"بركان أتش2".. صاروخ بالستي استهدف السعودية

A still image taken from a video distributed by Yemen's pro-Houthi Al Masirah television station on November 5, 2017, shows what it says was the launch by Houthi forces of a ballistic missile aimed at Riyadh's King Khaled Airport on Saturday, Houthi Military Media Unit via REUTERS TV
الإعلام التابع للحوثيين بث اللحظات الأولى لإطلاق صاروخ "بركان أتش2" (رويترز)

صاروخ بالستي بعيد المدى من نوع "بركان أتش2" تقول جماعة الحوثي إنها طورته محليا، بينما تؤكد السعودية وقوات التحالف أنه من صنع إيران. وقد أقرت الجماعة بإطلاق هذا النوع من الصواريخ على مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة الرياض يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

ويبلغ مداه 1500 كيلومتر، ويعتبر "بركان أتش2" من الصواريخ البالستية التي تمتاز بالقدرة على الوصول لأهداف بعيدة المدى بأي وقت، وبتكاليف أقل، كما أن لها القدرة على حمل أنواع مختلفة من الرؤوس الحربية، وشديدة الانفجار، أي أنه السلاح الذي لا يعرف الحدود بين الدول.

وتؤكد جماعة الحوثي أنها تمتلك هذا النوع من الصواريخ البالستية. وقد بث إعلامها الحربي يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 اللحظات الأولى لعملية إطلاق ذلك الصاروخ على مطار الملك خالد الدولي بالرياض، مؤكدة على لسان مسؤوليها أن "بركان أتش2" أصاب هدفه بدقة عالية.

في حين تقول قيادة التحالف العربي إن الصاروخ أطلق بصورة عشوائية وجرى اعتراضه، وأشارت إلى أنه سقط في منطقة غير مأهولة شرق المطار الدولي.

وكما ورد في وسائل إعلام تابعة للحوثيين، فقد دشن "بركان أتش2" البالستي خلال استهدافه يوم 22 يوليو/تموز 2017 مصافي تكرير النفط بمحافظة ينبع غرب السعودية، وقال الحوثيون حينها إن الصاروخ أصاب هدفه بدقة عالية وألحق أضرارا بالغة بالمنشآت النفطية في ينبع.

وفي مايو/أيار 2017، أطلق الحوثيون صاروخا من نفس النوع باتجاه الرياض قبل يوم واحد من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لكنه أسقط على مسافة مئتي كيلومتر من العاصمة. كما أطلقوا صاروخا آخر من نفس النوع في فبراير/شباط على قاعدة عسكرية سعودية غرب الرياض.

وأعلن الحوثيون في 19 ديسمبر/كانون الأول 2017 إطلاق صاروخ من طراز "بركان أتش 2" على قصر اليمامة في الرياض، وتحدثوا عن استهداف اجتماع للقيادة السعودية وإصابة الهدف "بدقة".

لكن المتحدث باسم قوات التحالف العربي تركي المالكي أكد أن الصاروخ كان يستهدف مناطق آهلة بالسكان، وأن الدفاعات الجوية السعودية دمرته في الجو جنوب المدينة، كما وصف مركز التواصل الدولي بوزارة الإعلام السعودية الصاروخ بأنه "إيراني حوثي".

"محلي الصنع"
وتؤكد جماعة الحوثي أن "بركان أتش2" صنع محليا، وهو ما أشار إليه العميد عزيز راشد نائب المتحدث باسم قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح المتحالف مع الحوثيين، حيث وصف إطلاق "بركان أتش2" على مطار الملك خالد بـ "الإنجاز الإستراتيجي الذي يعبر عن القدرات العلمية والقوة الصاروخية ووحدة التصنيع العسكري".

وصرح راشد قائلا "نسعى إلى الاكتفاء الذاتي من الصواريخ الإستراتيجية، وبحوث مركز الدراسات العسكرية اليمنية يتم تحويلها إلى خطوط إنتاج محلي، ونسعى قدر المستطاع للحصول على الاقتدار الصاروخي الرادع الذي يمكننا من الدفاع عن سيادة بلدنا وعزة وكرامة الشعب اليمني".

كما قال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي في سبتمبر/أيلول 2017 إن اليمن يمتلك صواريخ بالستية محلية الصنع ليست قادمة من إيران، خلافا لما تقول السعودية.

الرئيس المخلوع أشار من جهته -في حوار تلفزيوني بقناة "اليمن" يوم الرابع من يونيو/حزيران 2017- إلى أن لديه مخزونا إستراتيجيا من الصواريخ لن يطاله القصف.

وبدوره، الباحث اليمني أحمد المؤيد قال لبرنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 إن "الصواريخ التي يمتلكها اليمنيون مطورة وبعضها مصنوع محليا في اليمن". ونفى المحلل السياسي وصول أسلحة أو خبراء من إيران إلى اليمن.

"إيراني الصنع"
غير أن محللين ومراقبين يشككون في القدرة الصاروخية للحوثيين، سيما أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية أكد أكثر من مرة أنه دمر مخزون الصواريخ البالستية للحوثيين والقوات الموالية للمخلوع.

واتهمت الرياض مرارا طهران بتزويد الحوثيين بالأسلحة، وهو ما أكده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في أول رد فعل له على إطلاق "بركان أتش2" على مطار الملك خالد الدولي، حيث قال "إن تزويد إيران للمليشيات الحوثية بالصواريخ يعتبر عدوانا عسكريا مباشرا" وكان ذلك في اتصال هاتفي له مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.

أما وزير الخارجية السعودي عادل الجبير فشدد على أن حزب الله اللبناني هو من أطلق "بركان أتش2" باتجاه الرياض، معتبرا في حديث لشبكة "سي أن أن" الأميركية أن الصاروخ "إيراني الصنع" وأنه أطلق من منطقة في اليمن يسيطر عليها الحوثيون.

وفي نفس السياق، ذهب التحالف العربي إلى القول إن إيران ضالعة في تزويد الحوثيين بالصواريخ البالستية التي استهدفت السعودية، وجاء بيان أصدره ونشرته وكالة الأنباء الرسمية السعودية أنه "ثبت ضلوع النظام الإيراني في إنتاج هذه الصواريخ وتهريبها إلى المليشيات الحوثية في اليمن، بهدف الاعتداء على المملكة وشعبها ومصالحها الحيوية".

ولا يقتصر التشكيك في قدرات الحوثيين على صنع الصواريخ البالستية على الرياض والتحالف، فقد أكد الناشط الحقوقي اليمني إبراهيم القعطبي -لحلقة "ما وراء الخبر" بالجزيرة التي بثت يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2017- أن الحوثيين لا يستطيعون تصنيع صاروخ يصل الرياض، ورأى أنه ربما يكون أحد الصواريخ التي كان يمتلكها الجيش اليمني الذي سلم كل أسلحته لمليشيا الحوثي.

وتنفي إيران الاتهامات السعودية لها بتزويد الحوثيين بالأسلحة، وقال وزير خارجيتها محمد جواد ظريف -في تصريحات له في نوفمبر/تشرين الثاني 2017- إن الرياض تحمّل طهران المسؤولية عن عواقب حروبها العدوانية، على حد تعبيره.

 

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية