عكفت في يوم عرفة على كتب الأدب أستنطقها ما يمكن أن أشارك به في برنامج طريق الإيمان الذي تبثه إذاعة القرآن الكريم في دولة الكويت مساء كل يوم، بعد اتصال كلفت فيه بالكلام على أدبيات يوم عرفة.
محمد حسان الطيان
أستاذ في كلية القانون الكويتية العالمية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
القرآن مفتاح العربية، فبه عرفت، وبه انتشرت، وبديمتِـه اهتزت وربت، ولخدمته أينعت وأثمرت، من أجله نشأت علومها، وتنوعت فنونها، وباصطفائه لها شرفت ونبهت وانتقلت من المحلية إلى العالمية..
البلاغة هي التي جعلت عمر بن الخطاب يسلم بعد أن كان يبغي قتل النبي صلى الله عليه وسلم، ولبيدا الشاعر يلقي عصا الشعر بعد أن كان واحدا من أشعر الشعراء، والوليد بن المغيرة يقول ما قال..
كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو فوق كل ثناء، وأعلى وأجل من أن ينال منه ذم أو قدح.
كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب. فقد كانت ترفع وتخفض، وتدني وتبعد، وتصلح وتفسد، وتأسو وتجرح، وترفع قوما، وتخفض آخرين..
القرآن الكريم مفتاح العربية، وأصل علومها، وفنونها، ففي رحابه نشأت كل علومها، وفي سبيله تطورت هذي العلوم ونمت حتى بلغت أقصى غاياتها..
الشام تبدو لمحبها جنة، ولعاشقها حورية، ولعارفها أجمل كتاب في الدنيا، إنها حسنة الدنيا التي أوتيناها – لا حرمنا الله منها – ونسأله سبحانه أن يؤتينا حسنة الآخرة.
كنا نحار متسائلين ما علاقة الشرف الرفيع بالدم، حتى إذا جاءت مقاومة غزة العزة، ورأينا بأم أعيننا شهداء غزة تراق منهم الدماء زكية طاهرة في سبيل الله..
يأتي تدمير مشفى المعمداني في غزة ليبين للعالم أجمع أن هؤلاء القتلة لا حد لجرائمهم، ولا حرمة لأحد عندهم.. طفلا كان أم شيخا! مريضا كان أم جريحا! أو ضعيفا أو كسيرا أو خائفا أو هاربا من الموت!