مهرجان بتركيا يكرم فنيا "القدس نبض الأمة"

اسطنبول - تركيا 4 كانون أول 2015 أطفال يؤدون عرضا فنيا في مهرجان القدس نبض الأمة
أطفال يؤدون عرضا فنيا في مهرجان القدس نبض الأمة بمدينة إسطنبول (الجزيرة)

خليل مبروك-إسطنبول

كان في الـ11 من عمره حين ألقى قصيدته الأولى بالعاصمة اليمنية صنعاء، حركت صور الحرب الدامية ورائحة الدم المنبعث من قطاع غزة عام 2008 كل مشاعره ودفعتها نحو فلسطين، فأطلق لإبداعه العنان في قصيدته "صبرا فلسطين الجريحة بعد الأعوام الصعاب".

بعد سبع سنوات من ذلك التاريخ، عاد طارق بن جعبل طعيمان ليطلق ذات الصرخة، ولكن من مدينة إسطنبول التركية، التي احتضنت أمس الجمعة مهرجانا فنيا بعنوان "القدس نبض الأمة".

ويقول الفتى اليمني طارق (17 عاما)، المولود في محافظة مأرب، إنه كتب كلمات قصيدته باللهجة اليمنية "ليلة انتصار المقاومة في حرب غزة"، وأعاد تلاوتها لتكون فألا حسنا لانتصار جديد في "انتفاضة القدس" التي تدور رحاها في الضفة الغربية هذه الأيام.

لم تتغير حروف قصيدة اليمني الطالب في الثانوية العامة بتركيا لأن عواطفه تجاه فلسطين لم تتغير، ويصف ذلك للجزيرة نت بقوله "كتبت القصيدة من حروف تنزف، هي كل ما أستطيع أن أقدمه لفلسطين، إضافة للدعاء".

طارق طعيمان يرى أن القضية الفلسطينية ملهمة للإبداع بكافة صوره (الجزيرة)
طارق طعيمان يرى أن القضية الفلسطينية ملهمة للإبداع بكافة صوره (الجزيرة)

وسيلة التعبير
ويرى الشاب اليمني في الفن وسيلة قومه للتعبير عن تبنيهم القضية الفلسطينية دون أن يشغلهم القتال الدائر في اليمن عن ذلك، مضيفا أن "الناس في اليمن -ورغم كل ما يعانون- يتفاعلون بأدبهم وشعرهم ونثرهم مع فلسطين، ويشاركون بالحملات والرسائل الإعلامية الموجهة نحوها".

ويرى الشاعر اليمني الواعد أن القضية الفلسطينية ملهمة للإبداع بكافة صوره لدى أدباء الأمة العربية والإسلامية وفنانيها وشعرائها ومثقفيها".

وشارك أبناء عدد من الجاليات العربية والفلسطينيين المقيمين بتركيا والمواطنين الأتراك في مهرجان "فلسطين نبض الأمة"، الذي نظمته الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين (فيدار) وجمعية مظلوم دار التركية، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وشهد المهرجان إلقاء العديد من الكلمات والقصائد الشعرية والفقرات الغنائية والمسرحية، كما أقيم على هامشه معرض للتراثيات والرسوم والصور.

الناشط التركي رمضان كايا قال إن الفعاليات والأنشطة الثقافية الداعمة لفلسطين بتركيا هي "عنوان لوحدة الأمة الإسلامية على راية واحدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بعدما فرقت الخلافات والتناحر المسلمين، ومكنت إسرائيل من الانتصار عليهم".

وأضاف للجزيرة نت أن قيمة الفعاليات الثقافية تكمن في كونها تزرع في قلوب الأتراك حب فلسطين والقدس وحب المسجد الأقصى كما يحبون بلادهم، مؤكدا أن هذه المناسبات "فرصة لتجديد العهد مع الله على حماية فلسطين والدفاع عنها".

شاب يقدم فقرة فنية ضمن فعاليات مهرجان
شاب يقدم فقرة فنية ضمن فعاليات مهرجان "القدس نبض الأمة" بإسطنبول(الجزيرة)

رسائل فنية
أما خالد فهد، منسق الإعلام في الحملة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال (تضامن)، فقدم خلال المهرجان قصيدة من كلمات الإعلامي نزيه الأحدب، تتحدث عن الروابط القوية بين تركيا وفلسطين كنموذج لما "يجب أن تكون عليه حال تضامن الأمة الإسلامية مع الشعب الفلسطيني".

وذكر فهد للجزيرة نت أن للعمل الفني والتشكيلي حضورا في الدعم العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية بشقيه الشعبي والإعلامي، لأن الفن "سلاح قوي يوصل رسالة الانتفاضة الفلسطينية بذات قوة الحجر الذي يلقيه الطفل في الضفة الغربية على جنود الاحتلال".

وأكد فهد أن المعرض التشكيلي والأناشيد وكافة العروض التي قدمت في حفل "القدس نبض الأمة" بإسطنبول تحمل رسائل الحق والحرية والعدل في اتجاهين: الأول من داخل فلسطين إلى خارجها لتعريف العالم بقضيتها، والثاني من خارج فلسطين إلى داخلها ليعبر عن التضامن مع الفلسطينيين.

واحتضنت إسطنبول العشرات من الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية التضامنية مع الشعب الفلسطيني، بعد أن أخذت المواجهات بالتصاعد في مدينة القدس والضفة الغربية منذ مطلع الشهر الماضي.

المصدر : الجزيرة