المخرج لم يكن عادلاً بالفصل بين طبيعة السكان المحليين وأنماط السلوك المجتمعي المتأصل من جهة وبين التأثر بالاستقطاب الإديولوجي والتغييرات التي تفرضها رحى الحرب وهي تدهس المجتمع من جهة أخرى.

المخرج لم يكن عادلاً بالفصل بين طبيعة السكان المحليين وأنماط السلوك المجتمعي المتأصل من جهة وبين التأثر بالاستقطاب الإديولوجي والتغييرات التي تفرضها رحى الحرب وهي تدهس المجتمع من جهة أخرى.
لا يخلو عمل درامي تنتجه الدراما الرسمية من التصريح والتعريض بما تدعو إليه الرواية الرسمية مما دعى فن المعارضة إلى بذل المحاولات للرد عليها بما يضاهيها فنياً ويحقق متعة أكبر.
السؤال الذي لا يزال يتكرر في أذهان السوريين إلى اليوم لماذا يصر الأسد على استخدام هذه الأسلحة المحرمة والمحرجة مع العلم أن كل التصريحات الغربية تتوعده في حال استخدمها.
من الجدير مراقبة هذه العروض وملاحظة تطورها السريع مع الزمن فهي تعتبر ناشئة محدثة تكتسب خبراتها من كثرة الإنجاز وتصوب أخطائها من ردات فعل الجمهور.
التوزع الحالي وألوان السيطرة على الخريطة السورية هي من أبرز المشكلات التي سيصطدم بها النظام وحلفاؤه لو أرادوا الوصول إلى آخر مناطق المعارضة.
بدأ العديد من السوريين الذين بدئوا يستيقظون من صدمة المجازر والتهجير القسري يبحثون بسبل مناصرة قضيتهم ومواجهة سياسية التضليل الإعلامي الحكومية ومن هنا كانت ولادة عروض النقد السياسي السوري الساخر.
التنافس الفصائلي والثقة بينهم أصبحت كصورة بيضاء وسوداء مغبرة مرمية في غرفة الخرداوات والقادة تورطوا أكثر والداعمين لهم ازدادوا عداءً فيما بينهم.. فما هي احتمالات التكيّف مع الحالة الراهنة؟
لإنْ كان انحسار الثورة إلى بقعة واحدة يعتبر تراجعاً عسكرياً إلا أن النظام رغم تحقيقه لذلك التوسع إنما كان يؤجل القضية أكثر من كونه يحلها ويجمعها أكثر من كونها يهزمها.
الخوف أقسى ما عرفت الملوك والمتجبرين من الوحوش فلا حافظ لهم ولا محصن لهم من تمدده داخل جمجمتهم ولا ينفع معه استكثار من الجند والعسس ولا تدبير أو حيطة.
لم يأمل المهجرون أن يجدوا جنة الميعاد وإن أملوا أن يأمنوا غدر زبانية النظام فلن يأمنوا غدر الجوع وقلة ذات اليد وظلام الجهل فأصبحت المخيمات أكثر من تجمعات للأقمشة.