مختصون: خطاب أمير قطر خارطة طريق لتحصين الاقتصاد

أمير دولة قطر:/دخل الفرد في البلاد مازال من الأعلى عالمياً رغم تراجع النمو خليجياً

محمد أفزاز-الجزيرة نت

اعتبر رجال أعمال واقتصاديون خطاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -في افتتاح دورة الانعقاد الـ 46 لمجلس الشورى اليوم- بمثابة خارطة طريق لتحصين الاقتصاد الوطني ضد أية تأثيرات في المستقبل، وقالوا إنه يعكس حرص الدولة على إيجاد شركاء تجاريين موثوق بهم، مؤكدين دور القطاع الخاص في كسر الحصار.

وكان الأمير قد تطرق في خطابه لمجموعة من الجوانب الاقتصادية مؤكدا أن بلاده نجحت في إحباط محاولات إضعاف سعر صرف العملة الوطنية (الريال) وحافظت على الاستقرار المالي.

وقال إنه برغم معدلات النمو المتدنية في دول الخليج بسبب هبوط أسعار النفط، فإن دخل الفرد في قطر ما زال من بين الأعلى عالميا، وأكد أن هذا الإنجاز لم يتم بسهولة.

وشدد على أن إستراتيجية تحصين الاقتصاد المحلي يجب أن تركز على تسهيل الاستثمار وتطوير النظام البنكي، والانتهاء من مشاريع الأمن الغذائي والمائي، وتطوير صناعات وخدمات جديدة.

كما دعا الشيخ تميم ضمن هذه الإستراتيجية إلى التوسع في العلاقات الاقتصادية والتجارية القائمة وبناء علاقات ثنائية جديدة واستكمال مشاريع البنى التحتية الجاري تنفيذها، وكذلك مشاريع كأس العالم 2022، إلى جانب تطوير الموانئ البحرية، وتعزيز قدرات شركة الطيران القطرية والإسراع في تنفيذ الإستراتيجية السياحية، وتشجيع القطاع الخاص على خوض هذه المجالات.

الشيخ خليفة بن جاسم: ثقة سمو الأمير بالقطاع الخاص دافع ومحفز لأصحاب الأعمال
الشيخ خليفة بن جاسم: ثقة سمو الأمير بالقطاع الخاص دافع ومحفز لأصحاب الأعمال

خطاب محفز
 وثمن رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني خطاب أمير قطر، وقال إن "ثقة سمو الأمير في القطاع الخاص القطري لهو دافع ومحفز لكل أصحاب الأعمال على بذل مزيد من الجهود تجاه هذا الوطن المعطاء، والالتزام بتوجيهات سموه في الخوض في مجالات الأمن الغذائي والمائي، ومشاريع البنى التحتية ومشاريع كأس العالم، وتطوير النقل البحري والجوي والسياحة".

وأضاف الشيخ خليفة أن القطاع الخاص سيواصل دوره في كسر الحصار، والمساهمة في تحقيق معدلات نمو وإنتاج متسارعة، وفق بيان للغرفة توصلت الجزيرة نت إلى نسخة منه.

وأوضح رئيس الغرفة أن قطر ستظل فوق الحصار، معبرا عن استعداد أصحاب الأعمال على مواصلة الجهود والتعاون من كافة الجهات من أجل المشاركة الفاعلة في جميع المشاريع وتوفير كافة السلع والخدمات للسوق المحلي وفق أفضل المعايير.

من جهته، اعتبر مدير عام غرفة قطر صالح الشرقي خطاب الأمير بمثابة خارطة طريق نحو تحصين الاقتصاد الوطني ضد أية تأثيرات في المستقبل.

وقال الشرقي إن مجتمع الأعمال ينظر إلى تشجيع القطاع الخاص باعتبار ذلك فرصة ذهبية للمشاركة مع الحكومة في التنمية الاقتصادية.

‪الشرقي: فرصة ذهبية للقطاع الخاص للمشاركة بالتنمية الاقتصادية‬ الشرقي: فرصة ذهبية للقطاع الخاص للمشاركة بالتنمية الاقتصادية (الجزيرة)
‪الشرقي: فرصة ذهبية للقطاع الخاص للمشاركة بالتنمية الاقتصادية‬ الشرقي: فرصة ذهبية للقطاع الخاص للمشاركة بالتنمية الاقتصادية (الجزيرة)

وقال أمير قطر في خطابه إن مساعي دول الحصار للإضرار بالاقتصاد الوطني أخطأت "في عدم تقدير إرادة الشعب القطري والدولة، وكذلك في حساباتها بشأن اقتصادنا".

 وفي هذا السياق، أكد الخبير الاقتصادي القطري خالد الخاطر أن خطاب الأمير تضمن رسائل قوية عندما قال إن "المجتمع المنتج والاكتفاء الذاتي في الغذاء والدواء والأمن الوطني، وإقامة علاقات ثنائية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة بين قطر والدول الأخرى، هي مهمات للتنفيذ لا تحتمل التأجيل".

وقال الخاطر للجزيرة نت إن ذلك يؤكد عناية قطر ببناء الرأسمال البشري الذي يعد الدعامة الأساسية لتنويع القاعدة الاقتصادية، ويعكس اهتمام البلاد بتحقيق الأمن والاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة وكل أشكال الأمن الأخرى بما يعزز الاستقرار الاجتماعي والسياسي.

وأضاف أن خطاب الأمير عكس توجها صريحا للدولة نحو إيجاد شركاء تجاريين يتمتعون بالمصداقية والثقة والاحترام المتبادل، مما يسهم في تقليص المخاطر وضمان استدامة تدفق السلع الأساسية.

الخاطر: قطر اهتمت بتحقيق الأمن والاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة
الخاطر: قطر اهتمت بتحقيق الأمن والاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة

وفي تعليقه على قول الشيخ تميم "نحن لا نخشى مقاطعة هذه الدول لنا، فنحن بألف خير من دونها" أكد الخاطر أن ذلك يشير إلى محدودية انكشاف قطر على دول الخليج لأسباب تعود لضعف التركيبة البنيوية لاقتصاداتها بسبب قلة تنوعها، مما جعل التبادل التجاري والترابط المالي فيما بينها محدود.

وفي الخامس من يونيو/حزيران الماضي فرضت السعودية والإمارات والبحرين -إلى جانب مصر– حصارا على قطر.

المصدر : الجزيرة