4 من أروع أفلام 2020 لم تنل ما تستحقه من الشهرة

يدور فيلم "يوتوبيا ديفيد بيرن الأميركية" حول أهمية التعبير والتواصل والنظر إلى بعضنا بعضا (مواقع التواصل)

بالإضافة إلى تنوعها وأهميتها، فإن إشادة النقاد بهذه الأفلام تجعلنا لا نفوّت عام 2020 دون أن نتوقف أمامها. وهي تبدأ بفيلم وصفه النقاد بأنه "يقول الكثير عن إخفاقات المجتمع الحديث"، حيث يتناول بشكل غير مسبوق التأثير المدمر لبعض الإصلاحات الاقتصادية على الطبقة المتوسطة.

أما الفيلم الثاني فهو "جوهرة رائعة عن معاناة المراهقات الوافدات إلى الغرب"، لنأتي للفيلم الثالث الذي يحكي لنا قصة حقيقية تدور حول اشتباك شرطة لندن مع مجموعة من النشطاء البريطانيين السود عام 1970 بدافع الكراهية العنصرية، ثم نصل إلى الفيلم الرابع والأخير، وهو فيلم تلفزيوني موسيقي مبهر، وصفه النقاد بأنه "من أكثر اللحظات متعة في سينما 2020".

عُذرا تخطيناك

"عُذرا تخطيناك" (Sorry We Missed You)، فيلم للمخرج البريطاني كين لوتش يصور الآثار الاجتماعية المُوجعة للاقتصاد الحر، من خلال قصة ريكي تيرنر (كريس هيتشن) عامل البناء السابق الذي فقد عمله وفرصته في الحصول على مسكن خاص، بعد الانهيار الاقتصادي عام 2008. فاضطر للعمل في خدمة التوصيل بالعمولة فقط، دون عقد ولا مرتب ثابت ولا ساعات عمل محددة، كما أن عليه شراء أو استئجار الشاحنة التي سيعمل عليها.

لجأ ريكي إلى زوجته آبي (ديبي هانيوود) ليقنعها ببيع سيارتها حتى يتمكن من شراء الشاحنة التي ظن أنها ستكون طريقهم للخروج من البؤس المالي. والآن عليه تنفيذ مواعيد التسليم بدقة، وغير مسموح له بالذهاب إلى المرحاض، فكل جزء من الثانية من وقت العمل محسوب بواسطة جهاز، وهناك نظام جزاءات لا يرحم، ولا أجر مقابل وقت الراحة أو الإجازات.

ليواصل لوتش إثارة أحزاننا على أناس طيبين لم يتخيلوا العالم بهذه القسوة، وخصوصا في بعض المشاهد المحزنة التى نرى فيها ريكي وزوجته التي اضطرت للعمل هي الأخرى راعية منزلية لكبار السن والمعاقين، بعد أن رأت حلم البيت الآمن يتلاشى، وقد أصبحت حياتهم لا تطاق، وعلاقتهم بأبنائهم أكثر إحباطا.

 

روكس

فيلم "روكس" (Rocks) من إخراج سارة غافرون التي استطاعت أن تعرض دراما ممتعة ونابضة بالحياة، تقدم فيها الوجه الجديد بوكي باكراي بدور فتاة بريطانية نيجيرية (شولا روكس) تبلغ من العمر 16 عاما، لديها موهبة في فن المكياج، وشقيق صغير يُدعى إيمانويل.

تعود روكس من المدرسة فتكتشف أن والدتها المريضة بالاكتئاب قد اختفت تاركة لها رسالة ترجوها رعاية أخيها، مع مبلغ من المال بالكاد يكفي طعام أسبوع أو تشغيل الكهرباء. لتجد روكس نفسها وقد قفزت مباشرة من سن المراهقة إلى سن الرشد، فتعقد العزم على ألا تترك سلطات الرعاية الحكومية تنتزع منها إيمانويل، لذلك أخذت تتنقل به بين منازل زميلاتها والفنادق الرخيصة، لكنها بمرور الوقت ورغم محافظتها على المظهر الخارجي للحياة الطبيعية، ازدادت عليها الضغوط، حتى وشت بها زميلتها أغنيس (روبي ستوكس) لدى السلطات.

لكن روكس التي لا تلين أبدا -وكانت تعلق في غرفتها لوحة تقول إن "الملكات الحقيقيات يُصلحن تيجان بعضهن بعضا"- أظهرت شجاعة وبدت متفائلة بشدة، وفعلت كل ما في وسعها بعد مغادرة أمها، فصاغت قصة رائعة، ربما تكون مفجعة للقلب، لكنها تؤكد الإصرار على مستقبل أكثر إيجابية.

مانغروف

مانغروف (Mangrove)  فيلم استعاد فيه المخرج ستيف ماكوين وقائع محاكمة تاريخية جرت في لندن عام 1970، لـ9 نشطاء سود قادوا احتجاجات ضد هجوم الشرطة على مطعم "المانغروف" في نوتنغ هيل، غرب لندن، وانتهت باعتراف قضائي غير مسبوق بتحيز عنصري لدى الشرطة.

دراما مثيرة جرت بين الشارع وقاعة المحكمة على وقع موسيقى تصويرية تغمرنا بوفرة من الأغاني الرائعة، مع كل مرة تدفعنا فيها كاميرا المصور السينمائي شابير كيرشنر مباشرة إلى الحدث، لتسجيل الفوضى وتوجيه نظرنا نحو المذبحة.

تلخصها اللندنية السوداء باربرا بيز (روشيندا ساندال) قائلة: عندما تأتي من "بلد كنت فيه الأغلبية" لتنضم إلى أقلية يشكلون مجموعة تجمعهم رابطة مشتركة، ولديهم اكتفاء ذاتي يزعج البيض الذين لا يطيقون أي تجمع على أساس عرقي مختلف، وتجد رجلا مثل فرانك كريتشلو (شون باركس) يجعل من مطعمه ملاذا آمنا للقاء والاستمتاع بتناول الطعام الحار للقادمين من الكاريبي مثلك؛ فعليك أن تتوقع هجمات وحشية لتحطيم كل شيء وتدمير الممتلكات وسحل السود في الشوارع، من رجال الشرطة البيض بقيادة الضابط فرانك بولي الشرير (سام سبرويل)، الذي يتآمر لتلفيق اتهامات بجرائم خطيرة للمجموعة التي ستُعرف باسم "مانغروف ناين".

 

يوتوبيا ديفيد بيرن الأميركية

"يوتوبيا ديفيد بيرن الأميركية" (David Byrne’s American Utopia) فيلم وثائقي موسيقي اعتبره النقاد "من أكثر اللحظات متعة في سينما 2020". ففي سنة عصيبة كهذه، كان من السهل الانزلاق فيها إلى اللامبالاة، يُعدّ مجرّد رؤية شيء نابض بالحياة أشبه بمعجزة، فما بالنا بعرض مبهج عن الفن والعاطفة، جمع بين المخرج الأميركي سبايك لي، والمؤلف الموسيقي الحائز على جائزة الأوسكار ديفيد بيرن.

حيث وضعنا لي بإخراجه المذهل على خشبة المسرح مع 11 مؤديا يتنقلون حول بيرن بطريقة تسلط الضوء عليه، فتخلق إحساسا خاصا بالأداء، ليجيء تصميم الرقصات ساحرا، والموسيقى رائعة، والشعور بالبهجة يكاد ينفجر على الشاشة، ونحن نشاهد هؤلاء الأشخاص ينهضون ويهبطون، ويضمّون أصواتهم في وئام، يجعلهم في قمة اتحادهم في العرض.

يدور الفيلم حول أهمية التعبير والتواصل والنظر إلى بعضنا بعضا، وتتعانق موسيقى بيرن وحرَفية لي معا لحث الناس على ذلك: "ابحث عن سعادتك، واكتشف غضبك، واعثر على شيء ما".

كما في استعراض "أكابيلا" (Acapella)، حيث يتم تجريد المجموعة من أدواتها، فلا يبقى سوى قوة أصواتهم المتناغمة التي توحي بالأمل في مستقبل أفضل يمكننا فيه "اصطحاب النجوم لاكتشاف الطريق".

 

المصدر : الجزيرة