طنطاوي جوهري.. مؤلف الجواهر في تفسير القرآن الكريم

الموسوعة - طنطاوي جوهري/عالم ومفكر مصري/ مفسر للقرآن الكريم / من مواليد 1862

طنطاوي بن جوهري عالم ومفكر مصري، عمل في مجالي الصحافة والتعليم. وعرف على نطاق واسع بتعدد معارفه وربطه بين القرآن الكريم والتطور العلمي، مما جعله موضع إشادة وانتقاد في وقت واحد.

المولد والنشأة
ولد طنطاوي بن جوهري عام 1862 بقرية عوض حجازي الواقعة بالمنوفية شمال العاصمة المصرية القاهرة.

الدراسة والتكوين
حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم التحق بالأزهر عام 1877 حيث درس على علمائه العلوم العقلية والنقلية. وفي عام 1889 التحق بدار العلوم. وكان يجيد اللغة الإنجليزية إلى جانب العربية.

الوظائف والمسؤوليات
اشتغل بالتدريس لفترة في مدينة دمنهور. ثم عمل مدرسا بالمدرسة الخديوية لعشر سنوات ( 1900-1910) وانتقل لتدريس التفسير بدار العلوم 1911، ثم عين مدرسا بالجامعة المصرية ليلقي محاضرات في الفلسفة الإسلامية. وتولى رئاسة تحرير جريدة (الإخوان المسلمون) عام 1933.

التجربة الفكرية والعلمية
تعتمد التجربة السياسية والدعوية لطنطاوي بن جوهري على منهج جماعة الإخوان المسلمين، فيما تأثر فكريا بجمال الدين الأفغاني وتلميذه الشيخ محمد عبده، وتميز مساره العلمي بالربط بين القرآن والنهضة العلمية.

وقد كان من المثقفين الناشطين في الحركة الوطنية ضد الاحتلال البريطاني لمصر، فقد كون في الإسكندرية جمعية من الطلاب عام 1914 تحت عنوان "الجمعية الجوهرية"، وعملت على بث الوعي القومي والثقافي بين الشباب.

ورغم مكانته العلمية الكبيرة في مصر وخارجها،  كان طنطاوي بن جوهري منضبطا داخل جماعة الإخوان المسلمين ومتقيدا بتوجيهات مرشدها حسن البنا

وقد عرف طنطاوي في مصر بكونه داعية إصلاح وكاتبا صحفيا متميزا من خلال المواضيع التي يتناولها في مجلتي الفتح والمنار وغيرهما من الصحف الإسلامية.

ولاحقا أوكل إليه حسن البنا رئاسة تحرير جريدة الإخوان المسلمين التي كان يديرها آنذاك محب الدين الخطيب.

وكان شديد الاهتمام بالتصوف الإسلامي والعناية بكتب الإمام الغزالي، خاصة إحياء علوم الدين. كذلك اعتنى طنطاوي بن جوهري بالموسيقى العربية وربطها بالفكر الإسلامي.

في الجانب العلمي أولى بن جوهري عناية كبيرة لدراسات علوم الطبيعة وحياة الحيوان والموسيقى والطب والفلك.

فسر القرآن الكريم في 26 مجلدا تحت عنوان "الجواهر في تفسير القرآن الكريم". ويرى أن القرآن الكريم هو سر العلوم، وأن الإنسان لا يستطيع أن يفهم القرآن حق الفهم ما لم يعرف العلوم الحديثة. وربط بين رسالة القرآن العلمية والإعجاز.

ويرى طنطاوي بن جوهري أن الدين صديق العقل، وأن في الطبيعة من الإعجاز العلمي ما يخدم قضية الإيمان، ودعا إلى ربط العلم الطبيعي بالدين، لتنتشر النهضة ببلاد المسلمين.

يقول إنه استمد من القرآن الكريم "نظرية السلام العالمي". وقد رشحه بعض المثقفين لجائزة نوبل للسلام، ولكنه لم يتوج بها.

وصفه المستشرق الفرنسي البارون كرا دي فو بأنه أحد المصلحين الذين ربطوا بين جوهر الإسلام والنهضة الحديثة.

ويقول عنه محمد حسن الأعظمي عميد كلية اللغة العربية بباكستان في تلك الفترة "لم تشتهر في الشرق شخصية من المصريين كما اشتهر شيخنا العلامة طنطاوي جوهري… الشرقيون يعتقدون أنه المصري الوحيد الذي عرف الثقافة الدينية الحديثة أتم المعرفة".

في المقابل انتقد سيد قطب منهج طنطاوي بن جوهري في تفسير القرآن الكريم، ورأى أنه ارتكب أخطاء منهجية بسبب ربطه الحقائق القرآنية القاطعة المطلقة بحقائق غير نهائية.

كما انتقده المفكر الإسلامي محمد عزة دروزة بقوله "هذا في اعتقادنا تحميل لكلمات القرآن وآياته غير ما تتحمل، وإخراج له من نطاق قدسيته وغايته، وتعريض له للجدل والنقاش".

المؤلفات
ومن مؤلفاته: أين الإنسان، أحلام السياسة وكيف يتحقق السلام العام، جواهر العلوم، نهضة الأمم وحياتها، علاقة الإنسان بالحضارة، حياة العالم، التاج المرصع بجواهر القرآن والعلوم، الجواهر في تفسير القرآن الكريم.

الوفاة
وفي 12 يناير/كانون الثاني 1940 توفي طنطاوي بن جوهري بالقاهرة. وقد كتب المستشرق الفرنسي ج. جومييه سيرته في كتاب بعنوان "الشيخ طنطاوي جوهري وتفسيره".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية