مصالح تركيا والعراق وإيران وسوريا تلتقي في تعاون يعالج هواجسهم المشروعة من الحالة الكردية المسلحة داخل أراضيها، وأي تصدير لمعضلة حزب العمال الكردستاني إلى الجوار، لن يساهم في معالجة المعضلة.


مصالح تركيا والعراق وإيران وسوريا تلتقي في تعاون يعالج هواجسهم المشروعة من الحالة الكردية المسلحة داخل أراضيها، وأي تصدير لمعضلة حزب العمال الكردستاني إلى الجوار، لن يساهم في معالجة المعضلة.

تصطدم طموحات أردوغان بمشاركة تركيا في قوات مراقبة وقف النار بغزة برفضٍ إسرائيلي قاطع مدعوم من واشنطن، رغم دعم ترامب، مما يهدد بإقصاء أنقرة عن ترتيبات ما بعد الحرب وتقويض رهاناتها الإقليمية.

فكرة إدخال الشرق الأوسط في عصر السلام وفق منظور ترامب تبقى وهما، فهو يرى السلام من خلال عدسة القوة الإسرائيلية. وأي سلام يرتكز على تحقيق مكاسب كبيرة لإسرائيل في المنطقة دون أن يقدم للفلسطينيين شيئا!

توقع واسع باتفاق أمني سوري–إسرائيلي برعاية أميركية فشل في نيويورك إثر مطالب إسرائيلية (ممر إنساني وبقاء في مرتفعات جبل الشيخ) وغطاء أميركي متردد، ما يهدد سيادة سوريا ويُغذّي احتمالات حكم ذاتي طائفي.

تشهد العلاقة بين موسكو ودمشق تقاربًا براغماتيًا جديدًا يقوم على تبادل المصالح، إذ تسعى روسيا للحفاظ على نفوذها وقواعدها، فيما يستخدم أحمد الشرع هذا التقارب لموازنة الضغوط الإسرائيلية والغربية.

يعكس الانخراط المكثّف للدولة السورية في ملف المساعدات الإنسانية في السويداء قلق دمشق من العلاقة المتنامية بين بعض التيارات الدرزية وإسرائيل، ويظهر أيضا كمحاولة للحفاظ على دور للدولة في المحافظة.

تقف سوريا اليوم على مفترق طرق حاسم. فخ منطق الأقليات والأكثرية يهدد بتقويض جهود بناء دولة موحدة، ويعزز من احتمالات دوامة لا تنتهي من الاضطرابات الطائفية والعرقية.

أزمة السويداء الأخيرة كشفت عمق التداخل بين الانقسام المحلي والتدخل الإسرائيلي، ما يهدد وحدة سوريا ويمنح إسرائيل هامشًا لتشكيل معادلات الأمن والسيادة في الجنوب السوري.

وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يُنهي حربًا قصيرة لكنه لا يُنهي صراعًا طويلًا قابلًا للاشتعال مجددًا في أي لحظة.

تشكل الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران تحولًا خطيرًا في توازنات الشرق الأوسط، إذ تهدف إلى إضعاف طهران عسكريًا ونوويًا، بدعم أميركي معلن، وسط تصعيد غير مسبوق قد يفضي إلى حرب إقليمية واسعة.
