فنانو الشوارع.. هواية وتدريب وبوابة نحو النجومية

تواصلت اليوم في العاصمة البريطانية لندن فعاليات تخليد اليوم العالمي لفناني الشوارع في عالم الموسيقى والسيرك والسحر والرقص والمسرح، وغيرها من وسائل الترفيه في الأماكن العامة.

وبهذه المناسبة تُقدم عروض فنية متنوعة في ساحات المدينة ومحطات مترو الأنفاق والسكك الحديدية والمراكز التجارية والمتنزهات، ومختلف الأماكن والفضاءات العامة.

ويقول القائمون على التظاهرات المخلدة لهذا اليوم إنهم يسعون إلى مواجهة المفاهيم الخاطئة، ورفع مستوى أداء الشوارع على المستوى الدولي، وتسليط الضوء على أهميته في حياة المدن.

وتنتشر في الكثير من دول العالم ظاهرة فناني الشوارع المنتشرين على جنبات الطرقات الرئيسية، يعزفون أحيانا على آلات موسيقية أو يرسمون المارة أو يملؤون الشوارع رقصا وألحانا.

وتختلف دوافعهم لذلك؛ فبينما تدفع الهواية بعضهم، يتحرك آخرون بحثا عن أي باب للنجومية والصعود في عالم شديد الازدحام بالسابقين الأولين من كبار الفنانين في مختلف المجالات، كما تدفع الأوضاع الاقتصادية آخرين إلى الانخراط في هذه الظاهرة.

وتقول مادوبي -وهي مغنية من شمال لندن- إنها ستغني مع آخرين اليوم بمناسبة اليوم العالمي لفناني الشوارع، أمام مدخل محلات سيلفردجس الشهيرة في فقرات مدتها ثلاثون دقيقة، تكرر أداءها طيلة اليوم.

وقالت إنها اشتركت في مسابقة عمدة لندن بمناسبة هذا اليوم عام 2011 وبلغت المراحل النهائية، "وقد فتحت لي هذه الفرصة الكثير من الأبواب، حيث قمت على سبيل المثال مؤخرا بالعزف في قاعة سيتي هول الشهيرة بحضور عمدة لندن صديق خان، وكان العرض مدهشا".

وتقول منظمة أخرى إن مسابقة عمدة لندن السنوية لفناني الشوارع تمثل حدثا رائعا، تقام فعالياته في جميع أنحاء لندن لمساعدة الموسيقيين الشباب في بداية مسيرتهم التي غالبا ما تكون حافلة بالصعوبات.

وتقام هذه الفعالية (مسابقة فناني الشوارع) منذ تسع سنوات، وبمقدور الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و25 عاما المشاركة والعزف في أكثر مواقع لندن شهرة طيلة أشهر الصيف.

وتتوزع الفعاليات على 19 موقعا مختلفا من العاصمة، ويقوم المتنافسون بأداء أعمالهم ليصوت عليها الجمهور عبر موقع إلكتروني، وهو أمر مهم بحسب إحدى المنظمات، ولكن الأهم -في نظرها- هو تطوير مواهبهم وتمكينهم من مواجهة المستمعين بثقة وحرفية، وهذا سينمي المهارات الأساسية لديهم.

وتقول مشاركة أخرى: ما تعلمناه هو القدرة على الدعم والتوجيه وتشجيع الشباب على الأداء الموسيقي في الأماكن العامة، وهو أمر له الكثير من الفوائد، ليس للفنانين فقط بل للمساحات العامة في لندن التي باتت تضج بالحياة حين تكتظ بالناس وتملؤها الموسيقى وكل أنواع الفنون، وهكذا نحن نساهم في الترفيه عن الجمهور كما نساعد المواهب الجديدة على الظهور والانتشار.

المصدر : الجزيرة