فلسطين تحتفل بيومها الثقافي
وبالتزامن مع مولد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في الثالث عشر من مارس/آذار، انطلقت في معظم المناطق بالضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 وبلدان الشتات، احتفالية تستمر أسبوعا كاملا تتضمن فعاليات متنوعة.
فعاليات مميزة
وتهدف الفعالية -كما قالت البرغوثي في حديث للجزيرة نت- لتعزيز مواجهة محاولات تزوير الهوية الوطنية "وخنق الإرث الثقافي"، باعتبار أن الثقافة مكون أساسي من مكونات البنية التحتية للمشروع الوطني، لا سيما في ظل الاعتداء على التراث والآثار الفلسطينية، كما يجري في مدينة القدس وغيرها.
ومن أهم ما يميز هذه الاحتفالية، افتتاح متحف محمود درويش وحديقة "البروة" نسبة لبلده الأصلي، كما تم اختيار شخصية العام الثقافية فكانت التشكيلية تمام الأكحل.
كما ستقوم كل محافظة من محافظات الوطن بتكريم أديبها ومثقفها الذي تراه قدم جهدا مميزا لها، إضافة لسلسلة من اللقاءات والندوات الثقافية والأدبية، وتقديم كتب وإصدارات فلسطينية جديدة.
ويقول مدير وزارة الثقافة في نابلس حمد الله عفانة إن هذه الفعاليات تمثل اعتزازا كبيرا بالثقافة الفلسطينية، وهي تضاف إلى الجهود الرسمية والدبلوماسية لإثبات الحق الفلسطيني أمام محاولات التهويد الإسرائيلية، "كما حصل من انتزاع حق الفلسطينيين بعضوية كاملة في منظمة اليونسكو ستجعلهم قادرين أكثر على حفظ تراثهم".
وأكد عفانة أن الثقافة الفلسطينية -كما هو حال الشعب- تتعرض "لهجمة احتلالية بشعة" عبر سرقة الآثار، ومحاولات طمس العادات والتقاليد والمأكولات الشعبية والزي الفلسطيني.
أخطار محدقة
من جهته يؤكد وزير الثقافة السابق إبراهيم أبراش أن مخاطر عدة تحدق بالثقافة الفلسطينية إضافة إلى الاحتلال، وأن مجرد يوم أو أكثر لا يكفي لصد هذه المخاطر، خاصة إذا لم يتم اعتماد إستراتيجية كاملة لدعم هذه الثقافة.
وأكد أبراش للجزيرة نت أن الاحتلال يحاول نفي الهوية الوطنية وسرقة التاريخ والتراث، كما أن الانقسام لم يعد سياسيا فقط، بل أصبح ثقافيا واجتماعيا أيضا، مشيرا إلى أن بعض الأطراف الفلسطينية أصبحت تعادي التراث والفلكلور الفلسطيني، "وتعتبر أنه ينتمي إلى ثقافة غريبة عن الثقافة الإسلامية".
كما تواجه الثقافة الفلسطينية حسب أبراش خطر العولمة كغيرها من الثقافات العربية، مما يشكل تهديدا وتحديا كبيرا لها، إضافة لتجاهل المؤسسة الرسمية والتركيز على الجوانب السياسية دون الثقافية. وأكد الوزير السابق ضرورة وجود إستراتيجية فلسطينية شاملة لمواجهة هذا الخطر عبر برامج متنوعة لا يقتصر وضعها على وزارة الثقافة.
مقومات الصمود
من جانبه يرفض الشاعر الفلسطيني المتوكل طه "مسألة التعاطي مع الثقافة كاحتفاليات وفعاليات ظرفية ومناسباتية" لأن ذلك يجعلها "إكسسوارا وليست حاجة جوهرية في الحياة اليومية الفلسطينية"، وأن يكون يوم الثالث عشر من مارس/آذار تتويجا لكل الحراك الثقافي على مدار السنة.
وحسب طه فإنه مقابل حالة طمس إسرائيل للثقافة الفلسطينية، يحس المثقف الفلسطيني أيضا بتهميش وبلا مبالاة تجاه إنتاجه وحاجاته وحياته.
ولفت إلى أن تعزيز الثقافة الفلسطينية والخروج من حالة التهميش تلك يتطلب وجود إستراتيجية فلسطينية جامعة للعمل الثقافي الرسمي والأهلي، إضافة إلى توفير موازنات وقوانين تحفظ حق الأدباء والكتاب، وإيجاد بنية تحتية ثقافية، وإنشاء مؤسسات تفعل الحراك الثقافي وتنهض بالثقافة كدور نشر وتوزيع وطنية، ورفع الضرائب عنها.