قمة مراكش المناخية.. معلومات أساسية

مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 22) قمة مناخية عالمية انطلقت في مراكش المغربية في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وتنتهي في 18 من الشهر نفسه، وتهدف إلى إقناع الدول بالالتزام بخفض الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

التحضيرات
قدم المغرب ترشيحه لاحتضان مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ خلال القمة التي عقدت بعاصمة جمهورية بيرو "ليما" في 2014.

وذكر عمدة مراكش محمد العربي بلقايد أن "الاستعدادات لهذه التظاهرة العالمية استغرقت أكثر من ستة أشهر".

معلومات أساسية
نشرت السلطات 12 ألف شرطي ودركي و250 شرطيا متجولا ومروحيات وسيارات أمنية، لتأمين القمة.

ويشارك في قمة مراكش رؤساء عدد من الدول، إلى جانب نحو ثلاثين ألف شخص، بينهم ثمانية آلاف ممثلين عن المجتمع المدني و1500 صحفي.

كما تحضر القمة منظماتٌ دولية وإقليمية ومؤسسات وشركات عالمية، وتنظم جلسات نقاش، وفعاليات وأنشطة مختلفة، تركز في قسمها الأكبر على إبراز أهمية مواجهة التغيرات المناخية.

وبالموازاة مع قمة المناخ، تنظم قمة النساء القياديات والتحول العالمي، بهدف ترسيخ التحول النموذجي الذي يعيشه العالم في مجال التنمية المستدامة والتخفيف من آثار التغير المناخي من خلال تقديم حلول مبتكرة.

وخلال يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، تنظم قمة خاصة بالمنتخبين المحليين والجهويين للمناخ لإسماع أصوات ومقترحات عمدات المدن والمنتخبين المحليين والجهويين من مختلف مدن ودول العالم بشأن مسألة تمويل سبل مواجهة التغيرات المناخية وإشكاليات ذلك.

بينما قال وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار إنه لن يكون هناك تراجع عما تحقق في قمة باريس للمناخ المنظمة عام 2015، التي أبرم فيها اتفاق عالمي لمواجهة التغير المناخي عن طريق خفض انبعاثات الغازات المتسببة في ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وأضاف المسؤول المغربي في مؤتمر صحفي أن اتفاق باريس يملك زخما قويا بعد أن أصبح ساري المفعول رسميا قبيل انطلاق قمة مراكش، وحصل في أكتوبر/تشرين الأول 2016 على تأييد 55 دولة مسؤولة عن نسبة 55% من انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون، وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين والهند.

ويلزم اتفاق باريس موقعِيه بالسعي إلى خفض حرارة الأرض بأكثر من درجتين مئويتين مقارنة بالمستوى المسجل قبل الثورة الصناعية، غير أن هذا الهدف الطموح يتطلب إرادة راسخة ومئات المليارات من الدولارات من أجل الانتقال من مصادر الطاقة الملوثة مثل النفط والفحم إلى موارد طاقة نظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وسعى المفاوضون إلى الاتفاق على قائمة طويلة من الإجراءات ستكون كفيلة بنجاح اتفاق باريس أو فشله، بما في ذلك كيفية متابعة انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة في كل بلد وضمان تمويل السياسات المناخية في دول الجنوب الذي وعدت به دول الشمال. يضاف إلى ذلك تحديد معايير "تعويض" الدول الفقيرة المتأثرة بتغير المناخ والمعرضة لظواهر الجفاف والفيضانات والعواصف.

ناقوس الخطر
ويستمر العلماء في دق ناقوس الخطر، حيث إن السنوات الأخيرة شهدت أعلى درجات الحرارة في العالم، في حين تستمر تركيزات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة بالارتفاع.

ومن المتوقع عام 2018 وبصفة طوعية، وضع حصيلة عامة بالالتزامات الوطنية على صعيد خفض الانبعاثات الناجمة، خصوصا عن استخدام النفط والغاز والفحم.

ومن شأن تحقيق الخطط الموضوعة تجنب السيناريو الكارثي المتمثل في ارتفاع حرارة الأرض بين أربع وخمس درجات، في غياب اعتماد سياسات مناخية. لكن، رغم ذلك يبقى العالم على مسار خطر للغاية مع زيادة متوقعة قدرها ثلاث درجات مئوية؛ مما يستلزم تعزيز التزامات الدول.

مدينة مراكش
تعد مراكش المدينة العالمية قبلة لزعماء ورؤساء وقادة دول، حيث حظيت باستضافة عدة ملتقيات ومؤتمرات عالمية، وكان اسم مراكش، يطلق على كل المغرب قديماً، منذ أن تأسست كعاصمة للمرابطين إلى عهد الاحتلال الفرنسي في القرن العشرين، ولا زالت هذه التسمية متداولة حتى الآن في كل اللغات، كالفارسية (مراكش)، والإسبانية (مارويكوس) والإنجليزية (موروكو).

واحتضنت المدينة أبرز التظاهرات خلال السنوات الأخيرة، منها المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، والاجتماع الوزاري الرابع لأصدقاء سوريا، والقمة العالمية لريادة الأعمال بتنظيم مشترك بين وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية والولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن الموعد الفني السنوي الشهير المهرجان الدولي للفيلم.

وبحكم القاعات والصالات ذات التجهيزات التكنولوجية العالية، أضحت المدينة وجهة و"حاضنة" للمؤتمرات والقمم ذات الصيت العالمي، لتكون ضمن الترجيحات الأولى عند مسؤولي البلاد.

وتتوفر "عاصمة النخيل" على معالم ومآثر تاريخية، في مقدمتها ساحة "جامع الفنا" التي تسحر زوارها، وتم تصنيفها تراثا شفويا إنسانيا على لائحة منظمو اليونسكو منذ 1997، و"حدائق ماجوريل" التي تحتوي على نباتات وأزهار نادرة قادمة من القارات الخمس، و"جامع الكتبية"، و"حدائق المنارة" التي يتوسطها خزان المنارة الكبير.

المصدر : وكالة الأناضول