في الوقت الذي اقتصر فيه التواصل السياسي بعد إطلاق المحادثات الاستكشافية في مايو/أيار عام 2021 على الدبلوماسيين على مستوى نواب وزراء الخارجية، فإن التواصل الآن يجري على مستوى الرؤساء ووزراء الخارجية.

باحث في العلاقات الدولية
في الوقت الذي اقتصر فيه التواصل السياسي بعد إطلاق المحادثات الاستكشافية في مايو/أيار عام 2021 على الدبلوماسيين على مستوى نواب وزراء الخارجية، فإن التواصل الآن يجري على مستوى الرؤساء ووزراء الخارجية.
تستعد تركيا بعد شهرين لإجراء أكثر استحقاقاتها الانتخابية أهمية منذ تأسيس الجمهورية قبل قرن، من حيث كونها تُشكل اختبارا صعبا للرئيس رجب طيب أردوغان لتتويج عقدين من حكمه بولاية رئاسية جديدة وأخيرة.
على الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الجديدة التي فرضها زلزال السادس من فبراير/شباط على أردوغان، فإن تمسكه بموعد تبكير الانتخابات يشير إلى أن رهانه على الفوز لا يزال مرتفعًا.
كانت للحرب الروسية على أوكرانيا تداعيات كبيرة على العالم؛ فلقد أعادت إحياء حقبة الحرب الباردة، وأحدثت تحولات عميقة على البيئة الأمنية الأوروبية، ومنحت زخما قويا لعصر التنافس الجيوسياسي العالمي الجديد.
كانت تركيا تواجه قبل هذه الكارثة تحديات اقتصادية كبيرة بسبب التضخم، لكن الزلزال ضاعف حجم هذه التحديات، كما ينتظر البلاد اختبار وطني كبير آخر يتمثل في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.
سارع قادة أحزاب المعارضة، بمن فيهم زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو الذي يُقدم نفسه مرشحا للانتخابات الرئاسية، إلى تصويب النقد نحو الرئيس رجب طيب أردوغان وتحميله مسؤولية الكارثة.
بنى تحالف المعارضة جانبا من خطابه السياسي على معارضة معظم السياسات الخارجية للرئيس رجب طيب أردوغان من سوريا والإقليم إلى توتر العلاقات مع الغرب وتعزيز الشراكة مع روسيا وغيرها.
لدى الرئيس رجب طيب أردوغان كثير من المبررات لإبداء رد فعل غاضب إزاء السويد على وجه الخصوص، فالسماح بمثل هذه المظاهر المعادية للمسلمين، وإن كان بذريعة حرية التعبير، يُشكل إهانة للعالم الإسلامي.
يحكم الرئيس رجب طيب أردوغان البلاد منذ عقدين واستطاع الفوز بنحو 10 استحقاقات انتخابية على التوالي، لكنه يواجه الآن أصعب تحد انتخابي على الإطلاق حيث تتحد أحزاب المعارضة على اختلاف توجهاتها للإطاحة به.
الرهان على تحقيق تحوّل سريع في العلاقات التركية السورية محفوف بالمخاطر إن لم يكن غير واقعي أساسا، إلا أنه لا يمكن الجزم بأن الحوار لن يصمد طويلا أو أنه يسير في طريق مسدود.