ما الذي يقعد فرنسا عن النهوض؟

ماكرون ولوبان صراع إرادتين ورؤيتين لمستقبل فرنسا (رويترز)
الأميركي يعيش ليعمل والفرنسي يعمل لكي يعيش، أو هكذا يرى أحد الصحفيين الأميركيين البارزين في مستهل مقاله بصحيفة نيويورك تايمز حول مآلات الدولة الفرنسية وهي تمضي نحو انتخابات رئاسية ستحدد مستقبلها بشكل كبير.

يقول المعلق بريت ستيفنس في عموده بالصحيفة إن "السمة المذهلة" التي تمتاز بها الانتخابات الفرنسية لا تكمن في احتمال تنصيب الفرنسيين لفاشيّ سري في قصر الإليزيه.

فالفرنسيون ميالون بشدة -على ما يبدو- إلى انتخاب موظف سابق في بنك روتشيلد للاستثمار لا ينتابه أي شعور بالإثم والذنب من أصوله النخبوية، ويستهويه اقتصاد السوق وما يعنيه ذلك من خفض ضرائب المؤسسات وتقليص عدد ساعات العمل الأسبوعية التي تبلغ 35 ساعة حاليا.

إعلان

والفرنسيون في أمس الحاجة إلى العمل، فالوظيفة هاجسهم الأول وليس الإرهاب وأزمة الهجرة. ففي مارس/آذار الماضي بلغ معدل البطالة 10.1%، بينما بلغت البطالة وسط الشباب نسبة 23.7%، وهي أرقام صادمة في ظل حالة من التراجع الاقتصادي.

ومع ذلك فهذه هي حال فرنسا بعد سبعة أعوام من التعافي، وآخر مرة تجاوز فيها معدل النمو حاجز 3% كانت قبل 17 عاما.

فما الذي يُقعد فرنسا إذن؟ الإجابة السهلة عن هذا السؤال بنظر كاتب المقال هي أن ثمة قوى خارج سيطرة الفرنسيين هي التي تعيق النمو، من بينها بيروقراطية الاتحاد الأوروبي، وقيود العملة، والبنك المركزي الأوروبي، ورياح العولمة غير المواتية.

إعلان

وعلى افتراض فوز إيمانويل ماكرون في الانتخابات، فإن التحدي الذي سيواجهه لن يكون سياسي الطابع فحسب، بل تربويا أيضا، لأن مارين لوبان منحته غطاء أيدولوجيا سهلا نسبيا، استنادا إلى نزعة حزبها المعادية للأجانب والسامية.

وفي حال فوز لوبان فستكون تلك "مأساة أخلاقية" بالنسبة لفرنسا و"كارثة محتملة" لأوروبا، لكنه سيكون بمثابة تذكير بأن الركود الاقتصادي المزمن يولد حتما "فورات غضب قومية".

وختم الكاتب بالقول إن الذي خذل فرنسا هي تلك الفكرة التي تُعنى بالدور المنوط بالدولة. والتحدي الذي ينتظر ماكرون إذا ما فاز بالانتخابات هو أن يثبت للفرنسيين أن لديه فكرة ومشروعا أفضل لبلادهم.

المصدر : نيويورك تايمز