ذكريات مليئة بالرعب والمآسي تلك هي التي تسيطر على خيال جيران مستوطنة “حومش” جنوبي مدينة جنين، وذلك بعد أن قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إعادة المستوطنين إليها بعد 18 سنة من الإخلاء.

ذكريات مليئة بالرعب والمآسي تلك هي التي تسيطر على خيال جيران مستوطنة “حومش” جنوبي مدينة جنين، وذلك بعد أن قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إعادة المستوطنين إليها بعد 18 سنة من الإخلاء.
ربما لا يوجد ما يُلخص تأثير النكبة الفلسطينية على العالم العربي أكثر من قطار الحجاز الذي كان يربط بلاد الشام بالحجاز مرورا بفلسطين، وهنا في مخيم جنين ينتظر اللاجئون القطار ليعيدهم إلى أرضهم المحتلة!
كان عودة أبو صواي يخطط لإزالة شجرة الخروب التي زرعها قبل سنين قرب مصنع طوب لعائلته بمدخل مخيم جنين بسبب تمددها إلى الشارع، لكن استشهاد شيرين أبو عاقلة تحتها حوّلها إلى مزار وصارت أبرز معالم المخيم.
كانت شذى حنايشة تستعد لبداية يوم عمل عادي رفقة مجموعة من زملائها الصحفيين حين باغتهم قناص إسرائيلي على مدخل مخيم جنين وأطلق عليهم الرصاص بشكل متعمد ومباشر، لتستشهد شيرين أبو عاقلة وتنقلب حياة شذى.
بين العبادة والرباط تدور حياة المقاومين على ثغور مخيم جنين، ورغم قسوة تلك الحياة وحرمانهم من الجوانب الاجتماعية والعادات والتقاليد الرمضانية، فإنهم يؤكدون أن كل المنازل أصبحت منازلهم.
رغم تعدد النقاط الساخنة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، لكن يبقى مخيم جنين هو الأبرز والأكثر اشتعالا، وفي هذا السياق تأتي ذكرى معركة أبريل/نيسان 2002 التي استمرت حوالي 10 أيام.
تغير مشوار اليوم الأول من رمضان لعائلة الصباغ في جنين، فبدل الذهاب إلى مركز المدينة رفقة معتصم لشراء احتياجات وجبة الإفطار والحلويات، توجهت الأسرة إلى زيارة الشهيد معتصم الصباغ في قبره.
تمكن الاحتلال صباح اليوم الخميس من قتل 3 مقاومين فلسطينيين ببلدة جبع في جنين، ولكن من هؤلاء الذين نصبت القوات الإسرائيلية لهم كمينا عند مدخل البلدة واحتاجت إلى تعزيزات كي تتمكن منهم؟
سيظل مخيم جنين حاضنة المقاومة، ربما تكون هذه هي الرسالة الأبرز التي يمكن التقاطها عبر العيون قبل الألسن، خلال الجنازة الكبيرة التي شهدتها مدينة جنين خلال تشييع جنازة 5 شهداء ارتقوا برصاص الاحتلال.
يصف أهالي مخيم جنين اقتحام الثلاثاء بأنه من أعنف الهجمات الإسرائيلية، حيث حوصر عدد من الأهالي في منازلهم بسبب كثافة النيران والقصف بقذائف موجّهة نحو مواقع المقاومين المحاصرين.