثة الأممية في أفريقيا الوسطى (ميسكا) في تنفيذ مهامها" ما يعني أنّ العملية الفرنسية مكلفة بحماية المدنيين، واستعادة الأمن والنظام، وتحقيق الاستقرار في البلاد، واستعادة سلطة الدولة على كامل أراضيها، بالإضافة إلى تهيئة الظروف الملائمة لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وفق نصّ القرار. 

وتضم عملية "سانغاريس" نحو تسعمئة جندي، مع أنّ الرقم نفسه كان، عند بلوغ الأزمة ذروتها في أفريقيا الوسطى، في حدود ألفي رجل وخمسمئة. وخلال العام الجاري، تتطلّع فرنسا إلى تخفيض قواتها إلى حوالي ثلاثمئة جندي، أي عدد الجنود نفسه في عملية "بوالي".

3- "سرفال"
نشرت هذه القوة العسكرية الفرنسية بطلب من حكومة باماكو، لمواجهة تفاقم الأزمة في مالي، إثر الانقلاب العسكري في مارس/ آذار 2012، في إطار مهمّة تقضي بمساعدة قوات الجيش المالي على وقف تقدم الجماعات المسلحة، من المنطقة الشمالية للبلاد، وضمان سلامة المدنيين.

ولتصفية المتمرّدين المتحالفين، في تلك الفترة، مع التنظيمات المتطرّفة، حشد الجيش الفرنسي قواته الخاصة المتمركزة في منطقة الساحل الأفريقي، والتابعة لجيوش البر والجو والبحر.

وعقب انتهاء المعارك في أبريل/نيسان 2014، تم التخفيض تدريجيا في عدد جنود "سرفال" والذين وصلوا إلى أربعة آلاف عسكري تقريبا، لتحل محلّها البعثة الأممية التي تحوّل اسمها من "ميسكا" إلى "مينوسما".

وفي أغسطس/آب 2014، انتهت "سرفال"، التي خلفت بدورها عملية "إيبرفييه"، لتفسح المجال لـ "برخان".

4- "هارمتان"
بموجب تفويض من الأمم المتحدة، انطلقت عملية "هارمتان"، إثر اندلاع الثورة الليبية عام 2011، لوضع حد لـ "المجازر"، التي كانت تقترف، حينها، بحق المدنيين، وقد انطلقت خلال الفترة من 17-31 من مارس/آذار 2011.

ومنح القرار رقم 1973، والذي اعتمده مجلس الأمن الدولي يوم 18 مارس/آذار 2011، الضوء الأخضر لتدخل عسكري دولي في ليبيا للتصدّي لنظام القذافي.

وحشدت العملية أسطولا جويا باشر عملياته من قواعد جوية متقدمة (اليونان وإيطاليا) أو من فرنسا، بمعدل "15 طائرة في اليوم".

كما سخرت قوة المهمّات 473، التابعة للبحرية الفرنسية، عتادا بحريا وجويا هاما، لتنتهي العملية، يوم 31 مارس/ آذار من العام نفسه، وتواصل مهامها تحت اسم عملية "الحامي الموحّد"، والتي نفّذها الحلف الأطلسي في ليبيا (وضمّت كلاّ من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا) حتى يوم 31 من أكتوبر/تشرين الأول 2011، أي إثر 11 يوما من مقتل العقيد القذافي.

5- "ليكورن"
استنادا إلى اتفاقيات الدفاع الموقّعة مع كوت ديفوار، نشرت فرنسا، في سبتمبر/ أيلول 2002، قوة "ليكورن" العسكرية في وقت كان فيه البلد الأوّل غارقا في أتّون حرب أهلية وضعت في المواجهة شمالا خاضعا لسيطرة المتمرّدين وجنوبا تهيمن عليه القوات الموالية لسلطات البلاد، وذلك في أعقاب محاولة انقلاب، واستمرت تلك العملية حتى يناير/كانون الثاني 2015).

وخلال الأسابيع الأولى، اقتصرت أهداف العملية الفرنسية على "تأمين الرعايا الفرنسيين" الموجودين بكثرة في كوت ديفوار. لكن، ومع تصاعد وتيرة العنف، وبطلب من المجتمع الدولي، "تطور الحضور العسكري الفرنسي، خلال أسابيع قليلة، ليتّخذ شكل قوّة لحفظ للسلام بين قوات الجيش الإيفواري والمتمردين" وفق وزارة الدفاع الفرنسية.

ووفقا للمصدر نفسه، فإنّ حجم هذه القوّة يتغيّر وفق الحاجة. ففي نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، وفي ذروة الأزمة الإيفوارية، ضمّت نحو خمسة آلاف جندي، ثم، وإثر "بلوغ" الأهداف المرجوة، قامت فرنسا مطلع 2015، باستبدال "ليكورن" بقاعدة عسكرية متقدمة أطلقت عليها "القوات الفرنسية في كوت ديفوار".

6- "بوالي"
"بوالي"، التي انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول 2002 حتى ديسمبر/كانون الأول 2013، كانت تتكفل بدعم تأسيس أول قوة أفريقية متعددة الجنسيات بأفريقيا الوسطى، التابعة لـ "المجموعة الاقتصادية والنقدية لمنطقة وسط أفريقيا" (سيماك).

ففي أعقاب الانقلاب الذي نفذه مسلحو "سيليكا" ضد الرئيس فرانسوا بوزيزي في مارس/آذار 2013، عززت فرنسا قوة "بوالي"، في العاصمة بانغي، بهدف حماية الرعايا الفرنسيين في أفريقيا الوسطى، ليصل عدد الجنود بالمدينة المذكورة إلى خمسمئة عسكري، بعد كان حوالي ثلاثمئة.

غير أنّ تأزم الأوضاع الأمنية في البلاد وارتفاع منسوب العنف، دفعا فرنسا لتعويض "بوالي" بعملية "سانغاريس".

7- "إيبرفييه"
انتشرت قوة "إيبرفييه" في تشاد، في فبراير/شباط 1986، بطلب من سلطات البلاد، في إطار الصراع المندلع بين ليبيا وتشاد، ضمن مهمّة تقضي بحماية مصالح فرنسا، وتقديم الدعم اللوجستي لقوات الجيش والأمن التشاديين، واستمرت تلك العملية حتى يوليو/تموز 2014.

ووفق موقع وزارة الدفاع الفرنسية، فقد بلغ عدد جنود تلك القوة، قبل أشهر قليلة من انتهاء مهامها، نحو 950 عسكريا موزعين على قوات برية (320 جنديا وثمانين سيارة)، وأخرى جوية (150 جنديا وحوالي 12 طائرة بقاعدة نجامينا) وقاعدة دعم مشتركة تقدم الدفع الميداني والفني للوحدات المتمركزة في مختلف المواقع.

المصدر : وكالة الأناضول