رصد المقال اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مبرزًا هشاشته واختلاف دوافع الطرفين، مع التركيز على تداعياته السياسية والأمنية التي تثير تساؤلات حول جدواه واستمراريته.
محمود علوش
باحث في العلاقات الدولية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
إن التحدي العاجل الذي يواجهه في المنطقة يتمثل في صياغة سياسة قادرة على وضع حد للحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، والحد من مخاطر انزلاق التوتر بين إسرائيل وإيران إلى حرب مباشرة.
إقرار إسرائيل بوجود السنوار مع المقاتلين خلال عملية قتله يدحض ادعاء إسرائيل بأنه كان يتحصن في الأنفاق ويحتمي بالرهائن الإسرائيليين لديه.
حزب الله ليس مُجرد حليف لبناني لطهران أو وكيل إقليمي قوي لها فحسب، بل جزء من العقيدة الدفاعية الإيرانية. وأي تهديد وجودي له سيؤدي إلى إضعاف هذه العقيدة وإلى تقويض قوة وكيل يُمثل أهم خط دفاع إيراني.
على مدار عام تقريبًا، فشلت إستراتيجية حرب الاستنزاف الإسرائيلية في ردع حزب الله ودفعه إلى التخلي عن ربط وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية بإنهاء الحرب على غزة، وسحب قواته إلى ما وراء نهر الليطاني.
اختراق شبكة اتصالات حزب الله يمثل تصعيدًا خطيرًا في الصراع مع إسرائيل، ويثير تساؤلات حول مدى التورط الاستخباراتي الإسرائيلي وإمكانية شن حرب أوسع ضد الحزب في ظل تزايد المخاطر.
لو نجحت جهود الوسطاء في إبرام صفقة بشأن غزة في الفترة المتبقية للانتخابات، فإن ذلك لن يعني بأي حال أن الحرب انتهت تمامًا؛ لأن ترتيبات اليوم التالي لما بعد الحرب لا تقل تعقيدًا عن الحرب نفسها.
تظهر الهجمات الإسرائيلية الأوسع نطاقًا والأكثر عمقًا في لبنان في الآونة الأخيرة أن نتنياهو يدرك بشكل متزايد نقطة ضعف حزب الله الرئيسية المتمثلة في حرصه على تجنب التكاليف الباهظة لانخراطه في مساندة غزة
تظهر الاعتبارات الداخلية للحركة كعامل رئيسي في هذا الاختيار حقيقة أن السنوار، الذي يُنظر إليه على أنّه مُهندس هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لا يزال يقود بفاعلية كبيرة المقاومة على الأرض.
هناك سبب واضح يُفسر تهرب نتنياهو من استحقاق الصفقة في الوقت الراهن وهو أن شركاءه الأكثر تطرفاً في الحكومة لا يُريدون لهذه الحرب أن تنتهي من دون أن تُحقق فيها إسرائيل نصراً واضحاً.