حزب البعث العراقي

شعار حزب البعث العراقي

حزب قومي عربي يتبنى الفكر الاشتراكي، ظل يحكم العراق حتى الغزو الأميركي في 2003، وتم إعدام زعيمه الرئيس العراقي صدام حسين في 2006. وقد عَيَّن الحزب -رغم حله- عزت الدوري على رأس أمانته العامة.

النشأة والتأسيس
أعلن عن تأسيس حزب البعث أول الأمر في سوريا في أبريل/نيسان 1947 على يد ميشيل عفلق -الذي عُيِّن رئيسا له في ذلك الوقت- وصلاح البيطار وجلال السيد ووهيب الغانم.

التوجه الأيديولوجي
يتبنى الحزب التوجه القومي العربي والفكر الاشتراكي، وقد أعلن في مؤتمره الأول عام 1947 عن ثلاثة أهداف، وهي النضال ضد الاستعمار من أجل تحرير الوطن، و العمل على توحيد العرب في دولة واحدة ذات سيادة، وبعث الواقع العربي عن طريق الانقلاب على ما يسوده من فساد. ورفع شعاره المشهور "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة".

المسار
في 14 يوليو/تموز 1958 وقع انقلاب على الملكية بقيادة عبد السلام عارف، فقتل الملك فيصل الثاني وولي عهده عبد الإله ونوري السعيد رئيس الوزراء وغيرهم، وانتهى عهد الملكية ودخل العراق دوامة الانقلابات العسكرية التي استمرت عقدا من الزمن (1958-1968).

كان الحزب الشيوعي العراقي صاحب الكلمة العليا في الانقلاب وأصبح عبد الكريم قاسم زعيما للعراق، ولم تفلح مساعي ميشيل عفلق في يوليو/تموز 1958 في إقناع أركان النظام الجديد بالانضمام إلى الجمهورية العربية المتحدة (سوريا ومصر) بسبب رفض الحزب الشيوعي العراقي ذلك الأمر.

نجح ضباط بعثيون في انقلاب دموي ضد الرئيس عبد الكريم قاسم في 8 فبراير/شباط 1963، وتحالفوا مع ضباط ناصريين وشكلوا حكومة ائتلاف تحت رئاسة عبد السلام عارف.

وعرفت تلك الحكومة صراعا بين جناحين من حزب البعث، معتدل ومتشدد، فقام عبد السلام عارف رجل الانقلاب القوي بإبعاد البعثيين المتشددين وعيَّن في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1963 أحمد حسن البكر أحد الضباط البعثيين المعتدلين نائبا لرئيس الجمهورية.

أسقط البعثيون نظام عارف في سبتمبر/أيلول 1966، كما قام حزب البعث العراقي بإقصاء كل من تعاون معه من غير العناصر البعثية في الانقلاب على عارف في 30 يوليو/تموز 1968، وتمَّ تعيين أحمد حسن البكر رئيسا لمجلس قيادة الثورة ورئيسا للجمهورية وقائدا عاما للجيش، وأصبح صدام حسين نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة ومسؤولا عن الأمن الداخلي.

وفي يونيو/حزيران 1979 أصبح صدام حسين رئيسا للجمهورية العراقية بعد إعفاء البكر من جميع مناصبه، وحرص صدام حسين على أن يكون الجناح البعثي العراقي الرائد على مستوى العالم العربي، لكن البعثيين في سوريا لم يعترفوا له بذلك.

أسس الحزب في العراق 22 فرعا، وحدد عضوية الحزب في خمس مستويات: عضو تحت التمرين، ونصير درجة ثانية، ونصير درجة أولى، ومؤيد، وصديق. ويعاقب العضو بالإعدام إذا جمع مع انتسابه للبعث انتسابا آخر، أو ثبتت عليه تهمة الخيانة للحزب.

تحكم الحزب في كل مفاصل السلطة بالعراق إلى غاية الغزو الأميركي الذي بدأ في 20 مارس/آذار 2003.

وفي مايو/أيار 2003 أعلن المدير الإداري لما كان يعرف باسم السلطة الائتلافية المؤقتة في العراق، الأميركي بول بريمر، حلَّ حزب البعث العراقي وإلغاء جميع هياكله وإقصاء قياداته من السلطة بما يضمن عدم عودتهم إليها، وتشكلت الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث، والتحقيق مع كل من سيتولى الوظائف العامة للتأكد من أي صلات محتملة مع الحزب.

بعد إعدام صدام حسين شنقا في 31 ديسمبر/كانون الأول 2006، سُمِّي عزت الدوري النائب السابق للرئيس العراقي الراحل صدام حسين أمينا عاما لحزب البعث، وبقي حزب البعث يصدر بيانات بين الحين والآخر بشأن القضايا الداخلية والخارجية.

في يوليو/تموز 2010 أعلن عزت الدوري في تسجيل صوتي منسوب له أن حزب البعث هو الحاضن للمقاومة العراقية بجميع أطيافها، وفي 2012 تعهد الدوري باستمرار المقاومة المسلحة "حتى التحرير الكامل وعودة العراق إلى دوره العربي والإسلامي".

وفي أبريل/نيسان 2012 الذي صادف ذكرى تأسيس حزب البعث، ظهر الدوري في تسجيل مرئي أكد فيه أن حرب حزب البعث أصبحت ضد إيران ونفوذها في العراق. كما أكد في تسجيل مرئي آخر في يناير/كانون الثاني 2013، أن حزب البعث يؤيد الاحتجاجات العراقية في الأنبار والمدن الأخرى.

وعلى عكس تصريح للدوري فهم منه دعمه لتنظيم الدولة الإسلامية -عندما تحدث عما سماه "فرسان الدولة الإسلامية والقاعدة"- أصدرت قيادة حزب البعث في يوليو/تموز 2014 بيانا اعتبرت فيه التنظيم المذكور "منظمة إرهابية صنيعة قوى الشر، وتحمل مشروع إجهاض الثورة الشعبية العارمة التي يشهدها العراق".

وأعلنت أنها "ستقف بوجهها بقوة ولن تسمح لعناصرها التخريبية الغوغائية أن تحبط أمل الخلاص الأخير من إيران وأميركا والخونة التابعين لها".

المصدر : الجزيرة