"عن بلدي حكيلي".. فلسطين بالصورة

اثار بيت في عمقا

آثار بيت في عمقا (الجزيرة نت)

وديع عواودة-حيفا

رغم الضغوط الإسرائيلية لمنع إحياء ذكرى النكبة وإنعاش الرواية التاريخية يكثف فلسطينيو الداخل هذا العام أيضا فعالياتها السياسية والثقافية منها معارض صور توثق القرى المدمرة.

"عن بلدي حكيلي" هو آخر المعارض الفوتوغرافية التي توثق للنكبة داخل أراضي 48 وعبارة عن ألبوم صور التقطتها عدسة المصورة دارين طاطور.

افتتح المعرض في مركز محمود درويش للثقافة والفنون في الناصرة الجمعة ويعرف الجمهور الواسع بالبلدات الفلسطينية المهجرة منذ 1948 والتي سعت إسرائيل ولا تزال لطمس معالمها المتبقية.

يقام المعرض لمدة أسبوع بمبادرة جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، مركز محمود درويش وبرعاية بلدية الناصرة.

احتلال الوعي
يضم نحو 250 صورة للقرى المهجرة من مختلفة ألوية فلسطين من صفد حتى بئر السبع، منها قرى الدامون وإجزم وعين غزال والبروة والغبية الفوقا والغبية التحتا والغابسية والكابري وبعض المدن كيافا وعكا وحيفا واللد والناصرة.

الصور تجيد بصمت موجز الرواية التاريخية الفلسطينية وتلقي الضوء على جرائم العدوان الصهيوني بعدما حول عوالم مدنية وريفية مزدهرة لخرائب دارسة ومبعثرة.

يشار إلى أن السلطات الإسرائيلية تواصل مساعيها منذ ستة عقود لطمس المدن والقرى المهجرة ومحوها من المشهد بالكامل ومن وعي الفلسطينيين واليهود بمواصلة الهدم وزرع أشجار الإكيلبتوس فوق معالمها.

سبيل أبو نبوت في يافا (الجزيرة نت)
سبيل أبو نبوت في يافا (الجزيرة نت)

مناسبات وطنية
وهذا ما تؤكده مصادر إسرائيلية أيضا كما يتجلى في كتابين عبريين حديثين: "العنف المؤسس 1974-1950" للباحثة الإسرائيلية أرئيلا أزولاي وسبقتها  باحثة إسرائيلية أخرى هي نوجه كادمان في كتاب آخر صدر العام المنصرم عنوانه "على جوانب الطرقات وهوامش الوعي"، ويروي قصة تهميش الحيز الفلسطيني في ذاكرة الإسرائيليين والعالم وإقصائه من لغة تخاطبهم.

كما يتضمن صورا أخرى تروي أحداثا ومناسبات فلسطينية كـ"يوم الأرض" الأول عام 1976 أو هبة القدس والأقصى عام 2000 علاوة على مهرجانات شعبية جرت هذا العام احتفاء بالثورات العربية.

ويحوي المعرض أيضا صورا لمواقع عمرانية وطبيعية في فلسطين كطواحين المياه والقلاع والمساجد والخانات التي دمرت جزئيا إبان النكبة أو نجت منها ومعظمها مهجور.

بالوطن والشتات
يشار أن هذا هو أول معرض للمصورة دارين طاطور في البلاد سبقته معارض مماثلة في مخيم درعا في سوريا، ومخيم الوحدات في الأردن ومخيم نهر البارد في لبنان.

وتتواصل التحضيرات هذه الأيام لإقامة هذا المعرض في قطاع غزة وفي مخيم حمص تزامنا مع إحياء ذكرى النكبة في مايو/أيار.

وكانت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية افتتحت العام الماضي معرضا للتصوير الضوئي لصور فلسطين التاريخية من عدسة طاطور في درعا السورية تحت عنوان "كي لا ننسى".

المصورة دارين طاطور تحمل رايتين فلسطينتين في مظاهرة (الجزيرة نت)
المصورة دارين طاطور تحمل رايتين فلسطينتين في مظاهرة (الجزيرة نت)

معركة على الرواية
وتوضح طاطور ابنة قرية الرينة قضاء الناصرة أن كل ذلك يتم بالتعاون بين المصورة وأترابها من المهجرين في مخيمات اللجوء في الشتات والوطن بهدف إطلاع الشباب المولودين بعد النكبة من تعرف معالم مسقط رأس وأوطان آبائهم.

وتشير للجزيرة نت إلى أن أجيالا فلسطينية وعربية متتالية نشأت بعد النكبة تحرم بسببها من زيارة المكان حتى باتت فلسطين لهم حلما أو واقعا متخيلا.

بالكلمة والصورة
وتنوه إلى أنها تسعى بواسطة عدستها إلى تعميم المعرفة حول واقع فلسطين التاريخية اليوم والتصدي لمحاولات محو الذاكرة وحسم معركة ما زالت في أشدها على الرواية.

طاطور التي بدأت بمزاولة التصوير قبل ثماني سنوات تقول إن بداية المشوار كانت بتسجيل الرواية الشفوية متأثرة بقصص جدتها قبل أن تستهويها الكاميرا حتى صارت توثق بالكلمة والصورة رغم المصاعب، وتتابع" هناك قرى مهجرة نائية يصعب بلوغها، وهناك أخرى أقيمت عليها مستوطنات يهودية".

المصدر : الجزيرة