"غضب الفرات".. عملية عسكرية عينها على عاصمة تنظيم الدولة

(FILE) A file photograph dated 23 June 2015 showing a member of Kurdish People Defence Units (YPG) sitting on a truck after coming from the Syrian town of al-Raqqa, in Tel Abyad, Syria. Reports state the Syrian Democratic Forces (SDF) announced on 06 November 2016 that it had started a military campaign to liberate the northern Syrian city of Raqqa, the main stronghold of the Islamic State militant group in Syria. SDF is an umbrella group gathering Kurdish and Arab rebels fighting in Syria.
جهزت "قوات سوريا الديمقراطية" للعملية ثلاثين ألف مقاتل (الأوروبية)

عملية عسكرية أطلقتها "قوات سوريا الديمقراطية" بإسناد جوي أميركي، تهدف إلى السيطرة على مدينة الرقة ذات الغالبية العربية السنية شمالي سوريا وطرد تنظيم الدولة الإسلامية منها.

الانطلاقة والتشكيلة
انطلقت عملية "غضب الفرات" من بلدة عين عيسى (50 كلم شمال الرقة) يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، ولم يتم تحديد إطار زمني لانتهاء العملية، بحسب ما أكده مصدر كردي لم يكشف اسمه لوكالة رويترز في وقت سابق.

العملية تشارك فيها "قوات سوريا الديمقراطية" التي تضم فصائل كردية وعربية سورية، حيث جهزّت لها ثلاثين ألف مقاتل، حسب ما أكدته المتحدثة باسم العملية جيهان شيخ أحمد أثناء مؤتمر صحفي سابق في بلدة عين عيسى، بينما تشير التقديرات إلى وجود 3500 مسلح من تنظيم الدولة في الرقة.

 

ويقدم طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الغطاء الجوي لعملية استعادة الرقة، حيث وصل قرابة خمسين مستشارا وخبيرا عسكريا أميركيا لتقديم مهام استشارية والتنسيق بين القوات المقاتلة على الأرض وطائرات التحالف الدولي، وذلك وفق ما كشفه مصدر قيادي في "قوات سوريا الديمقراطية".

وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، أوضح المكتب الإعلامي للتحالف أنه "كجزء من التزام التحالف بتقديم الاستشارة والمؤازرة ومرافقة قوات سوريا الديمقراطية، يُطلب منا تقديم المساعدة في تخطيط العمليات وتنسيق الغارات الجوية وتنظيم تحركات القوات، فضلا عن التدريب وتأمين المعدات لقوات سوريا الديمقراطية لعزل الرقة".

كما أفادت وسائل إعلام أجنبية بانتشار وحدات خاصة فرنسية على الأرض في محيط الرقة لتقديم الاستشارة العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية.

أما بالنسبة لتركيا فترفض "قوات سوريا الديمقراطية" إشراكها في العملية، حيث قال المتحدث العسكري باسم هذه القوات طلال سلو إنهم اتفقوا مع التحالف الدولي على استبعاد أي دور لها.

غير أن المبعوث الأميركي لقوات التحالف الدولي بريت ماكغورك أعلن في وقت سابق أن واشنطن على اتصال "وثيق جدا" بحليفتها تركيا بشأن معركة الرقة، علما بأن أنقرة ترفض بدورها مشاركة وحدات الحماية الكردية في العملية. 

كما أن المعارضة السورية قالت على لسان رئيس الدائرة الإعلامية في "الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد رمضان، إن عملية استعادة الرقة من تنظيم الدولة يجب أن تكون في ظل الجيش السوري الحر وبدعم من تركيا وقوات التحالف العربي والدولي.

وعلى مستوى الموقف الرسمي لنظام بشار الأسد، وصفت مصادر موالية له عملية "غضب الفرات" بأنها معركة إعلامية، هدفها إشغال الرأي العام الأميركي والتغطية على عدم إحراز تقدم سريع ونوعي في معركة الموصل في العراق، وقالت إنه لا قدرة لقوات سوريا الديمقراطية على مقاتلة تنظيم الدولة رغم دعم التحالف الدولي لتلك القوات.

الأهداف والإستراتيجية
تهدف عملية "غضب الفرات" إلى تطويق الرقة وطرد تنظيم الدولة منها، حيث تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى السيطرة على بلدات وقرى ومزارع في الريف الشمالي والشرقي والشمالي الغربي، لعزل المدينة تمهيداً للسيطرة عليها.

وتعتمد الحملة على إستراتيجية التقدم وفق مراحل ومحاصرة العدو ضمن مناطق واسعة تمهيدا لبدء عمليات التمشيط، وفق المتحدثة باسم "غضب الفرات".

وأكدت جيهان لوكالة الصحافة الفرنسية أن "قوات سوريا الديمقراطية" سيطرت على 15 قرية وعدة مناطق زراعية منذ بدء العملية، واستطاعت قطع ثلث المسافة نحو مدينة الرقة، علما بأن الهجوم بدأ بالتركيز على مناطق شمالي الرقة.

غير أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية" سيطرت على عدد من مواقع تنظيم الدولة، لكنها لم تحرز "تقدما حقيقيا".

ويوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 قالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية في بيان إنها سحبت قواتها من مدينة منبج وريفها شمال سوريا إلى شرقي نهر الفرات من أجل المشاركة في معركة الرقة.

الصعوبات
يرى محللون ومراقبون أن معركة الرقة ستكون صعبة بكل المعايير مثل الهجوم على مدينة الموصل العراقية، نظرا لأن المدينتين أكبر معقلين رئيسيين لتنظيم الدولة في العراق وسوريا.

وتحدث المتحدث العسكري باسم "قوات سوريا الديمقراطية" عن صعوبة المعركة لكون تنظيم الدولة سيعمد إلى الدفاع عن معقله الرئيسي في سوريا، لإدراكه أن سيطرة القوات على الرقة تعني نهايته في البلاد.

من جهته، أقر وزير الدفاع الأميركي كارتر آشتون بعد ساعات على إطلاق عملية "غضب الفرات" بأن القتال "لن يكون سهلا"، بينما نقل الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الأميركية تصريحات لقائد الجيوش الأميركية الجنرال جوزيف دنفورد جاء فيها "قلنا دائما أن مرحلة عزل الرقة ستحتاج أشهرا".

وبينما ترى الولايات المتحدة أن وحدات حماية الشعب أفضل قوة للقتال بتوجيه منها في سوريا، تعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية فرعا لحزب العمال الكردستاني الذي خاض تمردا استمر ثلاثة عقود في جنوب شرق تركيا، وتعتبره هي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

يذكر أن المعارك في الرقة تسببت في نزوح أكثر من خمسة آلاف شخص خلال الأيام الخمسة الأولى من بدء عملية "غضب الفرات" وفق المتحدثة باسمها، مضيفة أن قدرات "الإدارة الذاتية" (الكردية) محدودة ولا تملك مخيما خاصا لاستقبال النازحين الذين يتوجه بعضهم إلى منازل أقاربهم أو إلى مخيم "مبروكة" في محافظة الحسكة.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية