شعار قسم مدونات

الإمارات.. حقائق مزعجة ومؤلمة!

blogs بن زايد

لا يُنكر القاصي والدّاني شِدّة العداء على الأمّة الإسلاميّة عُمومًا والعربيّة على وجهِ الخصوص، ولا نُنكر أنّ للأعداءِ التخطيط فيما يكيد خصومَهم، فالخصم له أن يستنفر كلَّ قواه وقدراته للغلبة والتفوق. وغالب الظنّ عادة أنّ يكون عدوّك من خارج حدودك، عندها يكون حِرصك وتوجهك مُنحصراً في سَدّ الثغور كيلا تتسلل طلائع الأعداء منها، ففي هذا الموقف يكون موقفك صلبًا متوافقًا مع حجم الهجمة المتوقعة، مُتهيئًا لأيّ هجوم ومن أيّ جِهة كانت.

  

والهجوم الغير متوقع، أو بعيد التصور نسبيًا، أو الخارج عن خطّة الدفاع أن تُشنَّ الهجمة من الداخل، عندها ستختلط أوراق الدفاع، ويقع المدافعون في حَيص بَيص، وتنقلب الخطط إلى خبط عشواء، لا يعرف المدافعون أيتوجهون إلى الأمام ويتركون ظهورهم للغدر، أم ينقلبوا إلى الخلف ويخلوا ثغور البلاد، وهكذا تقع البلاد بفعل خناجر الغدر وسهام الخيانة.    

 

وهذا ما ظهر جَليًا في قلبِ الأمّة العربيّة، خنجر غادر مسموم، سُلّ من داخل أُمتنا الإسلاميّة والعربيّة، فجرحَ قلبَها، وأدمى جسمَها، وأوهنَ كاهلَهَا، وأضعفَ مناعتَها، وزرعَ الحقدَ في أجزائِها، فتعاملَ مع كلِّ أعدائِها كالأخلّاء، وتحالفَ معهم ضدّ جيرانِه من إخوانه وأبناء دينه وقومه، ومازال يَعيثُ فسادًا شرقًا وغربًا حتى غَدَا أسوء حال من الأعداء الحقيقين، أو أنّه العدو نفسه، ولكنّه تَقنّع بِلَاحَة الأخِ الصادقِ، والجارِ الحليفِ، والسندِ الصالحِ للمسلمين والعرب (ولا أبالغ، فوصفي له أظنّه أقلّ من أعماله السيئة).

 

إنّها دولة الإمارات العربية المتحدة، لقد فاجأتْ العدوَ قبل الصديق، والبعيد قبل القريب، والغريب قبل الأخ، بما فعلته وتفعله من جرائم وموبقات يَندى لها الجبين، فتحتاج إلى تأمّل بُرهة من الوقت حتى تُصدّق ما يحصل، من شِدّة الدهشة المصحوبة بالصدمة المؤلمة، حقيقة أننّي متفاجئ ممّا أكتب، ومتأسف عمّا أقول! ولكنني لم أكتب كلمة واحدة من نسج الخيال، أو من وحي القلم وإلهام الفكر، بل أسرد وقائع أبكتني وآلمتني، وجعلتني أتردّد كثيرًا في تدوين هذه الحقائق، فلو أنّها بَدرتْ من عدو لما استغربته منه فهو خَصمي أتوقع منه أيّ سوء، أمّا تخرج من أخ تربطني به سلسلة من علاقات وشيجة وروابط متينة، دينيّة وروحيّة وأخويّة وقوميّة وإنسانيّة ومصيريّة فهنا الكارثة بكل معنى الكلمة، فما تخيّلتُ أن أقف يومًا أخْوَف وأدهى ما أجده وأحذره من بني مِلّتي وديني. فماذا فعلتْ الإمارات العربية بحقّ أمّتها وإخوانها وجيرانها؟

   

   

الإمارات العربية دولة عربية خليجيّة صغيرة المساحة، أهلها من خِيرة النّاس طيبون، تكونتْ من سبع إمارات، وهي بلد غنّي بالنفط كجيرانها من دول الخليج، ظهرتْ هذه الدولة الصغيرة الحجم مُؤخرًا كعامل رئيس ومحوري في تأزيم المنطقة العربية وإشعال الفتن فيها، فلا نكاد نودّع فتنة إلا ونستقبل طامّة أكبر منها، حتى باتتْ الإمارات أصلًا لمعظم البلايا التي أصابتْ عُمق دول المنطقة برمّتها، فقد عملتْ الإمارات على دعم الأنظمة المستبدّة الفاسدة في البلاد العربية بكلّ ما تستطيع، كنظام الأسد والسيسي، فحالتْ دون وقوعها، وحاربتْ ظهور أيّ ثورة ضدّ تلك الأنظمة المقيتة، فوقفتْ في وجه كلّ ثورات الربيع العربي، ثمّ قامتْ باحتضان رموز الأنظمة القديمة المستبدّة لدول الربيع العربي، فهي على تنسيق عالي المستوى معها في ضرب تلك الثورات بثورات وانقلابات مضادة.  وعلينا ألّا ننس أنّ الإمارات كانتْ أول من خطط في حِصار ومُحاربة وزرع الفتنّة بين البلاد العربية، حيث حرّضتْ السعوديةَ ومصرَ والبحرين على مقاطعة قطر ثمّ حِصارها، وبذلك نجحتْ في ضربِ وحدة مجلس التعاون الخليجي.

 

ولقد سدّتْ الإمارات الطريق في وجه المقاومة الفلسطينية التي كانت الشوكة الوحيدة المتبقيّة في حلق الكيان الصهيوني، فحرّضتْ ضدّ حقّ المقاومة في الدفاع عن أرضها، وَعدّتْ حركات المقاومة في فلسطين إرهابيّة، وكانت الإمارات داعمة لما يسمى صفقة القرن المشؤومة، التي اقترحها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وهي اتفاق (مزعوم) للسلام بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، تقضي بتقسيم فلسطين، وإماتة قضيتهم وإلغاء حقّ العودة، والاعتراف الكامل بدولة إسرائيل وعاصمتها القدس، يعني بالمختصر هي صفقة لبيع فلسطين، ثمّ وطّدت الشراكة مع "محمد دحلان" أسوء رجل عميل لفظته السلطة الفلسطينية، صاحب نظرية الثورات المضادة، ولعلها تنوي تلميعه ليأخذ مكان "محمود عباس"، وذلك بالتنسيق مع إسرائيل، وزاد تقارب الإمارات من "دحلان" المصاهرة الأخيرة بين أحد شيوخ الإمارات وابنة "محمد دحلان".

 

وعلى الطرف النقيض تقدمتْ العلاقات بين الإمارات وإسرائيل بشكل ملحوظ في عمليّة التطبيع، عِلمًا أنّها كانت من المطبّعين معها منذ فترة ليستْ بالقصيرة، ولكن بشكل غير علني. واليوم تقوم على تفعيل ورفع مستوى الزيارات بينها وبين إسرائيل، بل وقامت بتحريض بعض الدول العربية أيضًا للسير خلفها. إضافة إلى ذلك تلاعبتْ الإمارات مع المقدسيين، فقامتْ بشراء البيوت في أحياء القدس القديمة، ثمّ باعتها للمستوطنين اليهود، وما تلك اللعبة إلا حيلة مُبيّتة مع الصهاينة، لتسهيل نقل الملكيّة من الفلسطينيين إلى المحتل الصهيوني.

 

وفي اليمن قامتْ الإمارات في 29/8/2019 بضرب الجيش الوطني اليمني، الذي كانتْ حليفةً له في ضرب الحوثيين، ودعمتْ كيانات خارجة عن الشرعيّة، كدعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي قاد الانقلاب على الشرعيّة، فضلًا عن تمويلها لميليشيات الحِزام الأمني الغير رسمية، وقد صرّح الرئيس "هادي" ببيانٍ فضح فيه تواطئ الإمارات في هذا الانقلاب، وظهرتْ حديثًا تسريبات أفادتْ بِنيّة الإمارات في تقسيم اليمن. ثمّ تَوّجتْ تحالفها بخيانة شريكتها السعودية، عندما تَخلتْ عنها وانسحبتْ من التحالف العربي ضدّ الحوثيين، بل وخانتْ كلّ الدول العربية بتحسين العلاقات مع إيران، فقد أعادتْ المياه إلى مجاريها. وعلى الصعيد الأمني القمعي فقد بنتْ الإمارات السجون في اليمن، وقد ظهرتْ فضائحها بانتهاكات لحقوق الإنسان في تلك المعتقلات. وقد عملتْ الإمارات على تأزيم العلاقة بين اليمن وعُمان، عقب الحرب على اليمن، وبشكل خاص على محافظة المهرة شرقي اليمن، الامتداد الجيوسياسي لمسقط (حسب قول عُمان).

   undefined

  

أمّا دور الإمارات في دول المغرب العربي وشمال إفريقيا فقد قامتْ بدعم "خليفة حفتر" في ليبيا، المنقلب على المجلس الوطني، مساهمة منها في بقاء النزاع الليبي الليبي، وعدم الخلوص إلى حلّ سياسي سلمي. كما تدخلتْ في القرن الإفريقي، فهددت الأمن والسلام فيه. وتوترتْ العلاقات المغربية الإماراتية، وذلك لوقوف المغرب على الحياد من حرب اليمن، وحِصار قطر، فجاء التوتر ردًّا على عدم استجابة المغرب لإملاءات الإمارات. وقد سعتْ الإمارات في زعزعة الأمن الداخلي في الصومال، قبل أن تلجأ الصومال إلى طردها من ميناء بربرة. ثمّ حاولتْ بعد ذلك التدخل في السودان عقب ثورته المباركة، للانقلاب على الثورة ودعم الجيش، وتحيّده عن أهداف الثورة، وإعادة تجربة السيسي في مصر، ولكنّها فشلتْ بوعي ويقظة أبناء السودان. ثمّ التدخل الإماراتي السافر في السياسة الموريتانية الداخلية، والتسبب في نُشوب العَداوة بين الحكومة والحركات الإسلاميّة فيها، ممّا أدّى إلى تهديد 200 معهد إسلامي بالإغلاق، وقد أغلق مركز تكوين العلماء. ثمّ ما لبثتْ أن تَدخّلتْ في الجزائر أيضًا لتقويض الحراك الشعبي وإفشال الثورة، مُحاولة في ذلك استنساخ مسرحية السيسي في الجزائر، إلّا أنّ الشعب الجزائري أفشل تلك المحاولات الكيديّة بوحدة صفّه وتمسّكه بأهدافه. ثمّ سعتْ في محاولة فاشلة في اقناع الرئيس التونسي "الباجي قايد السبسي" في التخلص من حركة النهضة الإسلاميّة، وبعدها توترتْ العلاقات بين تونس والإمارات.

 

ولقد ورد بعض الأخبار بعلاقات سريّة بين الإمارات وحزب الله اللبناني، (حسب بوابة الشرق الالكترونية)، وذلك بدفع الإمارات للحزب مبلغ 15 مليون دولار سنويًا، مقابل حماية البعثات الدبلوماسيّة هناك، وهو أمر غير مُستبعد فهي تتعاون وتُطبّع العلاقات مع إيران الراعية لحزب الله، إيران التي كانتْ تُحاربها في اليمن، فبين ليلة وضُحاها انقلبتْ الإمارات 180 درجة من أقصى العداء (المزعوم) لإيران إلى العلاقات الوديّة والتطبيع معها. وقد سعتْ في تدخّلها في العراق لتقسيمه، وذلك بتأييدها لاستفتاء كردستان الانفصالي، وتعاملها مع شخصيّات سياسيّة ورجال أعمال تدور حولهم شُبهات الفساد تعمّ العراق.

 

وفي مصر دعمتْ الإمارات الانقلاب على الرئيس "محمد مرسي" المنتخب الشرعي الوحيد في مصر، على يد "عبد الفتاح السيسي"، وقد ثبتْ تورطها في هذه الجريمة، حيث أسالتْ نهرًا مُتدفقًا من الأموال لأصحاب الانقلاب في سبيل ضرب اختيار الشعب وإرادته. ثمّ عملتْ جاهدة في دعم الانقلاب 15/07/2016 في تركيا، فقد ظهرت تقارير من أنّ أبو ظبي متورطة حتى النخاع في الانقلاب الكبير في تركيا عن طريق التحريض والتمويل (والتنفيذ حسب ظني).

 

وفي سورية خانتْ الإمارات دماء الشهداء والأحياء فيها، عندما قررتْ العودة إلى حضن المجرم بشار الأسد، والتطبيع مع دمشق، وها هي أمس تُوفد خمسين رجل أعمال لدعم نظامه الفاشي، وتحسين اقتصاده عبر المشاركة في معرض دمشق الدولي. وقد ظهر إلى العلن أنّ الإمارات كانتْ ومازالتْ تدعم نظام الأسد من اليوم الأول في الثورة السورية، وزيادة في الكيد دعمتْ الإمارات الميليشيات الانفصاليّة الكرديّة شمال سوريةpkk) (pyd) ) بملايين الدولارات، وذلك تهديدًا للتركيا من جهة، ومن جهة أخرى لضرب الثورة السوريّة.

 

وفي البلاد الإسلاميّة قامتْ الإمارات العربيّة مُؤخرًا في دعم الهند ضِدّ إقليم كشمير ذي الغالبيّة المسلمة الُمتنَازع عليه مع باكستان، وأيدتْ صراحة موقف الهند في ضمّ كشمير لها، مُخالفة بذلك مُعظم الدول الإسلامية والعربية والعالمية، ويرجع ذلك إلى أسباب اقتصادية بالمرتبة الأولى، فالإمارات تُشكّل ثالث أكبر  شريك في اقتصاد الهند، وقد تزامن تأييد الإمارات للهند في نفس الوقت الذي يقوم فيه الهندوس بجرائم شنيعة علنيّة بحق المسلمين، وزادتْ أبو ظبي  في استفزاز المسلمين ببناء أكبر مَعبد بوذي في العالم، إضافة إلى تشييد تمثال كبير لبوذا في بلادها. 

   

  

إنّ ممارسات الإمارات قائمة في زرع الفتن بين الدول العربية، من خلال التدخل في الشؤون الداخلية، والتطبيع مع إسرائيل، والتلاعب في المواقف، كموقفها من إيران الغير ثابت، وضرب حركات التحرر والثورات الرافضة للظلم والاستبداد، وموقفها السلبي والسيئ من المقاومة الفلسطينية والقدس والأقصى، ودعمها الأنظمة الاستبدادية الظالمة، واحتضان رموزها الفاسدة، والوقوف ضد المسلمين وحقوقهم ودعم أعداءهم، ونشر الفساد في الدول العربية عن طريق دعم المفسدين وترويجهم، والعمل على تقسيم بعض البلاد العربية، فمن خلال هذه المعطيات نستنتج أنّ الإمارات العربية متّهمة في تفريق الأمة العربية، ومعاداة الإسلام والمسلمين، وموالاة أعداء الأمّة الإسلامية والعربية، ومسؤولة عن قتل المسلمين والعرب، ومتّهمة ببيع أراضي المسلمين للأعداء الأمّة، ومتورطة في مُساعدة المستبدين والظلمة والمفسدين، مسؤولة عن بث الفتن في البلاد العربية والإسلامية.

 

لقد أثّرت ممارسات الإمارات العربية في سقوطها من عيون المسلمين والعرب، وعدم ثقة الشعوب بها، وقد كشفت الشعوب العربية خبايا كيد الإمارات، كما أنّ تصرفات الإمارات السيئة انعكستْ على الواقع الإماراتي سلبيًا وبكلّ نواحيه، سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا ودينيًا وأخلاقيًا، فوقع الشعب الإماراتي ضحيّة لسياسة ساستهم، وقد نفرتْ الشعوب المسلمة والعربية من دولة الإمارات ونقمتْ عليها (ظهر ذلك بشكل واضح في كثير من البلدان العربية عبر المظاهرات الشعبية الرافضة مواقف وممارسات الإمارات) بسبب سياستها العاملة على تشويه صورة البلاد، فأخذت الشعوب والأمم فكرة سيئة عن الأمّة العربية أنّها أمّة خائنة لمبادئها وأهلها، لما تراه من ممارسات الإمارات مع أهلها وأبنائها.  لا شكّ أنّ أعداء الأمّة لم يعد لهم أيّ ثقة بالإمارات التي تتعامل معهم ليقينهم أنّ (من لا خير فيه لأهله لا خير فيه لغيره)، فما أتوقعه (ولا أرجوه) قرب انهيار الإمارات، فمن حاد عن الجماعة فلابد أن يُغدر به، فإنّما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

 

بعدما ذكرت في هذا العرض لواقع الحال المؤلم أقول: نعم إننّا في طامّة نزلتْ بأمتنا الإسلامية والعربية، وهو مرض نزل ببلد شقيق يسوؤنا ما نراه منه، وبنفس الوقت يحزننا، ولا يوجد شخص مسلم أو عربي يُحبّ أن يسمع هذا عن أخيه، فحال أخي حالي، وداءه دائي، فمهما طَغتْ أهواء المتصرفين في الإمارات فلا يَعدو أن تكون حالة مَرَضيّة أخلاقيّة مُستفحلة، ولكلّ داء دواء إن شخّصناه بشكل صحيح، والدواء طبعًا لن يكون سهلًا أو حلو المذاق مستساغ، فالعلاج هو علاج للشخص وجزاء للمرض.، فالإمارات بلد عربي مسلم طيب بأهله، ونعلم أنّ فيه الكثير بل الغالبيّة لا يرضون بسياسة ساستهم، ولا يقبلون به وهم براء منهم، ولكن بنفس الوقت لا يملكون من أمرهم شيئًا، فالاستبداد والظلم يَنخرهم كما باقي البلاد العربية، فلذلك علينا ألا نحاسب الشعوب بجرائم الحُكّام، فلا تزر وزارة وزر أخرى.

 

علينا أن نوقظ باقي الفئات الشعبيّة في الإمارات (الموالية للحكام) من غفلتها، أو ستكون شريكة في جرائم حاكميها، وأن نقوم بفضح ممارسات حكّام الإمارات، ونعلي صوتنا لدى جميع الهيئات الدولية والأمميّة والجمعيات الحقوقية والإنسانية بما تقوم به، وأن نُوثّق كلّ الجرائم التي تسببتْ بها الإمارات، ومراسلة الجامعة العربية (إن كانت على قيد الحياة) للوقوف في وَجه الهجمة الإماراتية، ورفع قضايا تلك الجرائم إلى رابطة العالم الإسلامي للعمل على بيان يُندد أو يردع ساسة الإمارات في قضايا المسلمين الحساسة، والتواصل مع بعض حكام الإمارات الصالحين (فإن خليتْ خربتْ) المعارضين لسياسة حكامهم لكفّ يد الظالمين في بلدهم، الذين يأخذون البلاد إلى الهاوية، كذلك التواصل مع بعض البلاد العالمية التي تُنادي بحقوق الإنسان لحرف حُكّام الإمارات عن سياستهم الجائرة، ولا أرى بمقاطعة الإمارات فالُمقاطعة أسلوب خطير يزيد في تهالك المقاطَع ويحرفه عن السبيل الصحيح، ويجرفه نحو الغلو وحضن الأعداء، وذلك عندما يجد أنّ إخوانه تخلو عنه، فنصرة الظالم تكون بالأخذ على يده، وكفّه عن ظُلمه، والحدّ من إجرامه.  

 

لقد شكّل دور الإمارات العربية المتحدة السلبي إعصارًا كارثيًا عصف في الواقعين الإسلامي والعربي، وما نتج عن تلك الأحداث من فظائع يَندى لها الجبين، وآثار مؤلمة وصعبة، أرجو الله أن تكون توصياتي باب ردع للظالم، ونصرة للمظلوم، وإعلاء لكلمة الحق، والله المستعان. 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.