علي الجبوري.. المقاومة العراقية بعد انسحاب أميركا
– مشاريع المقاومة العراقية المستقبلية
– مستقبل العمل السياسي للمقاومة العراقية
– المقاومة وموقفها من الاتفاقيات المبرمة أثناء الاحتلال
– مبادرة المالكي للحوار مع المقاومة
– المصالحة العراقية ونبذ الخلافات
محمود مراد: مشاهدينا الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وأهلا بكم في هذا اللقاء الخاص الذي نجريه مع الشيخ علي الجبوري الأمين العام للمجلس السياسي للمقاومة العراقية، المجلس هو منظمة تأسست للمقاومة عام 2007 وتضم أربعة من أكبر فصائل المقاومة العراقية هي الجيش الإسلامي في العراق وجماعة أنصار السنة والجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية جامع وحركة المقاومة الإسلامية حماس العراق مرحباً بك يا شيخ علي، ما هو مستقبل المجلس السياسي للمقاومة العراقية؟ وما هو مستقبل المقاومة العراقية بصفة عامة بعد رحيل وجلاء قوات الاحتلال الأميركي؟
مشاريع المقاومة العراقية المستقبلية
علي الجبوري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله في البدء اسمح لي أن أهنيء الشعب العراقي وأن أهنيء الأمة العربية والإسلامية وأن أهنيء العالم بانتهاء حقبة استمرت لثماني سنوات وثمانية أشهر، استمرت 104 شهر، 3192 يوم ثقيلة جداً على الشعب العراقي مليئة بالأحزان والآلام لتنتهي بانتصار الشعب العراقي ومقاومته الباسلة على هذا الاحتلال الإرهابي البغيض، أما بالنسبة لمستقبل المقاومة العراقية فالمقاومة أعلنت في مشروعها وبرنامجها السياسي أنها انطلقت لتحرير العراق من الاحتلال والنفوذ الأجنبي، القوات البرية انهزمت والحمد لله وخرجت ولكن بقي هناك نفوذ أجنبي في العراق سواء بالنفوذ الأميركي المتمثل بالهيمنة السياسية وسفارة أميركية يبلغ تعداد دبلوماسيها11 ألف موظف ويبلغ عدد المتعاقدون الأمنيون 500 آلاف موظف يعني مجمل العدد 16 ألف موظف وهذه أكبر سفارة في العالم، غريبة جدا تمتد قلعة في داخل بغداد على مسافة 104 هكتار يريدون منها ممارسة انتدب على العراق بدلا من الاحتلال العسكري المباشر، فالمقاومة مستقبلها أنها سوف تخلص العراق من كل احتلال ونفوذ أجنبي، لتعيد له سيادته الكاملة أمام المقاومة مشاريع خطيرة في المرحلة القادمة وعمل كبير جداً وهي ممارسة العمل السياسي وهنا لا أقصد الدخول في العملية السياسية أو الحكومة التي أقيمت في ظل الاحتلال إنما سيكون لها أعمال سياسية من داخل العراق ومن خارج العراق كي تزيل كل آثار وإفرازات الاحتلال سواء الآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتخليص العراق من هذه الحقبة هي أطلقت رؤية لشكل الحكم في العراق لشكل المصالحة الوطنية لكيفية بناء الدولة العراقية في المستقبل فهذا هو عمل المقاومة العراقية في المرحلة القادمة بالجملة المشاركة في بناء العراق المستقل المستقر الذي تقوم فيه دولة المؤسسات التي يأمن فيها المواطن.
محمود مراد: شيخ علي فعل المقاومة يختلف عن فعل البناء، قلت أن هناك 16 ألفا داخل السفارة الأميركية وهي أكبر سفارة منهم خمسة آلاف متعاقد أمني هذا يعني نوع من المظاهر المسلحة بشكل ما، هل الفعل المقاوم الذي تمارسه المقاومة العراقية مستقبلاً ينطوي على أي نوع من أنواع استخدام السلاح؟
علي الجبوري: قد يكون نحن نقول أن عمل المقاومة عمل شامل ليست عملا عسكريا فقط، عمل له أوجه كثيرة: العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، سنقاوم كل إفراز من إفرازات الاحتلال بحسبه، الإفرازات السياسية ستكون هناك مشاريع سياسية لمواجهتها، الإفرازات الثقافية والاجتماعية لأن الاحتلال حاول تغيير منظومة القيم والمثل الاجتماعية في البلد سنقاومها بحسبها، السفارة الأميركية إذا كان لها عمل عسكري أو استخباراتي أو حاولت أن تمارس الانتداب على العراق سوف يكون وجودها غير مرحب به وربما تكون هدف للمقاومة العراقية.
مستقبل العمل السياسي للمقاومة العراقية
محمود مراد: العملية السياسية التي تتحدث عنها، أنتم لكم تجربة هي هذا الأمر دفعتم بمرشحين خلال الانتخابات الماضية لكن لم يوفق أحد فيهم في الدخول إلى المجلس الوطني، هل عملكم خلال الفترة القادمة سيكون على الشاكلة ذاتها؟
علي الجبوري: لا إحنا ابتداءً أعلنا مراراً وتكراراً أنا غير معترفين بالعملية السياسية التي قامت في ظل الاحتلال ثم قامت بشكل مشوه على أسس طائفية وإقصاء وتهميش وليس هناك مؤسسات يأمن فيها المواطن فنحن لم نعترف بالعملية السياسية ولم ندخلها وفي المنظور يبدو لم ندخل العملية السياسية في المنظور لما رأيناه مؤخرا من تجاذبات سياسية.
محمود مراد: قل لم نعترف بالعملية السياسية ولم ندخلها، وماذا تسمي المرشحين الذين دفعتم بهم في الانتخابات؟
علي الجبوري: ليس هناك مرشحين رسميين للمقاومة العراقية هذا لم يكن يعني مرشحين باسم المقاومة العراقية هذا لم يكن لأن المقاومة أعلنت أنها لم تشارك في العملية السياسية حتى في المنظور القريب ليس هنالك قرار في المشاركة في العملية السياسية لأنه العملية السياسية القائمة في العراق قائمة على أسس غير صحيحة من منظورنا.
محمود مراد: ما شكل العمل السياسي الذي يمكن تمارسونه إذا لم يكن هناك انخراط في الانتخابات على سبيل المثال هي أبرز التجليات العملية السياسية المشاركة في الانتخابات الصراع على السلطة أو محاولة الوصول إلى السلطة لتطبيق وجهات نظركم في الحكم؟
علي الجبوري: نعم هي أحد وجوه المشاركة السياسية لكن العمل السياسي كبير جداً لأن المقاومة أعلنت برنامجا سياسيا كبيرا يتعلق بتحرير العراق من كل احتلال ونفوذ أجنبي، يتعلق بالمحافظة على ثروات العراق، يتعلق بمعارضة الاتفاقيات المهينة والمذلة التي وقعت وكُبل بها العراق ومعارضة النشاط الاقتصادي وتمليك ثروات العراق النفطية لشركات أميركية وغير أميركية بعقود نظنها مجحفة بالنسبة للعراق وشعب العراق، فهناك عمل سياسي كبير جداً، إبراز فكرتنا وطرح فكرتنا للشعب العراقي في كيفية ما نريد بالعراق الجديد هذه كلها تحتاج إلى عمل تحتاج إلى تفاعل مع المواطن، كانت المقاومة فعلها عسكري ربما لا تحتك بالمواطن العراقي كثيراً لأنه في مجابهة مستمرة مع قوات الاحتلال الآن ممكن النزول إلى الشارع العراقي ومخاطبة الشارع العراقي والعربي عموماً هناك انفتاح على دول العالم لإبراز ما نريده من العراق، العراق فيه مشاكل كثيرة جداً اللحمة الاجتماعية للشعب العراقي حدث فيها شرخ كبير بسبب بالقتل الطائفي والانقسام الطائفي والتهميش والإقصاء لأسباب طائفية هذه تحتاج إلى ترميم، لذلك نقول من جُل العمل السياسي في العراق من أبرز تجلياته ليس فقط العملية السياسية بل نحن نعتقد انه إعادة الحقوق للشعب العراقي المهضوم المغصوب الحقوق هو أهم برامج العمل السياسي يعني من ضمنها ملاحقة أميركا قضائياً ومجرمي الحرب وقادة الحرب للاعتذار للشعب العراقي، وتعويض العراق كدولة وتعويض العراقي كمواطن عما لحق به من قتل أبنائه ومن سجون ومن تهجير ومن اغتصاب أموال لذلك نريد أن نعيد الحق والعدل العملية السياسية أفرزت حكومة طائفية لا يأمن المواطن على نفسه وماله وأهله نريد أن نصلح هذه القضية بحيث أن تقوم دولة مؤسسات عصرية يأمن فيها المواطن.
محمود مراد: ماذا يضمن عدم تكرار إفراز حكومة على هذا النسق؟
علي الجبوري: هذا يجب أن نعمل ونجتهد في الساحة مع شعبنا وهناك مشاريع تتعلق بالشعب العراقي والنزول إلى الشارع العراقي والتعامل مع المواطن العراقي لكي يتحد العراقيون مع مقاومتهم في إبراز وإيجاد واقع جديد للعراق.
محمود مراد: لكن الذين منحوا قائمة إياد علاوي ائتلاف دولة القانون الذين منحوه 89 مقعد تقريباً على ما أذكر هم أيضا من العراقيين، كيف تستطيع أن تغير وجهة نظر هؤلاء؟
علي الجبوري: لا وجهة نظر العراقيين في الانتخابات التي جرت في العراق هي متغيرة من الأساس وربما شهد العالم كله المظاهرات التي خرجت في العراق وتصوير الأصابع المقصوصة ندماً على المشاركة في الانتخابات لأنها لم تفرز للعراقيين ما يأملون، العراقيين خرجوا على أمل أن يكون هناك تغيير لكن أصيبوا بخيبة أمل كبيرة.
محمود مراد: هل تعني شيخ علي انه إذا ما أجريت انتخابات مبكرة يمكن أن تفرز واقعاً مغايراً لما هو عليه الآن في العراق؟
علي الجبوري: في المنظور الحالي نقول أن الانتخابات حتى المبكرة لن تفرز واقعاً جديداً لأنه العراقيين صدموا إن شركاء العملية السياسية الذين كانوا يظنون بأنهم سيضعون يدهم بيد بعض من اجل الوصول إلى عراق جديد الآن يختلفون وصارت هناك تصفيات باسم القانون والدولة ومكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة يصفي الخصوم السياسيين لبعضهم البعض، وهذا شرخ كبير في داخل العملية السياسية.
محمود مراد: هل تعني ما تعرض له نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي حالياً؟
علي الجبوري: نعم شخص بهذا المستوى عندهم وشارك منذ سنين في بناء العملية السياسية وشريك حقيقي للمالكي وغير المالكي، الآن يضربون بعضهم البعض وربما القائمة ستطول، هناك مرشحين آخرين ربما العيساوي مرشح للمرحلة القادمة وغيره وغيره لأن في العراق الحقيقة جلية واضحة في العراق هناك حكم طائفي، هناك محاولة لبناء دولة طائفية ليست دولة قانون ومؤسسات كما يزعمون، إنما هناك سعي حثيث لبناء دولة طائفية في العراق وتهميش وإقصاء الطوائف الأخرى وهذا واضح جداً وربما سيتوضح في الأيام القادمة المالكي ومن معه بدأوا يبرزون على الوجه الحقيقي لما يريدون لأفكارهم ومعتقداتهم ولاتجاههم السياسي فالمرحلة القادمة ستبين للعالم أجمع بأن العملية السياسية في العراق قائمة على أسس فاسدة ليس هناك نية واضحة لعمل سياسي حقيقي في العراق نحن طلبنا.
محمود مراد: انتم تقولون أنم تريدون تغيير هيكلية هذه العملية السياسية لكن كيف وزمام الأمور بيد الحكومة التي يرأسها المالكي الذي تصفه بهذه الأوصاف؟
علي الجبوري: وهذا هو يعني يجب أن نبتكر وسائل للعمل السياسي الحقيقي..
محمود مراد: مثل ماذا؟
علي الجبوري: مثل تهييج الشارع العراقي على هذه الحكومة، العراقي عندما خرج الكهرباء تنقطع جل النهار عنه، عندما خرج كان يأمل أن تتحسن المعيشة الظروف الصحية الخدمات الاجتماعية ساءت بعد الانتخابات أكثر من قبل الانتخابات فلم يحصل على أدنى ما يتمناه من العملية السياسية ولن يحصل في المنظور القريب وهناك يأس في الشارع العراقي من هذه المسألة، الشارع العراقي سيصل إلى مرحلة يقتنع بفساد هذه العملية السياسية وربما يتجه مع المقاومة لبناء عمل سياسي جديد في العراق لبناء دولة جديدة، نحن طلبنا بادرة حسن نية يعني الحكومة تقول نحن لبناء عراق، بادرة حسن نية إطلاق سراح الأسرى الذين اعتقلوا في ظل الاحتلال ليس لأنهم مجرمين أو قتلوا ناس نحن مع محاكمة المجرم، مع أنه لآن ليس هناك قضاء عراقي نزيه بل القضاء العراقي بشهادة مسؤولين كبار قضاء مسّيس الشرطة العراقية مسّيسة، قبل أيام ظهر وكيل وزير الداخلية لشؤون الشرطة اللي هو الفريق أيدن خالد قال: هناك عناصر مدسوسة ومشبوهة اندست في الشرطة والأمن والدولة، بل المالكي نفسه في تصريحاته الأخيرة قال: هناك في ضباط مندسين، يعني المواطن العراقي لا يأمن لا لشرطة ولا لجيش العراق لأن هناك مندسين وأصحاب مصالح وأصحاب اتجاهات ومرتبطين بأجندات خارجية وليس لهم ولاء وطني صحيح دخلوا في كل مؤسسات الدولة، يجب تطهير مؤسسات الدولة وخلق مناخ وجو صحي آمن لكي أنه كل مواطن يشترك في هذا العمل ولا يخاف أن تبرز له ملفات ملفقة يحاكم ويعاقب على أساسها،هناك نقول طلبنا بادرة حسن نية إطلاق جميع هؤلاء الأسرى، البارحة المالكي يصرح بأنه من استخدم السلاح بحجة الوجود الاحتلال الأميركي سيجد جزاؤه ويعاقب هل أنه استخدم السلاح في ظل وجود الاحتلال وبحجة وجود الاحتلال لمقاومة الاحتلال هذا يجب أن يعاقب أم يجب أن يكرم؟
محمود مراد: إذا كان قرأنا ما بين السطور في تصريحات المالكي، هذا يعني أن الأمر لن يجري بسهولة، ما تقوله أنت مسألة تطهير هذه المؤسسات الكثير من الناس الذين يمسكون بمفاصل السلطة في تلك المؤسسات لن يتخلوا بسهولة عما في أيديهم من سلطات و من نفوذ وقوة..
علي الجبوري: نعم وهو كذلك، نعم وهو كذلك.
محمود مراد: هل السبيل إلى هذا الأمر هو الفعل السياسي أم السلاح دوره موجود وقائم؟
علي الجبوري: يعني كما أنه تم هزيمة المشروع الأميركي في العراق وهو مشروع كبير جداً دخلت أكبر قوى في العالم أميركا ودخلت معها ما يقارب الأربعين دولة لمساندة أميركا على مشروعها كما استطاعت المقاومة إيقاف هذا المشروع وهزيمته في العراق ستستطيع أن تعمل من أجل بناء عراق جديد، يعني في كل الوسائل المشروعة سنقاوم سواء عسكرية أو ثقافية أو سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية من اجل الوصل إلى العراق الذي نريده العراق المستقر الآمن الذي يعيش فيه المواطن آمناً مطمئناً.
المقاومة وموقفها من الاتفاقيات المبرمة أثناء الاحتلال
محمود مراد: شيخ علي تطرقت في كلامك إلى الاتفاقات والمعاهدات التي عقدها العراق في فترة الاحتلال ووصفتها بأنها مجحفة وباطلة هل تظن أن الانقلاب على مثل هذه الانقلابات عن تلك المعاهدات يمكن أن يمضي بسلام هكذا؟ هل تعتقد أن الدول التي عقدت معها هذه الاتفاقات يمكن أن تسمح لكم بهذا؟
علي الجبوري: نعم إذا رأيت إلى تاريخ الشعوب التي تعرضت إلى احتلال عندما خرج الاحتلال كبل هذه الدول وهذه الشعوب باتفاقات، مجرد قيام حكومات وطنية حقيقية تريد السلام وتريد السيادة لبلدها ألغيت هذه الاتفاقات، نقول هذه الاتفاقات هشة إذا وجدت إرادة عراقية بمساندة الشعب العراقي للقضاء على هذه الاتفاقات هي القضاء عليها أبسط ما يكون.
محمود مراد: ألا يمكن أن تفتح الباب لتدخلات أخرى؟ سأستمع منك إلى إجابة هذا السؤال ولكن بعد هذا الفاصل القصير، مشاهدينا الأعزاء ابقوا معنا سنواصل بعد هذا الفاصل حوارنا مع الشيخ علي الجبوري.
[فاصل إعلاني]
محمود مراد: أهلا بكم مجدداً مشاهدينا الأعزاء في هذا الحوار الذي نجريه مع الشيخ علي الجبوري الأمين العام للمجلس السياسي للمقاومة العراقية، شيخ علي كنا قد طرحنا سؤالاَ قبل هذا الفاصل بشأن إمكانية تدخل القوى التي لها مصلحة في استمرار المعاهدات التي وصفتها أنت بالمجحفة إذا ما رغبتم في تغيير هذا للواقع أو النكوص عن تلك المعاهدات؟
علي الجبوري: نعم، نقول هناك أطماع في العراق ليس فقط من أجل المعاهدة، الآن الباب مفتوح على مصراعيه للتدخل في الشأن الداخلي العراقي لعدم وجود قوة حقيقية عراقية تحمي أجواء العراق وبحر العراق وتحمي أرض العراق القوات العراقية غير جاهزة بتصريحات الحكومة، لذلك نحن نقول نحن على استعداد لمقاومة أي نفوذ أو أي محاولة للتدخل في شأن العراق، على استعداد لمقاومة أي قوة تريد أن تحتل العراق من جديد أو تريد أن تتدخل في الشأن العراقي.
محمود مراد: هل يمكن أن تصرح باسم هذه القوى التي يمكن أن تتدخل في الشأن العراقي؟
علي الجبوري: نعم، هناك خطر إيراني واضح على العراق ومحاولة تدخل إيراني واضح بل أنه إيران ربما تحرك دمى العملية السياسية والدمى تابعة إما لإيران وإما لأميركا و أعتقد أن النفوذ الإيراني الآن في العراق أكبر من النفوذ الأميركي.
محمود مراد: لماذا لا تخوضون غمار العملية السياسية هذه كلاعب مستقل لا يخضع للنفوذ الإيراني ولا يخضع للنفوذ الأميركي وتتركون للشعب العراقي مسألة تقرير من هو الأصلح لتمثيله؟
علي الجبوري: نعم لأننا إلى الآن لم ننجز مهمتنا الأصلية وهي تحرير العراق من الاحتلال والنفوذ الأجنبي، لازال العراق وإن احتفل العراقيون بيوم الجلاء وأسموه يوم الجلاء جلاء القوات الأميركية وهذا أول نصر للشعب العراقي على الأميركان لكن نقول البقايا الأميركية موجودة في العراق لم نطمئن كثيراً للانسحاب الأميركي من العراق، لأنه عندنا إحساس أن محاولة اختلاق ذرائع وخلخلة الوضع العراقي من اجل إعادة النفوذ الأميركي والهيمنة الأميركية وإن بصورة أخرى وإن بصورة أخرى باسم السفارة الأميركية والوجود الدبلوماسي مع العلم أن الدبلوماسيين الأميركان اللي في العراق تابعين لمكتب المخابرات الأميركية السي آي إيه نعتقد انه سيكون لهم دور أمني ودور عسكري في داخل العراق في المرحلة القادمة بذرائع شتى ستكون في قابل الأيام فنحن غير مطمئنين، يجب أن نطمئن تماماً بأن العراق قد تحرر من الاحتلال الأميركي أولاً، ثم المقاومة قالت نحن نحرر العراق من الاحتلال والنفوذ الأجنبي، والنفوذ الأجنبي لا زال موجود في العراق، الآن النفوذ الإيراني هو الذي يحرك السياسية العراقية بالإضافة إلى الهيمنة الاقتصادية والاجتماعية ، فنعتقد أننا لم ننجز المهمة بشكل كامل، عندما ننجز المهمة بشكل كامل ويكون هناك عراق مستقل مستقر آمن مطمئن هدفنا الأول هو رفع الظلم أو الحيف عن الشعب العراقي عن شعبنا ومحاولة إيجاد واقع مطمأن للمواطن العراقي إذا وجد هذا فعندها لكل حادث حديث.
مبادرة المالكي للحوار مع المقاومة
محمود مراد: السيد نوري المالكي دعا إلى حوار مع من سماهم فصائل المقاومة العراقية هل استجبتم لهذه الدعوة؟
علي الجبوري: لا طبعاً هو المالكي وحكومته ادعوا بأنه حدثت عدة مؤتمرات للمصالحة الوطنية وشاركت فيها فصائل، قبل بضعة شهور قالوا إحنا تصالحنا مع فصائل المقاومة العراقية وذكروا أسماءها ومن ضمنها فصائل موجودة في المجلس السياسي للمقاومة العراقية ثم قبل أيام قليلة ثلاثة أو أربعة ظهر مؤتمرا جديدا وذكروا نفس الأسماء وهذا من التلاعب فيما يعلنون لأنه كيف صالحتم فصائل قبل بضعة أشهر وتصالحونها الآن؟ لكن نعتقد أن دعوة المالكي للمصالحة وإبراز هذا المؤتمر الجديد من ورائه أهداف سياسة، لأن المالكي وحكومته حكومة طائفية بامتياز أرادوا أن يدخلوا فصائل محسوبة على الشيعة وهي فصيل أهل الحق، فصيل جديد يدعون أن هو الذي شارك في إخراج الأميركان من العراق مع قلة نسبة مشاركة الفصائل هذه في العمل العسكري ودائماً عملها العسكري مرتبط بأجندات خارجية ومصالح لا تهم العراق كثيراً، فأرادوا أن يدخلوا هذه الفصائل فأعلنوا غطاء من المصالحة..
محمود مراد: تتحدث عن هذا الفصيل تحديداً، أم عن الفصائل الشيعية التي ترفع السلاح أو رفعت السلاح ؟
علي الجبوري: هم أرادوا أن يدخلوا هذه الفصائل وهم عصائب الحق اللي قبل فترة زعيمهم نفسه اللي هو مقتدى الصدر سماهم عصائب الباطل، وهي متهمة بقتل المواطنين العراقيين لأن هي من بقايا جيش المهدي الذي كان له دور سيء في الساحة العراقية في 2006 وما تلاها من أحداث طائفية كان لهم أبرز الأثر في قتل المواطن العراقي وكانوا يشنون هجمات منظمة على أحياء في داخل بغداد يقومون بالقتل والتصفية الطائفية، أرادوا الآن أن يلمعوها وانه هي التي طردت المحتل وأرادوا أن يدخلوها في العملية السياسية لأنهم أعلنوا مباشرة دخولهم في العملية السياسية حتى القضية لا تبان طائفية بشكل كامل، وضعوا بعض الأسماء لتزيين هذا لأمر مع أنه هذا غير حقيقي.
محمود مراد: شيخ علي هل يعني كلامك هذا أن فصائل المقاومة العراقية الحقيقية سنية خالصة النقاء؟
علي الجبوري: هذا واضح جداً مع أننا لا أريد أن نتكلم هذا الكلام لأن كنا نتمنى أن يشارك العراقيون جميعا في تحرير البلد ولكن المقاومة في حقيقتها فعل على الأرض ليست أمنيات ولا دعايات ولا إعلاميات هي حقيقة على الأرض وتضحيات جسيمة جداً في سيبل الله ثم في سبيل العراق فالذي لم يضحِ ولم يقاتل ولم يخسر نحن لا نقاتل..
محمود مراد: بم تسمي كل هؤلاء الذين سقطوا من التيار الصدري خلال قتالهم مع الأميركيين في مطلع الاحتلال؟
علي الجبوري: فترة الاحتلال الأميركي للعراق كما ذكرت لك 8 سنوات و8 أشهر معركة الصدريين جيش المهدي في النجف طالت أربعين يوم فكم نسبة الأربعين يوم إلى 8 سنوات احتلال؟ هم سلموا السلاح للأميركان، والأميركان في داخل النجف فيعني نحن نظن أنها كانت من أجل مكاسب حزبية، اختلفت الحكومة والتيار الصدري والأميركان دخلوا لمساندة الحكومة فوقع الاشتباك بينهم لم يكن الأصل هو من أجل مقاومة أميركا بل خلاف على مصالح اقتصادية ومكاسب على الأرض في داخل النجف وكربلاء، فالقتال أصلا كان بين الحكومة العراقية القائمة آنذاك والتيار الصدري طبعاً الأميركان ساندوا الحكومة القائمة فوقع القتال، وإلا المعركة دامت أربعين يوم عمر الاحتلال ثماني سنوات ماذا تسمى؟ نقول لو كان الهدف تحرير العراق لاستمرت وكنا نتمنى لاستمرت معركتهم 8 سنوات حتى يتحرر العراق بشكل كامل.
محمود مراد: شيخ علي لو عدنا إلى دعوة نوري المالكي مرة أخرى إلى الحوار إذا ما وصلتكم جسم ملموس لهذه الدعوة أو دعوة ملموسة هل تشاركون فيها؟
علي الجبوري: هذه الدعوات وصلت.
محمود مراد: الدعوة وصلت بالفعل؟
علي الجبوري: الدعوات وصلت وهم دعونا على الإعلام وعلى شاشات التلفزيون للتحاور ولكن نقول أن وضع المناخ في العراق ليس وضعا للتحاور، فليتحاوروا بين الذين من قاموا بالعملية السياسية ويصفوا خلافاتهم ثم بعد ذلك يطلبوا التحاور مع الآخرين إذا كانوا شركاء في العملية السياسية وبينهم هذه التصفيات وهذا الخلاف كيف يطمئن المحاور لهذا المناخ، المناخ في العراق غير صحيّ للمحاورة.
محمود مراد: وكيف يطمئن الطرف الآخر أيضاً السيد نوري المالكي أعني به الطرف الآخر كيف يمكن أن يطلع على نواياكم الحقيقية دونما حوار؟
علي الجبوري: الطرف الآخر هو يمشي في مشروع والآن مشروع الإقصاء والتهميش الطائفي على أشده في العراق، فحتى المواطن العراقي عندما أعلنت الحكومة في إعلانها أنه حدث مؤتمر المصالحة مع المقاومة جاءتنا آلاف الرسائل من المواطنين داخل العراق كيف تتحاورون مع هذه الحكومة الطائفية التي تقتل الشعب العراقي؟ وتسجن الشعب العراقي وتظلم الشعب العراقي والتي تعدم شباب العراق لا لشيء لأنهم قاوموا الاحتلال! هذا ثابت عليه مقاومة الاحتلال الشباب الآن يعدمون.
محمود مراد: الأفعال التي تصف أن الحكومة العراقية قد فعلتها، هذه أفعال ترقى إلى مستوى الاحتلال نفسه أو إلى مستوى الخيانة! هذا يعني أن من يصنع هذا يجب أن يقاوم بالسلاح أيضاً، هل انتم في وارد في فعل هذا الشيء أم الانخراط في العملية السياسية هي السبيل الأمثل لمقاومة هذه الحكومة؟
علي الجبوري: الوصف الذي وصفته بأنها ترقى لدرجة الاحتلال هذا ما يقوله المواطن العراقي، يعني في يوم الذي كان يعتقل عند الأميركان أخف وطأة من الذي اللي يعتقل عند الحكومة العراقية.
محمود مراد: سيد علي المواطن العراقي أيضا كما قلنا منح ائتلاف دولة القانون 89 مقعد في المجلس الوطني ، يعني ليس كل العراقيين على هذا الرأي الذي تقوله أنت؟
علي الجبوري: نعم صح وهو كذلك، لكن دولة القانون ممارساتها وفعلها على الأرض فلتدخل الانتخابات للمرحلة القادمة ولترى النتائج لأن المواطن العراقي ربما صدق الشعارات والمشاريع الوطنية التي رفعت وشعارات تغيير الواقع العراقي ولسان حال كل العراقيين أنهم خرجوا للانتخاب لأجل ذلك حتى يجربوا قضية ممكن أن تنفعهم، لكن لما لم يصلوا إلى نتيجة وصارت الآن قناعة في الشارع العراقي أنه لا نتيجة من هذه الحكومة ربما المرحلة القادمة ستفرز واقعاً آخر.
المصالحة العراقية ونبذ الخلافات
محمود مراد: طيب أنا ما اقصده أنكم عراقيون وهم أيضا عراقيون ويحظون بتأييد مستوى معين من الشارع العراقي إذن الخلاف بين عراقيين وعراقيين ما السبيل إلى تحقيق المصالحة أو الالتقاء في وجهة نظر وسط؟
علي الجبوري: نحن طرحنا مشروع في هذا الأمر لأن المشروع هو حتماً ليس الاقتتال الطائفي أو أن نقتتل فيما بيننا نحن لا نطرح هذا المشروع نحن طرحنا مشروع للوصول إلى العراق الذي نريده فقلنا الوصول إلى العراق الآمن المستقر المستقل يقام المشروع على أربع ركائز رئيسية أولى: تحرير العراق بشكل كامل من كل احتلال ونفوذ أجنبي، الثانية هي تعويض العراق عن كل إضراره وتعويض المتضررين لأن الشعب العراقي تضرر، الثالثة: إقامة مصالحة وطنية حقيقية وليست دعايات مصالحة تضمد جراحات العراقيين وتعوضهم ما خسروا من أبناء وأموال و من مساكن، والرابعة العفو هي إقامة نظام حكم عادل ورشيد على أسس المواطنة لكل المواطنين بلا تمييز وإقصاء طائفي إذا وصلنا إلى هذه المرحلة نكون وصلنا إلى الحل.
محمود مراد: يا شيخ علي هذه الشعارات يرفعها تقريباً كل الفصائل العراقية ممن هم منخرطون في السلطة وممن هم منخرطون في المقاومة، لكن كيف السبيل إلى تحقيق هذه الشعارات أو هذه المبادئ التي ربما لا يختلف عليها عراقيان؟
علي الجبوري: هناك فرق بين رفع الشعارات وتنفيذ الشعارات على الأرض يعني الكل حتى الطائفيون يرفعون شعارات الوحدة الوطنية لكن الممارسات على الأرض طائفية نحن نقول هذه الشعارات يجب أن تترجم إلى عمل أن نعمل في الساحة لذلك ونحن ابتدأنا نعمل لذلك مشاريع مصالحة ومشاريع حتى اجتماعية وثقافية من أجل العودة بالعراق إلى وضعه الحقيقي، وسنعمل في قابل الأيام إن شاء الله على العمل من داخل العراق ومن خارج العراق لكي نصل إلى العراق الذي نريده، نلامس العراقيين ونتفق معهم على صيغة حل جديدة إن شاء الله.
محمود مراد: الشيخ علي الجبوري الأمين العام للمجلس السياسي للمقاومة العراقي شكراً جزيلاً لك على هذه المساهمة شكراً لكم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة لكم منا التحية ونلتقي بكم قريباً بإذن الله تعالى إلى اللقاء.