محمود العالول.. القيادي الفتحاوي رفيق خليل الوزير

Senior Fatah official Mahmoud Al-Aloul gestures as he speaks during a ceremony marking the 54th anniversary of Fatah's founding, in Ramallah, in the Israeli-occupied West Bank December 31, 2018. REUTERS/Mohamad Torokman
محمود العالول ولد بنابلس عام 1950 وأبعدته إسرائيل إلى لبنان وتونس (رويترز)

محمود العالول مناضل وسياسي فلسطيني، ولد بنابلس عام 1950 وانتمى لحركة "التحرير الوطني الفلسطيني" (فتح) في سن مبكرة، وهذا ما قاده إلى الاعتقال في السجون الإسرائيلية والإبعاد خارج فلسطين.

شارك في العديد من النشاطات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي من الأردن ولبنان، وبعد تأسيس السلطة الفلسطينية بعام عُيّن محافظا لنابلس ثم وزيرا للعمل في حكومة الوحدة الوطنية.

انتخبته اللجنة المركزية لحركة فتح عام 2017 نائبا لرئيسها بعدما استحدثت هذا المنصب لأول مرة في تاريخها.

الولادة والنشأة

ولد محمود عثمان راغب العالول في 11 ديسمبر/كانون الأول 1950 بمدينة نابلس.

متزوج وله بنت وولدان، استشهد ابنه البكر واسمه جهاد في أكتوبر/تشرين الأول 2000 خلال مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي في نابلس في اليوم الثاني لاندلاع الانتفاضة الثانية، إذ أصيب برصاصة في رأسه.

دفعت هذه الحادثة محمود العالول إلى الانسحاب من السياسة لفترة من الزمن، قبل أن يعود مرة أخرى لاستئناف نضاله ومهامه داخل فتح.

يُعتقد أن عائلة العالول في فلسطين هي من شجرة واحدة ويتوزع أهلها في عدة مناطق وبلدان، منهم من سكن منطقة المجدل في عسقلان وآخرون سكنوا مدينة نابلس وآخرون قرية برير، ومنهم من سكن في حيفا أو غزة (حي الشجاعية).

محمود العالول – عضو اللجنة المركزية لحركة فتح
محمود العالول انتخب عام 2017 نائبا لرئيس حركة فتح (الجزيرة)

التكوين الدراسي

تلقى محمود العالول تعليمه الأساسي والثانوي في مدينة نابلس، ثم التحق بجامعة بيروت العربية، حيث حصل على البكالوريوس في شعبة الجغرافيا، وكان الأول على دفعته.

المسار النضالي

انخرط في سن مبكرة في حركة فتح، واعتقل بسبب نشاطه فيها عام 1968 وقضى 3 سنوات في السجن قبل أن يتم إبعاده إلى الأردن.

كلفه ياسر عرفات بقيادة "القطاع الغربي" في عمان، وهو مؤسسة تابعة لفتح كانت تقدم الدعم والمساندة للمقاومة في فلسطين.

انتقل إلى لبنان عام 1973 وكان من مؤسسي وقادة السرية الطلابية فيها، وهي سرية مقاتلة تابعة لفتح سميت لاحقا بكتيبة الجرمق، وعمل مديرا لمكتب خليل الوزير (أبو جهاد) الرجل الثاني في حركة فتح وفي منظمة التحرير الفلسطينية.

كما كان عضوا في المجلس العسكري الأعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية في الفترة ما بين 1975 و1982.

كان له دور أساسي في عملية أسر 8 جنود إسرائيليين عام 1982 في منطقة بحمدون بلبنان، وأبرمت على إثرها حركة فتح صفقة مع إسرائيل تم بموجبها الإفراج عن الجنود مقابل تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين في معتقل "أنصار" في الجنوب اللبناني، وكان عددهم 4700 إضافة إلى 65 أسيرا في السجون الإسرائيلية.

تولى مسؤولية مكتب حركات التحرر في العالم، وكان دوره تعزيز علاقات الثورة الفلسطينية بالحركات التحررية المختلفة، كما شغل منصب أمانة سر لجنة الأرض المحتلة، وكان دورها دعم الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام 1987 من خلال توفير المساعدات المالية والعسكرية للمقاومة.

غادر لبنان عام 1983 ضمن كوادر ومقاتلي فتح الذين تم ترحيلهم إلى تونس، ومنها واصل العمل مع خليل الوزير حتى اغتيال هذا الأخير على يد إسرائيل عام 1988.

محمود العالول عضو اللجنة المركزية لفتح اكد سيواصلون النضال لنيل مطالب الشعب الفلسطيني وحريته- الجزيرة نت4.jpg
محمود العالول من دعاة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية (الجزيرة)

المهام بعد تأسيس السلطة

بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، عاد ياسر عرفات إلى فلسطين في يوليو/تموز 1994 بصفته رئيسا للسلطة الفلسطينية إلى جانب أغلب قيادات فتح ومنظمة التحرير، إلا أن عودة العالول تأخرت لمدة عام تقريبا بسبب رفض إسرائيل دخوله لنشاطه العسكري السابق.

وسمح له بالعودة عام 1995 بعد ضغط كبير من قبل ياسر عرفات الذي عينه في السنة نفسها محافظا لنابلس، وهو المنصب الذي شغله لمدة 10 سنوات.

انتخب عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006، وعين عام 2007 وزيرا للعمل في حكومة الوحدة الوطنية التي شكلتها حماس وباقي الفصائل.

وانتخب العالول عام 2009 عضوا بأعلى هيئة في فتح وهي اللجنة المركزية، وأعيد انتخابه في اللجنة ذاتها نهاية 2016. ويتولى فيها مسؤولية التعبئة والتنظيم داخل الحركة، إذ يدير أنشطة القاعدة الشعبية ويقود العديد من الاحتجاجات في الضفة الغربية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

في 15 فبراير/شباط 2017، انتخبته اللجنة المركزية لحركة فتح نائبا لرئيس الحركة، وهو المنصب الذي تم استحداثه لأول مرة في تاريخ الحركة.

وكان على رأس قائمة فتح للانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في 22 مايو/أيار 2021 قبل أن يلغيها الرئيس محمود عباس بدعوى رفض إسرائيل السماح للفلسطينيين بالاقتراع في القدس الشرقية التي تحتلها منذ عام 1967.

Mahmoud al-Aloul, Governor of Nablus and Vice Chairman of Central Committee of Fatah, attends the visit of Palestinian prisoner Fuad Shubaki (not pictured) to the tomb of late Palestinian leader Yasser Arafat in the West Bank city of Ramallah on March 13, 2023. The oldest Palestinian prisoner in an Israeli jail was released after serving a 17-year sentence for arms smuggling, an advocacy group and his son said. (Photo by AHMAD GHARABLI / AFP)
محمود العالول انتخب عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 وعين عام 2007 وزيرا للعمل (الفرنسية)

من السلاح إلى المقاومة السلمية

بعد أن كان في الماضي من قادة النضال المسلح، أصبح العالول من دعاة المقاومة السلمية والشعبية، حيث شارك في تنظيم وقيادة المظاهرات والاحتجاجات في الضفة الغربية، كما أنه من دعاة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية.

ومع اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بـ"القدس عاصمة لإسرائيل" ونقل سفارتها إليها عام 2017، قال العالول إن واشنطن لم تعد مؤهلة للعب دور وسيط نزيه في أي عملية تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأصبحت شريكا للاحتلال في العدوان على الشعب الفلسطيني.

ووصف تطبيع عدد من الدول العربية مع الاحتلال الإسرائيلي عام 2020 بأنه طعنة في الظهر وخيانة للقضية الفلسطينية والقدس، وانهيار في الموقف الرسمي العربي، ورأى أن هدف هذه الموجة هو تصفية القضية الفلسطينية.

في يناير/كانون الثاني 2023، أقر العالول في تصريحات بتراجع شعبية حركة فتح بين الجماهير الفلسطينية بالنظر لعدم وفائها بالوعود التي قدمتها للشعب الفلسطيني، واعتبر أن خيارات السلام التي تبنتها فتح ووعدت الشعب الفلسطيني بها ولم تحققها، كانت سببا رئيسيا في تراجع شعبيتها.

ومع اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الثاني 2023 وسقوط آلاف الشهداء، كتب العالول على منصة إكس (تويتر سابقا) أن الفلسطينيين لن يستمروا في التمسك باتفاقيات السلام الموقعة مع إسرائيل طالما لا يلتزم بها أحد أطرافها.

أحد "ورثة" عباس

يعد محمود العالول أحد الأسماء القيادية في حركة فتح المطروحة لخلافة عباس، إلى جانب منافسين آخرين أمثال مروان البرغوثي المحكوم بالمؤبد، وماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة، وجبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لفتح الذي يحظى بدعم جهاز الأمن الوقائي بالضفة الغربية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لفتح.

تصنفه الصحافة الإسرائيلية ضمن "صقور" فتح وتتهمه بتحريض الفلسطينيين على تنفيذ عمليات ضد جنودها إلى جانب كونه ناشطا في النضال لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات