وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يُنهي حربًا قصيرة لكنه لا يُنهي صراعًا طويلًا قابلًا للاشتعال مجددًا في أي لحظة.

باحث في العلاقات الدولية
وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يُنهي حربًا قصيرة لكنه لا يُنهي صراعًا طويلًا قابلًا للاشتعال مجددًا في أي لحظة.
تشكل الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران تحولًا خطيرًا في توازنات الشرق الأوسط، إذ تهدف إلى إضعاف طهران عسكريًا ونوويًا، بدعم أميركي معلن، وسط تصعيد غير مسبوق قد يفضي إلى حرب إقليمية واسعة.
يرى ترامب الذي يولي أهمية كبيرة في ولايته الثانية لتوسيع اتفاقيات السلام بين دول المنطقة وإسرائيل، أن استقطاب سوريا إلى معسكر الأميركي في المنطقة يوفر فرصة تاريخية لتطبيع العلاقات السورية- الإسرائيلية
إن استهداف محيط القصر الرئاسي إلى جانب الاستثمار الإسرائيلي في الحالة الدرزية في سوريا والحاجة إلى دعمها من جانب المجتمع الدولي، يندرج في إطار نهج أوسع يسعى لاختبار قوة الرئيس السوري أحمد الشرع.
يشير التصنيف إلى تحول في السردية الدولية تجاه الثورة السورية، من تصويرها كصراع أهلي طائفي أدى إلى عودة خطر الإرهاب، إلى الاعتراف بها كحركة أحدثت تغييرًا جذريًا.
أولوية الشرع المتمثلة في تعزيز الانفتاح على الغرب لاسيما الولايات المتحدة والتخلص من معضلة العقوبات وإدراكه للتأثير الأميركي على السياسة الإسرائيلية في سوريا، يُفسران نهج الحذر الذي يتبناه مع إسرائيل.
التدخل الإسرائيلي في سوريا يشكل تهديدًا كبيرًا لكنه يتيح فرصًا استراتيجية للرئيس أحمد الشرع لتعزيز سلطته والقبول الدولي به، في ظل سعيه لإعادة بناء الدولة السورية وتحقيق الاستقرار.
ينظر الشرع إلى مستقبل القواعد الروسية في سوريا كورقة لتحسين موقفه التفاوضي مع الغرب للحصول على قدر أكبر من الشرعية والدعم من جانب الغربيين.
يُقدم التحول السوري فرصة لتركيا لتحقيق قصة نجاح إقليمية كبيرة. يكون لها فوائد جيوسياسية كبيرة لأنقرة لا تقتصر على تعزيز دورها في سوريا الجديدة، بل ستنعكس على مكانتها وصورتها في المنطقة والعالم.
يُعظم التعاون التركي-العربي في دعم ورعاية التحول السوري من فرص نجاحه ويُمكن أن يسهم في معالجة هواجس بعض الدول العربية من هذا التحول.