حزب البعث العربي.. من القومية إلى العسكرة

حزب البعث العربي الاشتراكي / سوريا - الموسوعة
شعار حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب سياسي تأسس في دمشق عام 1946، وتمزج أيديولوجيته بين القومية العربية والاشتراكية العربية، وقد انتشرت الفروع الإقليمية للحزب في مختلف البلدان العربية، بما في ذلك لبنان والأردن وليبيا والسعودية وغيرها، إلا أنه لم يتول السلطة سوى في سوريا والعراق، وقد مر الحزب بتغيرات فكرية عديدة، يمكن تصنيفها في ثلاث مراحل: البعث الكلاسيكي والبعث الانتقالي والبعث الجديد. 

تأسيس الحزب

تأسس حزب البعث العربي الاشتراكي في دمشق يوم 7 أبريل/نيسان 1947 على يد المفكر والأديب السوري ميشيل عفلق، والسياسي صلاح الدين البيطار، وأتباع العالم زكي الأرسوزي، الذي كان يتبع المذهب العلوي ثم أصبح ملحدا.

وظهر الحزب أول مرة تحت اسم حركة البعث العربي، وبعد اندماج الحزب العربي الاشتراكي في حركة البعث العربي، تحول اسمه إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1952.

وفي أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن العشرين، أنشأت فروع إقليمية في جميع أنحاء العالم العربي إلى جانب الفرع الإقليمي السوري لحزب البعث، وانتشرت الفروع الإقليمية للحزب في العديد من البلدان العربية مثل اليمن والأردن ولبنان وليبيا، في حين تولى الحزب السيطرة المطلقة في سوريا منذ عام 1963، وفي العراق منذ عام 1968 حتى 2003.

التنظيم

أنشئ الهيكل التنظيمي لحزب البعث في المؤتمر الوطني الثاني عام 1954، وقد اعتمد هيكلية هرمية تتخذ فيها القرارات في مستوى القيادة الأعلى.

والقيادة الوطنية هي الجهاز الحاكم للحزب ويرأسها الأمين العام. أما المجلس الاستشاري الوطني فهو عبارة عن منتدى يتكون من ممثلين عن الفروع الإقليمية للحزب، ويتحدد عدد أعضاء المجلس الاستشاري الوطني حسب حجم الفرع الإقليمي.

العضوية

هناك ثلاثة أنواع من فئات العضوية في حزب البعث: عضو عامل، عضو متدرب، ومؤيد.

العضو العامل مطالب بحضور جميع الاجتماعات الرسمية لوحدة حزبه، وله الحق في التصويت في الانتخابات الداخلية للحزب، ويمكنه الترشح للمناصب فيه.

في الفرع الإقليمي السوري، كان على العضو قضاء 18 شهرا عضوا مؤيدا حتى يترقى إلى حالة المتدرب، ثم الانتظار 18 شهرا أخرى حتى يترقى إلى حالة العضو العامل.

حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا

اتخذت السياسة السورية منعطفا دراماتيكيا في عام 1954 عندما أطيح بالحكومة العسكرية لأديب الشيشكلي وتمت استعادة النظام الديمقراطي.

أصبح الحزب منظمة كبيرة ذات شعبية وفاز بـ 15 مقعدًا برلمانيًا من أصل 142 في الانتخابات السورية عام 1954، وأصبح ثاني أكبر حزب في البرلمان.

وإلى جانب الحزب الشيوعي السوري، كان حزب البعث هو الحزب الوحيد القادر على تنظيم احتجاجات جماهيرية بين العمال، وقد كان مدعوما من قبل المثقفين بسبب موقفهم المؤيد لمصر والمناهض للإمبريالية، إلى جانب دعوتهم للإصلاح الاجتماعي.

وبحلول نهاية عام 1957، صاغ حزب البعث مشروع قانون يدعو إلى الوحدة مع مصر، وهي خطوة لاقت أصداء إيجابية بين الجماهير وساهمت في زيادة شعبيته.

وبعد أن أدى الانقلاب العسكري في دمشق عام 1961 إلى نهاية الجمهورية العربية المتحدة. وقع 16 سياسيا بارزا على بيان يدعم الانقلاب، ومن بينهم الحوراني وصلاح الدين البيطار (الذي تراجع عن توقيعه لاحقا) وأعيد تأسيس حزب البعث في مؤتمر عام 1962، وعندما أعيد تأسيس الفرع الإقليمي السوري، كان غالبية أعضائه في المحافظات من أصول طائفية (درزية أو علوية أو إسماعيلية).

بعد نجاح ثورة رمضان التي قادها الفرع الإقليمي العراقي لحزب البعث، اجتمعت اللجنة العسكرية للحزب على عجل لتدبير انقلاب ضد رئاسة "ناظم القدسي"، الذي تولى رئاسة سوريا ما بين عامي (1961-1963)، وبعد نجاح هذا الانقلاب عام 1963 (والذي عرف باسم ثورة الثامن من آذار) استولى حزب البعث على السلطة في سوريا.

وأُنشأ المجلس الوطني لقيادة الثورة، الذي يتكون بالكامل من البعثيين والناصريين، ويسيطر عليه العسكريون. ومنذ ذلك الحين أصبح البعث هو الحزب السياسي السوري الوحيد المعترف به رسميًا.

بدأت شعبية الحزب بالتراجع لا سيما بعد أن تمزق الجناح المدني داخله وبات العساكر هم المسيطرين عليه بشكل كامل.

عدا عن ذلك عانى الحزب من حالة من الاقتتال الداخلي ما بين الفصيل الاشتراكي الراديكالي (العسكري) بقيادة صلاح جديد وحافظ الأسد وما بين الفصيل المعتدل (المدني) بقيادة عفلق والبيطار، وانتهى هذا الاقتتال بانقلاب عام 1966 بقيادة صلاح جديد، الرئيس غير الرسمي للجنة العسكرية، والذي نجمت عنه الإطاحة بحكومة عفلق وبيطار، ودفع الحزب في اتجاه أكثر راديكالية وتصفية أنصار الفصيل المعتدل من الحزب.

لم تستقر الأمور داخل الحزب بعد انقلاب صلاح جديد، فقد أدى هذا الانقلاب إلى إنشاء قيادتين وطنيتين متنافستين، إحداهما يهيمن عليها السوريون والأخرى يهيمن عليها العراقيون. ومع ذلك، أصبحت القيادة الإقليمية هي المركز الحقيقي لسلطة الحزب، في كل من العراق وسوريا، وأصبحت عضوية القيادة الوطنية منصبا فخريا إلى حد كبير، وغالبا ما تكون وجهة الشخصيات التي تستبعد من القيادة.

حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق

أسس السياسي العراقي "فؤاد الركابي" الفرع الإقليمي للحزب في العراق عام 1951، وهناك من يُرجع تأسيس الفرع إلى عبد الرحمن الدمين وعبد الخالق الخضيري منذ عام 1947 بعد حضورهما مؤتمر الجبهة الوطنية الأولى الذي انعقد في سوريا.

حصل الفرع الإقليمي لحزب البعث في العراق على اعتراف رسمي عام 1952 من قبل القيادة الوطنية، واختير الركابي أول أمين إقليمي للفرع في العام ذاته.

كان الحزب في البداية يتألف من أغلبية من المسلمين الشيعة، إذ جند الركابي مؤيدين بشكل رئيسي من أصدقائه وعائلته، لكنه سرعان ما هيمن المسلمون السنة على الفرع الذي واجه صعوبات لاحقا في تجنيد مزيد من الشيعة في صفوفه، لا سيما وأنهم كانوا ينظرون للأيدلوجية القومية العربية على أنها مشروع سني.

وعند قيام ثورة 14 تموز/يوليو عام 1958، التي أطاحت بالملكية الهاشمية، قدم الفرع الإقليمي العراقي الدعم لحكم عبد الكريم قاسم لكونه قدم وعودا بأنه سيسعى إلى انضمام العراق إلى الجمهورية العربية المتحدة، وقد كان 12 عضواً في حكومة قاسم (من أصل 16) ينتمون للفرع الإقليمي لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق.

بعد توليه السلطة، غير قاسم موقفه من الجمهورية العربية المتحدة، وعاد إلى "سياسة العراق أولاً"، وأثار هذا التحول استياء الفرع الإقليمي وغيره من الجماعات القومية العربية.

ونتيجة لتغير سياساته، حاولت مجموعة من الفرع الإقليمي -تضمنت صدام حسين– اغتيال قاسم في فبراير/شباط 1959، إلا أنها فشلت. مع ذلك تمكن الفرع الإقليمي للحزب من الاستيلاء على السلطة في العراق من خلال ثورة رمضان/انقلاب فبراير، بقيادة عضو الفرع الإقليمي أحمد حسن البكر.

بعد نجاح الانقلاب والإطاحة بحكومة قاسم عين الحكام الجدد عبد السلام عارف، ذا التوجه الناصري، رئيسا للجمهورية، بينما عُين البكر رئيسا للوزراء. إلا أن السلطة الحقيقية كانت آنذاك في أيدي "علي صالح السعدي، الأمين الإقليمي للفرع.

بعد الاستيلاء على السلطة، بدأ الفرع الإقليمي من خلال جناحه المسلح المعروف باسم الحرس الوطني، باستخدام العنف والاستبداد للتخلص من المنافسين، لا سيما الشيوعيين واليساريين، وأدى الاستخدام المفرط للقمع والمقترن بالانقسام داخل الفرع الإقليمي إلى الانقلاب العراقي في نوفمبر/تشرين الثاني 1963 على يد الرئيس عارف وأنصاره الناصريين.

حزب البعث العربي الاشتراكي في الدول العربية الأخرى

لم يتسلم الحزب السلطة سوى في العراق وسوريا، ومع ذلك انتشرت أفكاره في كافة أنحاء الوطن العربي، ففي الأردن انتشر الفكر البعثي لأول مرة في الضفة الشرقية في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، وعلى الأخص في الجامعات، ولم يتشكل الفرع الإقليمي حتى عام 1951، حيث انتُخب السياسي الأردني عبد الله الريماوي أمينا له، وتحت قيادته أطلق الفرع حملة تجنيد ناجحة في الأحياء والمدن الأردنية والفلسطينية، وفي 28 أغسطس/آب 1956، صُدّق على الفرع بشكل رسمي.

وتشكل الفرع الإقليمي اللبناني في 1949-1950، في عهد الجمهورية العربية المتحدة، وانقسم الفرع الإقليمي اللبناني إلى فصيلين، أحدهما يدعم جمال عبد الناصر والآخر يعارضه.

وتأسس الفرع الإقليمي للحزب في ليبيا في الخمسينيات على يد عمرو طاهر دغيس، إذ كان البعث قوة سياسية رئيسية في البلاد بعد إنشاء الجمهورية العربية المتحدة. وانجذب العديد من المثقفين إلى الأيديولوجية البعثية خلال السنوات الأخيرة للمملكة الليبية. ومع ذلك، وبمساعدة الدعاية الناصرية، غيّر العديد من البعثيين انتماءاتهم وأصبحوا ناصريين.

كان نمو هذه الأيديولوجيات القومية العربية يثير قلق الحكومة، مما أدى إلى سجن العديد من ضباط الجيش الناصريين والبعثيين في أوائل الستينيات من القرن العشرين. واتهم البعثيون بالعمل على قلب "النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي" للمملكة.

كذلك أنشأت فروع إقليمية في الكويت والمملكة العربية السعودية، بعد الإعلان عن تأسيس حزب البعث بوقت قصير. ولم يمض وقت طويل حتى أنشأ فروعا له في اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي.

وفي تونس أنشأ الحزب فرعا إقليميا في الخمسينيات من القرن العشرين، لكنه ظل يعمل متخفيا طوال معظم فترة وجوده.

وفي أواخر عام 1963، أنشأ حزب البعث خلايا في السودان، وكانت هناك شائعات عن إنشاء خلية بعثية في مصر، كما أنشئ فرع إقليمي لحزب البعث في الجزائر عام 1988 بعد انتهاء العمل بنظام الحزب الواحد.

أيديولوجية حزب البعث

مرت أيديولوجيات حزب البعث بثلاث مراحل وهي:

البعث الكلاسيكي المستند إلى أفكار ميشيل عفلق.

البعث الانتقالي الذي رجح كفة الاشتراكية في الحزب وتراجعت لديه مكانة الوحدة العربية.

البعث الجديد الذي كان التحول نحو العسكرة من أبرز تجلياته.

  • البعث الكلاسيكي: 1947–1960 

لأكثر من عقدين من الزمن، كان الكتاب الأيديولوجي الأساسي لحزب البعث هو "في سبيل البعث"، الذي نشره ميشيل عفلق عام 1940.

ومنذ بدايته، كان الحزب مظهرا من مظاهر الفكر القومي العربي، إذ وصف نفسه بأنه "حزب الوحدة العربية"، وقد نصت المادة الأولى من دستوره على أن "العرب أمة واحدة، وهذه الأمة لها الحق الطبيعي في العيش في دولة واحدة. وبالتالي يشكل الوطن العربي وحدة سياسية واقتصادية لا تتجزأ".

وللتعبير عن إيمانه الصادق بالقومية العربية، صاغ عفلق مصطلح "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، والذي بات أحد الشعارات الرئيسية التي يرددها المنتسبون للحزب.

ومن الشعارات الرئيسية التي تعكس كذلك مبادئ الحزب وأيديولوجياته، شعار "وحدة، حرية، اشتراكية"، والمقصود بالوحدة، "إنشاء أمة عربية مستقلة وقوية". أما الحرية فلم تكن تعني الديمقراطية الليبرالية، بل التحرر من الاضطهاد الاستعماري.

وكان عفلق يعتقد أن حزب البعث، على الأقل من الناحية النظرية، سيحكم ويرشد الناس، في فترة انتقالية من الزمن دون الرجوع إلى الشعب، ومع ذلك فقد دعم عفلق الديمقراطية داخل الحزب.

أما "الاشتراكية"، فلا تشير إلى معنى المصطلح المتعارف عليه في الغرب، بل تشير تحديدا إلى الاشتراكية العربية، وهي أيديولوجية سياسية تقوم على مزيج من القومية العربية والاشتراكية.

ولم يتخذ الفكر البعثي في مراحله المبكرة موقفا مناصرا للعمال والفلاحين، إذ لم تشكل مشاكلهم هاجسا لعفلق، الذي كان حضرياً ولم يبد أي عداوة تجاه ملاك الأراضي.

كما لم تكتسب قضايا العمال والفلاحين أهمية ضمن منظومة البعث إلا بعد أن أصبح أكرم الحوراني شخصية قيادية فيه، وعندما استولى "البعثيون الانتقاليون" على السلطة.

  • البعث الانتقالي: 1960–1964 

بعد انهيار الجمهورية العربية المتحدة، وضعت مبادئ حزب البعث تحت الاختبار، ففي حين يتبنى الحزب من الناحية النظرية مبدأ الوحدة العربية، ويعتبرها واحدة من غاياته الأساسية إلا أنه لم يعارض حل الجمهورية العربية المتحدة ولم يسع إلى اتحاد آخر مع مصر.

ونتيجة لذلك ظهرت انقسامات داخله، فكان هناك القوميون المؤيدون للوحدة العربية والذين تحولوا إلى ناصريين، كما كان هناك قوميون أكثر اعتدالا شكلوا حزب الوحدويين الاشتراكيين، في حين بقيت المجموعة الثالثة ضمن حزب البعث العربي الاشتراكي، لكنها لم تعد تؤمن بجدوى القومية العربية نتيجة الإحباطات من فترة الوحدة.

وبناء على ذلك، أصدرت القيادة الوطنية للحزب سياسة جديدة فيما يتعلق بالمشروع القومي يوم 21 فبراير/شباط 1962، وعرضت في بيان لها نجاحات وإخفاقات الجمهورية العربية المتحدة، وأصدرت دعوة إلى إعادة تأسيس الجمهورية العربية المتحدة كونها اتحادا فيدراليا لامركزيا مع مصر، وعارض العديد من الأعضاء هذا التغيير في السياسة، حيث شعروا بخيبة أمل من القومية العربية واستمرار حكم حزب عفلق.

وفي ظل هذه التغييرات، ظهرت تفسيرات مختلفة لمبادئ الحزب، لا سيما مبدأ الاشتراكية، إذ دعا جمال الأتاسي إلى التخلي عن الاشتراكية العربية في عام 1963 واعتماد "مفهوم ماركسي تقريبا للاشتراكية"، ثم أصبح "حمود الشوفي" زعيما للفصيل الماركسي في الحزب خلال فترة عمله القصيرة رئيسا للفرع الإقليمي السوري، وتمكن من تجنيد العديد من الأعضاء الماركسيين أو ذوي الميول الماركسية في قمة التسلسل الهرمي للحزب الإقليمي السوري.

سيطر الاشتراكيون الراديكاليون بقيادة علي صالح السعدي على الفرع الإقليمي العراقي عام 1963، مما أدى إلى التطرف الرسمي لأيديولوجية الحزب باتجاه الاشتراكية.

ونتيجة لذلك، انتخب المندوبون في المؤتمر الوطني السادس للحزب لجنة أيديولوجية كانت مسؤولة عن كتابة ميثاق حول أيديولوجية الحزب الجديدة، إذ تراجعت الوحدة العربية إلى مرتبة ثانوية ضمن مبادئ الحزب وفقا لهذا الميثاق وأعطيت الأهمية الأكبر للاشتراكية. كما استخدمت المفاهيم الماركسية إلى جانب المفاهيم البعثية.

في حين أيد البعثيون الكلاسيكيون الملكية الخاصة، ودعت الوثيقة إلى الاقتصاد الاشتراكي والقضاء على البرجوازية الوطنية والطبقات المتحالفة معها.

أما فيما يتعلق بمواقف البعث الانتقالي من الدين، فقد أكد على العلمانية المتشددة في بيان "إعلان المبادئ" الذي نشره حزب البعث عام 1960؛ والذي أعلن أن "السياسة التعليمية" للحزب هي بناء "جيل جديد من العرب يؤمن بوحدة الأمة وخلود رسالتها".

وذكر البيان أيضًا أن هذا الجيل البعثي المتصور سيكون "ملتزمًا بالفكر العلمي المتحرر من أغلال الخرافات والعادات المتخلفة" ويستبدل بالدين القومية العربية نظاما عقائديا.

  • البعث الجديد: 1964–1966  

دعا اليسار المناهض للعسكرة داخل الحزب إلى تطبيق الديمقراطية الشعبية وعدم مشاركة الجيش في السياسة الوطنية والنضال الشعبي، مما أغضب اللجنة العسكرية، وأطلق شرارة نزاعات داخلية انتهت بهيمنة اللجنة العسكرية واستيلائها على الفرع الإقليمي السوري والقيادة الوطنية في الفترة (1964-1966)، ومع هذه الهيمنة ظهرت مرحلة البعث الجديد، التي كانت كذلك وليدة التغييرات الدراماتيكية التي تجلت في الأيديولوجية البعثية بين عامي (1960-1964).

في عام 1965، فرض الرئيس البعثي أمين الحافظ السياسات الاشتراكية المعتمدة في المؤتمر الوطني السادس، بما في ذلك تأميم الصناعة السورية بالكامل، وقطاعات واسعة من القطاع الخاص، وإنشاء اقتصاد موجه مركزي.

ونجحت اللجنة العسكرية بالتعاون مع القيادة الوطنية في طرد اليسار المناهض للعسكرة من الحزب في المؤتمر الوطني السابع، ويعتبر انقلاب عام 1966 تتويجا لجهود العسكر في السيطرة التامة على الحزب والدولة معا، لتبدأ بذلك مرحلة حكم "البعث الجديد".

المصدر : الجزيرة