"غد سوريا".. علويون ضد الأسد

شعار تيار غد سوريا - الموسوعة

أول تنظيم سياسي يجمع العلويين السوريين المعارضين لنظام بشار الأسد وحكمه، بهدف الانعتاق من استبداده، ورفض ربط مصلحة الطائفة العلوية ببقاء الأسد في السلطة.

النشأة والتأسيس
تأسس تيار "غد سوريا" في 20-21 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 في العاصمة التركية إسطنبول، بحضور أبرز قيادات المعارضة السورية ورموز من مختلف مكونات الشعب السوري. ووضع التيار لنفسه في البيان الختامي لمؤتمره التأسيسي هدفا رئيسيا يتمثل في "استعادة أهداف الثورة في بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية، والوقوف ضد كل مشاريع التقسيم، والتأكيد على وحدتها أرضا وشعبا، وعلى الهوية السورية، كفيصل في الانتماء الوطني".

كما تعهد التجمع السوري المعارض الجديد بأن يكون رافدا جديدا للمعارضة السورية، وأن يكون مفتوحا على كل المكونات، ورغم أن دعاة تأسيسه ينتمون بالأساس للطائفة العلوية، فإنهم لا يدَّعون تمثيلها.

التوجه الأيديولوجي
ينتمي تيار غد سوريا للطائفة العلوية، ويؤكد أنها "مكون أصيل من النسيج السوري، يمتلك -كباقي مكونات الشعب السوري- الرغبة في الانعتاق من الاستبداد، والأمل في العيش بكرامة وحرية". وأكد مؤسس التيار ورئيسه فؤاد حميرة أن المشكلين للتيار يسعون لتفكيك البنية الحاضنة للنظام الحاكم.

المسار
بعد تواصل مسلسل تأزم الوضع في سوريا وتمسك نظام بشار الأسد بالسلطة واعتماده على الطائفة العلوية، اختار فريق من أبناء الطائفة يعارض منهج حكم النظام المذكور، الجهر بموقفهم وتأسيس تيار أرادوه "صوتا من قلب الطائفة لا يدعي تمثيلها، وإنما يتوجه إليها متفهما هواجسها ومصالحها".

ويحاول "ترميم التشويه التاريخي الذي لحق بالبنية الاجتماعية والفكرية والسياسية لأبناء الطائفة، محاولا بذلك إعادة صياغة علاقتها بمن حولها من السوريين". وذلك خوفا من مزيد دفع البلاد في الحرب الطائفية، والحيلولة دون تحويل سوريا إلى ساحة صراع مذهبي أو عرقي أو طائفي، بحسب رؤية التيار.

وحمّل البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي لتيار "غد سوريا"، بشار الأسد -الذي ينتمي ومعظم أركان حكمه إلى الطائفة العلوية- وحكمه المسؤولية الكبيرة عن "فوضى السلاح والجيوش، وتدخل الغرباء في كل مفصل من مفاصل البلاد".

وأوضح أن "الأسد هو من استدعى العنف بإصراره على الحلول الأمنية والعسكرية، وهو المسؤول ابتداء عن تصاعد الأعمال الطائفية التي جاءت نتيجة لجرائمه الطائفية المتعمدة أصلا للوصول إلى ما نحن فيه".

وزاد أن سلطة الأسد وحلفائه عملت على مرّ خمسين عاما وأكثر "على تعزيز العبث والتلاعب بالانتماءات الطائفية والقبلية والعائلية في المجتمع السوري، مستغلا ذلك لتحقيق مصلحته ومشروعيته في البقاء، على حساب تراجع الانتماء والوعي الوطني، مما ولد الإحساس بالاضطهاد، وكان للطائفة العلوية النصيب الأكبر في عملية التخريب تلك، إذ عمد إلى ربط مصلحة الطائفة ببقاء الأسد في السلطة".

واعتبر التيار في بيانه أن "كل تواجد أجنبي على الأرض السورية بمثابة احتلال واضح وصريح، سواء أكان هذا التواجد عبر القوة العسكرية، أو عبر تقديم الدعم لقوى غريبة عن البلاد وأهلها وأهداف ثورتها وما يطمح له السوريون في وطنهم".

وشدد على أنه "لا يمكن اعتبار كل من حمل السلاح في وجه بطش الأسد وجرائمه ثائرا، كما أنه لا يقبل بحال أن تتحول سوريا إلى مناطق نفوذ لفوضى السلاح، أو أمراء الحرب، ومن هنا بات من الضروري استعادة البوصلة التي انطلقت الثورة على أساسها، ووضع توصيفات للعمل الثوري لفصله وتمييزه عن الأعمال الجنائية".

ورحب خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، بتشكل تيار غد سوريا، معتبرا أنه مساهمة في بناء الهوية الوطنية التي افتقدها الشعب السوري بسبب نظام الأسد. وقال إنه لا يمكن الخروج من ثنائي النظام والإرهاب، إلا بالحرص على المجتمع المتنوع وبالتشارك الحقيقي لبناء الوطن والوحدة الوطنية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية