انعكاسات محاولة الانقلاب بتركيا على أميركا وحلفائها
وأوضح التحليل الذي كتبه كارين دي يونغ بالاشتراك مع دان لاموث، أن أي واقع جديد يظهر في تركيا في نهاية المطاف لن يعتبر أنباء جيدة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأشار الكاتب إلى أن تركيا العضو في حلف الناتو تعتبر الخط الأمامي والقاعدة الأم لكثير من عمليات التحالف لمواجهة الإرهاب في سوريا المجاورة، وأن تركيا هي الحَكم بشأن أزمة اللاجئين الفارين من الشرق الأوسط إلى أوروبا والذين يضغطون على القارة بشكل كبير.
وقال إنه على الرغم من أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجد صعوبة في التعامل مع الحكومة المدنية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتجد أن التعامل مع الجيش التركي يعتبر عملية أسهل، فإن الانقلاب في تركيا يمكن أن يثير المتطلبات القانونية لقطع جميع المساعدات العسكرية الأميركية، مما يشكل تحديا لاعتماد الولايات المتحدة على تركيا في الحرب ضد تنظيم الدولة.
وأضاف أن الإدارة الأميركية سبق أن تمكنت من تهوين مطالب بعض الكتل السياسية الأميركية بقطع المساعدات العسكرية عن مصر وتايلند، وذلك عن طريق رفضها تسمية ما حدث في هذين البلدين بأنه "انقلاب".
وقال الكاتب إن إعادة حكومة أردوغان إلى السلطة ربما تكون شائكة ومخيفة أكثر من أي وقت مضى، وإن البيت الأبيض انتظر ساعات بعد التقارير الأولوية عن أن انقلابا عسكريا يحدث في تركيا لكي يصدر بيانا قويا يعارض فيه العملية الانقلابية في البلاد.
ثم أصدر جون كيري بيانه الخاص لاحقا قائلا إنه تحدث مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وإنه أكد له دعم الولايات المتحدة المطلق للحكومة المدنية والمؤسسات الديمقراطية في تركيا.
وأشار الكاتب إلى أن معاهدة تأسيس حلف شمال الأطلسي لا تتناول ما يجب فعله حيال عمليات الاستيلاء العسكري على السلطة، وأنها لا تتضمن أحكاما تشير إلى تعليق عضوية البلد الذي يتعرض لانقلاب عسكري، وأن الانقلابات السابقة في كل من تركيا واليونان والبرتغال لم تؤد إلى تغيير جوهري يذكر في العلاقات مع حلف الأطلسي.
لكن الانقلاب العسكري في تركيا إذا ما تأكد فإن من شأنه أن يضع السعي التركي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في مهب الريح، مما يلحق الضرر بالاقتصاد التركي الذي تأثر أصلا بالهجمات الإرهابية.
والسؤال هو: هل الحكام العسكريون سيكونون على استعداد لمواصلة التضييق على أكثر من مليوني سوري وغيرهم من اللاجئين الذين تؤويهم تركيا وتمنعهم من محاولة الوصول إلى ألمانيا والدول الإسكندنافية وغيرها من الدول الأوروبية، لو نجح الانقلاب؟
ونسب الكاتب إلى مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية القول شريطة عدم الكشف عن هويتهم